الطريق إلى غلاف غزة.. موجز تاريخ المقاومة خلف خطوط العدو

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 15 دقيقة للقراءة

المكان: قطاع غزة، تحديداً شرق مدينة رفح، الزمان: 25 يونيو/حزيران 2006، الساعة 5:15 فجراً.. كان جنود الاحتلال الإسرائيلي “آمنين” في موقعهم العسكري، موقع كرم أبو سالم.. برج حراسة، ودبابة، ومدرعة، وجنود بأسلحة هجومية؛ ظنّوا أنها مانعتهم.

فجأة، خرج من تحتهم عبر نفق ممتد من القطاع إلى الأراضي المحتلة عام 1948، والتي باتت تُعرف باسم “غلاف غزة”، ثمانية مقاتلين من “كتائب الشهيد عز الدين القسام” و”ألوية الناصر صلاح الدين” و”جيش الإسلام”، قسّموا أنفسهم إلى ثلاث مجموعات: الأولى فجّرت الدبابة، والثانية دمّرت ناقلة الجند، والثالثة دمّرت البرج جزئياً. ونتيجة لهذا الاشتباك، نجح المقاتلون في قتل جنديين على الأقل، وأسر ثالث حيّا من قلب دبابته.

اقرأ أيضا

list of 2 items

list 1 of 2

في مواجهة “ثاد” كيف تخطط إيران لاختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية؟

list 2 of 2

رغم القوة الغاشمة لماذا يشعر الإسرائيلي دائما بالهزيمة؟

end of list

من المعروف أن عمليّة أسر الجندي جلعاد شاليط انتهت بعد 5 سنوات بعقد صفقة “وفاء الأحرار”، التي تحرر بموجبها 1000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، ولكن ما ليس معروفاً -رُبما- هو أن هذه العملية كانت إيذانًا ببدء عهد كسر السياج الفاصل، إذ لم تبدأ حكاية غزة مع العالم المجهول خلف السياج الحدودي الفاصل مع الأرض المحتلة، أو ما يعرف محليا باسم “السلك”، في صبيحة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.. فكيف بدأت الحكاية؟ ومن هم رجالها؟

عملية “الوهم المتبدد” عام 2006 كانت بداية عمليات استهداف “غلاف غزة” (شترستوك)

غزّة.. من الاحتلال إلى الانسحاب

في البدء كان “قضاء غزة” أحد ألوية فلسطين الجنوبية وفق التقسيمات البريطانية والعثمانية، ويضم غزّة ومحيطها بمساحة 1111.5 كلم2، وفيه 3 مدن كبرى هي: المجدل، وغزة، وخانيونس؛ و54 قرية وبلدة، منها: عراق المنشية، والجورة، وبيت جرجا، وحمامة وغيرها، وكان القطاع متصلاً بمصر عبر سكة قطار حديدية.

ظلّ الحال هكذا حتى نكبة عام 1948، بعدها قُسّم القضاء إلى منطقتين: قطاع غزة، وكان تحت حكم الإدارة المصرية، و”غلاف غزة” (وفق المسمى الإسرائيلي) الذي ضم لاحقًا 50 مستوطنة وكيبوتسا موزعة على ثلاثة مجالس إقليمية، هي: “أشكول”، و”أشكلون”، و”شعار هنغيف”، يقطنها قرابة 40 ألف مستوطن، كما تضم عددًا من المواقع والقواعد العسكرية التابعة لفرقة غزة؛ فرقة الجيش الإسرائيلي المسؤولة عن القطاع.

بعد النكبة، كان قطاع غزة قاعدة انطلاق للعمليات الفدائية تجاه الكيان الناشئ، إذ قاد ضابط المخابرات المصرية، الشهيد مصطفى حافظ، سلسلة عمليات نوعية داخل الأراضي المحتلة، عبر الكتيبة “141 فدائيون”، التي ضمت المئات من أبناء القطاع.

امتدت عمليات الكتيبة عبر ثلاث موجات في الفترة ما بين أغسطس/آب 1955 وحتى أغسطس/آب 1956، ووصل الفدائيون خلالها إلى عمق 18 كلم داخل “غلاف غزة”، وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن إحدى عمليات الاقتحام شارك بها أكثر من 200 فدائي في ليلة واحدة.

بعدها بنحو عقد من الزمن، حلّت نكسة عام 1967، التي احتلت “إسرائيل” بموجبها قطاع غزة بالكامل، وأقامت على أرضه عددًا من المستوطنات، موزعة على 3 كتل استيطانية كبرى في الشمال والوسط والجنوب.

وحتى انسحابها الجزئي من القطاع بعد اتفاقية أوسلو عام 1994، واجهت “إسرائيل” مقاومة غزّية متواصلة، بلغت ذروتها في السبعينيات مع “قوات التحرير الشعبية”، ثم في الانتفاضة الأولى عام 1987. وقد تركزت هذه العمليات داخل القطاع بشكل رئيسي وضد قوات الاحتلال ومستوطنيه.

سعت “إسرائيل” خلال الثمانينيات إلى دمج قطاع غزة مع باقي الأراضي المحتلة، فقام وزير الجيش الإسرائيلي وقتها، آرييل شارون، بتجريف معبر “بيت حانون” (إيريز) الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة، قبل أن يُعاد في عام 1984 تشييد المعبر إثر محاولة 4 شبان من “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” اختطاف الحافلة رقم 300 من عسقلان.

في الأعوام اللاحقة وحتى عام 2000، تمكنت الفصائل الفلسطينية من تنفيذ عدة عمليات في مدن الاحتلال انطلاقًا من قطاع غزة، كان أكبرها عملية “بيت ليد” الاستشهادية المزدوجة، وعملية “الثأر المقدس” التي قادها الأسير حسن سلامة.

ومع اندلاع انتفاضة الأقصى (2000 – 2005)، وتشديد الاحتلال للقيود المفروضة على قطاع غزة، وإغلاق المعابر المؤدية إلى الضفة الغربية وأراضي عام 1948، سعت المقاومة وأذرعها العسكرية إلى جعل المستوطنات في كافة مناطق القطاع، هدفًا لعمليات الاقتحام والتسلل الفدائية. وقد تطورت هذه العمليات على صعيد أعداد المقاتلين، والتقنيات المستخدمة فيها، مثل الأنفاق الأرضية والتسلل عبر البحر، مما أجبر الاحتلال على الانسحاب من غزة عام 2005، بعدما تكبد في الانتفاضة -بحسب اعترافاته- 105 قتلى من جنوده ومستوطنيه.

بتحرير قطاع غزة من الوجود الإسرائيلي، انفصلت غزة عن مشهد الالتحام المباشر مع جيش الاحتلال، لكن ما راكمته فصائلها من خبرات ميدانية وقتالية، وتقنيات صار بالإمكان تطويرها بأريحية بعيداً عن وجود الاحتلال ومستوطناته، أشعل في أذهان عدد من قادتها الميدانيين شرارة التفكير فيما وراء السياج الحدودي الفاصل مع الأراضي المحتلة، أو كما كانت تسميه أدبيات الإعلام المقاوم “السياج الزائل”.

**** للاستخدام الداخلي فقط *** مروان عبد الكريم عيسى الملقب بأبو البراء
مروان عبد الكريم عيسى الملقب بأبي البراء (مواقع التواصل)

قائد عمليات احتلال المستوطنات

ينسب الإعلام الإسرائيلي لمروان عيسى، نائب القائد العام لكتائب القسام، سعيه إلى تنفيذ عمليات اقتحام كبرى ضد المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة، فأشارت تقارير إسرائيلية عام 2011 إلى أن عيسى خطط بإشراف مباشر من سلفه أحمد الجعبري، لتنفيذ عملية اقتحام بعشرات المقاتلين لمجمّع “غوش قطيف” الاستيطاني جنوبي القطاع، لكن هذه العملية أُلغيت بعد بدء الاحتلال انسحابه من غزة وإخلاء مستوطناته صيف العام 2005.

وفي نشرة خاصة أصدرتها كتائب القسام بعنوان “فجر الانتصار” احتفاءً بالاندحار الإسرائيلي من قطاع غزة ذلك العام، قُدّم مروان عيسى بوصفه “قائد عمليات احتلال المستوطنات”. وخلال مقابلة خاصة معه، تحدث عن الإستراتيجية الجديدة لكتائب القسام، قائلًا: “لقد تغيّر تفكيرنا، قررنا نقل المعركة إلى منازل المستوطنين”، مشيرًا إلى أن أول من طرح هذه الفكرة هو القائد العام السابق للكتائب، صلاح شحادة.

وخلال المقابلة، تحدث “أبو البراء” كما يكنى، بإسهاب حول عمليات اقتحام المستوطنات التي نفذتها كتائب القسام خلال الانتفاضة الثانية، إذ تُنفذ هذه العمليات مجموعاتٌ خاصة تخضع لتدريبات شاقة وإعداد متواصل، تمهيدًا للعملية التي تبدأ بالرصد والمراقبة على مدى أسابيع، بهدف جمع كافة المعلومات التي تساعد في إتمام العملية.

خلف خطوط العدو

بعد 9 أشهر فقط على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، ومع بداية مأسسة القسام لكتائبها، كان ثمة نمط جديد من الاشتباك يرسم ميدانيًا، عُرف لاحقاً “بالعمليات خلف خطوط العدو”.

شكّلت عملية “الوهم المتبدد” عام 2006، التي بدأنا بها مقالتنا، المدماك الأول في مسار هذا النوع من العمليات، واستهداف “غلاف غزة”، وتحويل السياج من “السياج الفاصل” كما يريد الاحتلال، إلى “السياج الزائل” كما تريد المقاومة، ورسمت صورة مصغرة ليوم الطوفان القادم بعد أكثر من 17 عامًا.

لهذا، لم تمض سنتان حتى جاءت العملية الثانية في 17 أبريل/نيسان 2008، حاملة اسم “نذير الانفجار”، حيث اقتحمت كتائب القسام بعربات عسكرية تشبه آليات جيش الاحتلال، موقع كرم أبو سالم العسكري، مجددًا، وانتهت العملية باستشهاد 3 من المنفذين وإصابة 13 جنديًا إسرائيليا.

مع انقضاء العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008 – 2009، دخلت فصائل المقاومة فيما يشبه الثورة العسكرية والتنظيمية، فبدأت العمل بشكل أكثر مأسسة على تطوير قدراتها العسكرية، في مجالات الصواريخ ومضادات الدروع والطائرات المسيّرة. كما شهدت كتائب القسام إعادة هيكلة واسعة لوحداتها القتالية، وانزياحًا نحو التخصصية، عبر تشكيل وحدات النخبة والكوماندوز البحري، كوحدات قتالية خاصة، لتنفيذ مهام الاقتحام والسيطرة.

ولم يكن سرًا أن هذه الوحدات ستسعى لضرب الاحتلال خلف الخطوط في أي مواجهة قادمة، إذ كانت تدريباتها تعكس ترجمة لهذه المخططات، عبر مناورات اقتحام نماذج للمواقع العسكرية والمستوطنات كما في “مناورات الركن الشديد”.

وفي يوليو/تموز 2014، انطلقت معركة “العصف المأكول” التي شكّلت ذروة سنام المواجهات البرية مع جيش الاحتلال، وكلّلت جهود سنوات ممتدة من الإعداد والتطوير القتالي واللوجستي والعملياتي، إلا أن أكبر مفاجآت هذه المعركة، كانت في انتقال كتائب القسام إلى العمليات الهجومية داخل الأراضي المحتلة، برًا وبحرًا، وكسر مفهوم السياج الفاصل بالنار في عدة مواقع عسكرية.

افتتحت كتائب القسام المعركة التي امتدت لأكثر من 50 يومًا، بعملية إبرار لقوات الكوماندوز البحري على شاطئ قاعدة زيكيم البحرية شمال قطاع غزة، ودارت خلالها معركة شرسة بين أربعة من مقاتلي القسام وجيش الاحتلال الذي استدعى دباباته ومروحياته وزوارقه الحربية لملاحقة المقاتلين والاشتباك معهم، على بعد أمتار من ساحل البحر خلال انسحابهم بعد إتمام العملية.

إلى جانب العملية البحرية الأولى، نفذت كتائب القسام أربع عمليات خلف خطوط العدو في المواقع العسكرية المحاذية لقطاع غزة، وهي مواقع “صوفا” في رفح، وموقع “أبو مطيبق” شرق المحافظة الوسطى، وعملية “ناحل عوز” شرق الشجاعية، وعملية “موقع 16” قرب معبر بيت حانون (إيريز) شمال بيت حانون. وقد أوقعت هذه العمليات 23 قتيلا وفق بيانات القسام، فكانت بمثابة الضربة العسكرية البرية الأعنف في المواقع العسكرية المتقدمة لجيش الاحتلال في “غلاف غزة”.

لقد شكلت معركة “العصف المأكول” ما يمكن وصفه بالبداية العملياتية والميدانية لعملية “طوفان الأقصى”، بعدما حطّمت رهبة “ما وراء السياج” وحققت عمليًا مشاهد الاختراق والهجوم والسيطرة والانسحاب داخل المواقع العسكرية الإسرائيلية، وهو ما فتح الباب أمام التفكير في خطط الاقتحام الموسع للمواقع العسكرية الإسرائيلية ومستوطنات الغلاف مستقبلا.

في المقابل، أثارت هذه العمليات هلعًا إسرائيليًا من فكرة الأنفاق الحدودية، فدفعت الاحتلال إلى تدشين مشروع “الجدار الذكي” على طول الحدود الفاصلة مع قطاع غزة، وبعمق يصل إلى 25 متراً تحت الأرض، وقد استغرق بناؤه نحو 4 سنوات، بتكلفة تجاوزت المليار دولار. كما دفعته أيضاً لبناء العائق البحري في أقصى شمال قطاع غزة، وتكثيف عمليات البحث عن الأنفاق التي تتجاوز السياج نحو غلاف غزة، والسعي لتدميرها. وقد حقق جيش الاحتلال نجاحات ميدانية في كشف عدد من هذه الأنفاق.

وبينما كان الاحتلال الإسرائيلي يصبّ معظم تركيزه تحت الأرض نحو الأنفاق الحدودية الهجومية، باعتبارها تهديداً وشيكاً على حدود غلافه مع القطاع، كانت المقاومة تبني خططها من فوق الأرض من أجل “اجتياح الغلاف” في المستقبل القريب.

مسيرات العودة.. كيف يبدو ملمس “السلك”؟

في يوم الجمعة 30 مارس/آذار 2018، الموافق لذكرى يوم الأرض، انطلقت على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة مسيرات العودة الكبرى، التي شارك فيها عشرات آلاف الفلسطينيين، تأكيدًا على حق العودة إلى أراضيهم المحتلة عام 1948.

خلف أهدافها المعلنة بكسر الحصار، شكلت مسيرات العودة فرصة لآلاف الفلسطينيين للوصول إلى السياج الفاصل مع الأرض المحتلة، لأول مرة في حياة الكثيرين منهم، والاشتباك مع جنود الاحتلال وجهًا لوجه، انطلاقًا من المخيمات الحدودية الخمسة التي أقيمت في محافظات قطاع غزة.

تطورت مسيرات العودة إلى اشتباكات أسبوعية مع جيش الاحتلال، وتشكلت وحدات ميدانية من متطوعين شبان، حملت تسميات وحدات “الكوشوك”، و”قص السلك”، و”السواتر”، و”الأطباق والبلالين الحارقة”، و”الإرباك الليلي” وغيرها، وذلك ضمن الأدوات الخشنة للاشتباك مع الاحتلال.

بلغت المواجهات ذروتها في ذكرى النكبة يوم 15 مايو/أيار 2018، حيث كان مخططاً أن يقتحم الآلاف الحدود سلميًّا ضمن “مليونية العودة”، لكن الاحتلال استبق الفعاليات بارتكاب مذبحة دموية على طول الحدود راح ضحيتها 60 شهيدًا، وأصيب المئات بجراح متفاوتة.

دخلت مسيرات العودة في موجات مدٍّ وجزر تبعًا للأوضاع السياسية والأمنية في قطاع غزة، وأصبحت عنوانًا للتصعيد الميداني ضد جيش الاحتلال، عبر وحداتها الميدانية وأدواتها الخشنة، كالبلالين الحارقة وفعاليات الإرباك الليلي، التي أعيد تفعيلها لآخر مرة يوم 14 سبتمبر/أيلول 2023، أي قبل ثلاثة أسابيع من تاريخ بدء معركة “طوفان الأقصى”.

شكلت مسيرات العودة فرصة لكوادر المقاومة من أجل الوصول إلى نقطة الصفر مع الأراضي المحتلة، والاحتكاك بجيش الاحتلال عن قرب، وفحص جهوزيته ومواقع انتشاره، وتجريب العبوات الناسفة ضد السياج الحدودي وآليات الاحتلال ميدانيًا ضمن المجموعات التي عرفت محليًا باسم “الشباب الثائر”. وقد شهدت آخر فعاليات المسيرات ارتقاء 5 شهداء نتيجة انفجار عبوة ناسفة فيهم، أثناء محاولتهم زرعها على السياج الفاصل.

إلى جانب فحص المشهد ميدانيًا، شهدت مسيرات العودة محطات مفصلية فارقة في العلاقة بين غزة والسياج الحدودي، لعل أبرزها قيام الشهيد أحمد أبو نعيم بسحب أحد جنود الاحتلال من داخل ثكنته المحصنة ومحاولة أسره، قبل أن يرتقي برصاص جنود آخرين، وعملية الشهيد هاني المجدلاوي على ساحل زيكيم داخل الأرض المحتلة، وكمين “العلم المفخخ” الذي نفذته ألوية الناصر صلاح الدين، وعملية قنص أحد جنود الاحتلال التي نفذتها سرايا القدس، وليس انتهاءً بالمشهد الملحمي لعملية قتل القناص الإسرائيلي برصاص شاب فلسطيني أطلق عليه النار من مسافة صفر من داخل إحدى فتحات إطلاق النار في السياج الحدودي شرق غزة.

إلى يوم العبور الكبير

75 عامًا مرت على النكبة الفلسطينية عام 1948، الحدث الفارق المؤسس لما صار يعرف باسم “القضية الفلسطينية”، والسنة التي زُرع فيها سياج فاصل شطر قضاءَ غزة إلى قطاع وغلاف، وزرع معها في قلب القطاع آلاف اللاجئين المهجرين الذين سيبقى حلم العودة يلاحقهم ويتوارثونه جيلا بعد جيل، ليُنبت ما كان مجرد عمليات تسلل ومحاولات فردية للعودة إلى “البلاد”؛ اجتياحًا جرفَ الغلاف بمواقعه العسكرية ومستوطناته وتحصيناته وجداره الحديدي “الذكي”، وحقق لأحفاد اللاجئين عودة صاخبة بالبارود والنار، بمشهدٍ غيّر وجه المنطقة والتاريخ، وأحدث انفجارًا إقليميًا ما تزال تبعاته مستمرة حتى اليوم.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *