الصواريخ الفرط صوتية تغير قواعد اللعبة.. لكن أميركا لا تمتلكها

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

يسابق الجيش الأميركي الزمن لتطوير الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت الفائقة السرعة، ويمكنهما التهرب من معظم الدفاعات الجوية، في ظل تقدم الصين وروسيا عليه في هذا المجال بفارق كبير.

هذا ما لخصت به صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية تقريرا أعدته بشأن هذه الأسلحة استهلته بقصة صاروخ أطلقته بكين فوق بحر جنوب الصين بسرعة تزيد عن 15 ألف ميل (أكثر من 24 ألف كيلومتر) في الساعة أثناء دورانه حول الكرة الأرضية.

وقالت إن واشنطن استثمرت على مدى أكثر من 60 عامًا، مليارات الدولارات في عشرات البرامج لتطوير نسختها الخاصة من هذه التكنولوجيا. وقد انتهت تلك الجهود إما بالفشل وإما بالإلغاء قبل أن تتاح لها فرصة النجاح؛ لتجد واشنطن نفسها أمام تحد كبير، إذ إن الصين وروسيا تمتلكان بالفعل أسلحة من هذا النوع جاهزة للاستخدام.

وأبرزت محررة الصحيفة لشؤون الدفاع -التي أعدت التقرير الحالي- شارون وينمبرغر أن واشنطن أمضت العقود الأخيرة في التركيز على المعارك ضد الإرهابيين وحركات التمرد، لكنها اليوم بدأت مرة أخرى بضخ الموارد في مجال الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

وأضافت أن ميزانية وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لعام 2023 تشمل أكثر من 5 مليارات دولار للأسلحة، كما جيشت واشنطن القطاع الخاص -بما في ذلك أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية في وادي السيليكون- للمساعدة في تطويرها.

وبخصوص الصاروخ الذي جربته الصين فإن الكاتبة ذكرت أنه يطير بسرعة تفوق سرعة الصوت بـ20 مرة على الأقل، ويمكنه الوصول إلى أي مكان على الأرض في أقل من ساعة.

ولئن كانت رحلة ذلك الصاروخ التجريبية في صيف 2021 قد انتهت بضرب هدف داخل الصين نفسها فإن تلك العملية أرسلت موجات من الصدمة عبر واشنطن، وفقا للمحررة.

وأرجعت وول ستريت جورنال مبرر تلك الصدمة إلى أن هذه الأسلحة يمكنها الهجوم بسرعة كبيرة، ويمكن إطلاقها من مسافات بعيدة وهي قادرة على التهرب من معظم الدفاعات الجوية، ناهيك عن قدرتها على حمل متفجرات تقليدية أو رؤوس حربية نووية.

سبب التأخر

وعن سبب التأخر الأميركي، تقول وينمبرغر إن مشاكل البنتاغون في تطوير الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت تمتد من أعلى وأسفل هرم السلطة وصنع القرار، بدءا من اختبارات الطيران الفاشلة وعدم كفاية البنية التحتية للاختبار وانتهاء بالافتقار إلى خطة واضحة وشاملة لنشر الأسلحة.

وقالت إن ذلك يثير مخاوف لدى بعض المسؤولين السابقين نظرا للعجز المحتمل للسفن الحربية الأميركية الأكثر تقدما في بحر جنوب الصين عن التصدي لأي هجوم تفوق سرعته سرعة الصوت، وفقا للكاتبة.

وأوضحت أن هذه الصواريخ لديها كذلك القدرة على الطيران على ارتفاعات منخفضة والمناورة أثناء الطيران، مما يزيد من صعوبة اكتشافها بواسطة الرادار أو الأقمار الصناعية، وهذا يجعل من المستحيل تقريبا اعتراضها بواسطة الأنظمة الحالية للدفاعات الجوية.

أما التحدي الأكبر بالنسبة للبنتاغون لإنتاج هذه الأسلحة، فهو -وفقا للمحررة- أن يقرر، بعد سنوات عديدة وإنفاق الكثير من الأموال، نوع القدرات التي تفوق سرعتها سرعة الصوت التي يريدها في ترسانته.

وأشارت إلى أن الجيش الأميركي يسعى حاليا إلى تطوير نوعين مختلفين من الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت: صواريخ كروز التي تستخدم محركا نفاثا يُعرف باسم سكرامجيت scramjet، والمركبات المنزلقة التي يتم إطلاقها من الجو، ثم تنزلق إلى أهدافها بسرعات عالية.

وذكرت في هذا الإطار أن مختبر أبحاث القوات الجوية الأميركية منح، العام الماضي، عقدًا بقيمة 334 مليون دولار لشركة ليدوس Leidos، وهي شركة دفاع كبرى، للعمل على تكنولوجيا لمشروع طائرات تفوق سرعتها سرعة الصوت أطلق عليها اسم “مايهيم” (Mayhem).

لكن المحررة لفتت إلى أن كبير خبراء التكنولوجيا في البنتاغون، رفض الحديث عن جهود وزارته لتطوير طائرة تفوق سرعتها سرعة الصوت، قائلا إن ذلك “سري”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *