النصيرات.. من بين الركام تنبعث حكايات الشهداء

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

غزة- في غياب آليات تحطيم الخرسانة (الباطون) ورفعها، تبدو جهود عائلتي “الشيخ علي” و”القصاص” في العثور على جثامين أربعة من شهدائهم، شبه عبثية.

وتعمل جرافة بجد على إزالة الركام، لكن من الواضح أن جهودها غير كافية في الكشف عن أجساد الشهداء الأربعة، القابعة أسفل مبنى كان يتكون من 3 طبقات، تداعت بفعل الصواريخ الإسرائيلية.

عدد الشهداء الذين ما يزالون تحت الأنقاض في قطاع غزة يُقدّر بنحو 10 آلاف (الجزيرة)

وقصفت طائرة إسرائيلية المنزل بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليل الخميس الماضي، ما أسفر عن استشهاد ما يقرب من 40 شخصا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة العشرات.

وتبحث عائلة “الشيخ علي” عن جثمان المسنة “نوال” البالغة من العمر 70 عاما، والدكتور “محمود” (45 عاما)، فيما تبحث عائلة القصاص عن عبد الرحمن (27 عاما) وليلى (17 عاما).

ويعاني جهاز الدفاع المدني بغزة من قلة الإمكانيات جراء منع إسرائيل إدخال الآليات والمعدات اللازمة بالإضافة للوقود اللازم لتشغيلها.

2-عبد اللطيف الشيخ علي فقد أخته ويبحث مع أفراد عائلته عن جثماني جدته "نوال" وعمه "محمود" تحت الأنقاض
عبد اللطيف الشيخ علي فقد أخته ويبحث مع أفراد عائلته عن جثماني جدته وعمه تحت الأنقاض (الجزيرة)

الجدة والعم

ونجا الشاب عبد اللطيف الشيخ علي (19 عاما) من الموت المحقق بعد أن أصيب برضوض خفيفة في الاعتداء الإسرائيلي، لكنّه فقد غالبية أفراد عائلته بمن فيهم شقيقته الصغيرة “نوال” البالغة من العمر 10 أعوام.

ولا يزال عبد اللطيف يبحث عن جدّته واسمها أيضا نوال (65 عاما) وعمّه محمود، ويصر على الوجود قرب المنزل طوال الوقت. ويقول للجزيرة نت “كنا قاعدين في الدار، فجأة صار قصف.. وشهداء وإصابات، 40 شهيدا و4 تحت الأنقاض”.

ويعدّد شهداءَ عائلته قائلا “جدّي وجدتي عبد اللطيف ونوال، وأختي نوال وعمي محمود، وعمي محمد وزوجته فاطمة وأولادهما: جمانة وعبود وهلا، وأحلام زوجة عمي خالد وأولادهما: بشار وغِنى ونغم وغزل، وابنيْ عمي ثائر: عبد الرحيم ومريم”.

ويُعد الشهيد الصيدلي محمود الشيخ علي، من الشخصيات المشهورة في قطاع غزة، حيث أسس شركة تجارية ناجحة متخصصة في الطب البديل والنباتات الطبية، وتُنتج أدوية ومحليات صناعية، وتضم مركزا رائدا في تخفيف الوزن، ويقدم برنامجا إذاعيا صحيا أسبوعيا.

وبدا الحزن جليا على الشاب صهيب الشخريت، ابن شقيقة الشهيد محمود الشيخ علي. واختار أن يجلس فوق مكان مرتفع على حطام المنزل، مراقبا أعمال البحث عن الشهداء المتبقين في الأسفل.

وبكى وهو يعدد أسماء الشهداء “سيدي عبد اللطيف وستي نوال وأعمامي.. وعمي محمود تحت الأنقاض…”، قبل أن يعتذر عن إكمال الحوار.

-من 5 حتى 11: لا يمتلك "الدفاع المدني" آليات تمكنه من استخراج الجثامين من تحت الأنقاض بفعل إجراءات الاحتلال
الدفاع المدني لا يمتلك آليات تمكّنه من استخراج الجثامين من تحت الأنقاض بفعل قيود الاحتلال (الجزيرة)

المصور والطالبة

على الجانب الغربي من المنزل، تبحث عائلة القصّاص عن اثنين من أبنائها وهما الشاب عبد الرحمن، وابنة أخيه ليلى.

ويعمل عبد الرحمن مصوّرا لجامعة فلسطين (أهلية) ويحمل شهادة جامعية في الوسائط المتعددة، أما ليلى فتدرس في الصف الحادي عشر.

ويقول أسامة القصاص إنه نجا من المجزرة، لعدم وجوده في المنزل ساعة القصف. ويضيف للجزيرة نت أن عائلته فقدت 17 شخصا، بينهم والداه أحمد وليلى (70 و62 عاما)، وأشقاؤه وشقيقاته: فاطمة، وإيمان، وحنان، ومحمد، وعبد الرحمن، وعامر.

كما فقد من أبناء وبنات أشقائه وشقيقاته: لانا وآية وليلى “بنات إبراهيم”، وميرا “ابنة خالد”، وحلا وابتسام وأحمد “أبناء حنان”، وشام وتالين “ابنتا إيمان”.

بدوره، يوجد نعيم ياغي، شقيق الجدة الشهيدة “الجدة” ليلى في المكان، على أمل العثور على جثماني عبد الرحمن وليلى “الحفيدة”.

ويقول للجزيرة نت إن 13 من الشهداء الـ17 هم من الأطفال والنساء، وإن العديد من أبناء وأحفاد شقيقته مصابون، ويتلقون العلاج في المستشفى.

3-نعيم ياغي شقيق الشهيد ليلى القصاص يساهم في جهود البحث عن جثماني شخصين من العائلة ما زالا تحت الأنقاض
نعيم ياغي يسهم في جهود البحث عن جثماني شخصين من العائلة لا يزالان تحت الأنقاض (الجزيرة)

البحث عن صديقه

على أمل العثور على جثمان صديقه عبد الرحمن، يرابط خالد أبو حية طوال الوقت في المكان. وقد بدأت صداقة الشابين خلال الدراسة الثانوية، حسبما يقول خالد للجزيرة نت.

ويضيف “قبل أسبوع زارني عبد الرحمن في منزلي بمدينة دير البلح، وبقي عندي أكثر من ساعتين، لم أتخيل أن تكون هذه النهاية”.

ويذكر أن صديقه بدأ في ممارسة هواية التصوير الفوتوغرافي منذ الصف العاشر، وكان يثير دهشة المحيطين به لجمال وإبداع صوره، وهو ما مكّنه من الحصول على وظيفة “مصور جامعة فلسطين”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *