الانتخابات التشادية.. ديبي ينافس رئيس وزرائه

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

نجامينا- نشر حزب “المحولون” الذي يرفع شعار التغيير في تشاد، ويقوده المعارض السابق ورئيس الوزراء الحالي سوسيس ماسرا، دعوات وتحذيرات للشعب جاء فيها “حُرق مكتب الحزب في كينيبور أحد أحياء العاصمة، وحُبس مناضلونا في مدينتي منقو وأبشي لعدة أيام، نطالبكم باليقظة والتوجه سلميا لتحقيق النصر في السادس من مايو/أيار”.

ويخوض ماسرا حملة انتخابية يسعى فيها للفوز بمنصب الرئاسة، وتنحية الرئيس محمد إدريس ديبي مرشح حزب الحركة الوطنية للإنقاذ، الذي أسسه الرئيس الراحل إدريس ديبي وأمضى في الحكم 30 عاما، إلى أن قُتل في أبريل/نيسان 2021 أثناء المعارك مع المتمردين.

ويعد التحالف الذي يقوده الرئيس الأكبر من ناحية عدد الأحزاب والحركات المشاركة فيه، إذ يضم أكثر من 220 حزبا وحركة سياسية، ويقول ديبي إنه واثق من فوزه بالجولة الأولى، وبأكثر من 60% من أصوات الناخبين، ووعد الناخبين بالقيام بإصلاحات جذرية في كل القطاعات.

وأطلقت حملات جميع المرشحين وعودا للتشاديين بتوفير خدمات المياه والكهرباء، وإيجاد وظائف للشباب، وتطوير الزراعة لضمان الغذاء، كما تحدث المرشحون عن سياسة خارجية قائمة على توطيد علاقاتهم مع فرنسا، بينما وعد ديبي أنه في حال فوزه سيجعل بلاده حرة وذات سيادة وغير خاضعة لأحد.

تجمع لحملة رئيس الوزراء الحالي والمرشح للانتخابات (حزب المحولون)

تنافس شكلي

يقول رئيس الوزراء السابق باهيمي باتاكي ألبيرت، والمترشح للمرة الرابعة في تاريخه السياسي للفوز بمنصب الرئاسة، إن ما يجري بين رئيس السلطة الانتقالية ديبي، ورئيس وزرائه أشبه بمباراة ودية بين فريقين صديقين.

ويوضح أن طبيعة النظام الحاكم لا تتحمل أي نقد صادر ممن يعملون معه، ويقول “لدي قناعة بأن رئيس الوزراء عقد صفقة مع الرئيس ليتنافسا شكليا في الانتخابات، بينما يحتفظ كل بمقعده بعد انقضائها”.

ويعرض باهيمي نفسه للناخبين باعتباره المرشح الأكثر خبرة، حيث سبق أن تولى منصب رئاسة الوزراء مرتين، وتولى حقائب وزارية مختلفة أكثر من 10 مرات.

من جهة أخرى، طالب تحالف المعارضين بحل المؤسسات التي تشرف على الانتخابات، بعد أن رفض المجلس الدستوري اعتماد مرشحيهم، مشيرين إلى أن هذه الانتخابات ستقود إلى أزمة سياسية كبرى بسبب فساد المؤسسات التي تشرف عليها، وخضوعها لسلطة الرئيس المرشح لمنصب الرئاسة.

كما دعا ماسرا أنصاره إلى حراسة أصواتهم لمنع تزويرها، وطلب منهم إرسال صور محاضر نتائج فرز الأصوات إلى أرقام هواتف تم الإعلان عنها في منصات الحزب.

وقال أحد أعضاء تحالف المعارضة -فضل عدم ذكر اسمه- إن ادعاءات ماسرا أنه سيفوز بالرئاسة من الجولة الأولى للانتخابات، ورفع الرئيس الحالي شعارات في حملته الانتخابية تشير إلى حسمه للسباق من الجولة الأولى أيضا، سيقود البلاد لأزمة كبرى بعد الانتخابات، مع وجود تداعيات أمنية لهذا الصراع.

وقال للجزيرة نت إن مجموعة من المعارضين التقوا رئيس الوزراء الحالي، وفهموا من كلامه إنه ينوي إعلان النتائج التي سيحصل عليها فورا.

الموقف الفرنسي والأميركي

لم يصدر عن فرنسا (المستعمر السابق لتشاد) أي موقف معلن حول ترشح ديبي، بالرغم من أهمية موقف باريس في السياسة التشادية، واتهام كثير من المعارضين التشاديين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه أشرف على توريث الحكم في تشاد لديبي، لكن الأخير نشر في سيرته الذاتية قبيل بدء الحملات الانتخابية أن ماكرون نفى أن يكون اعترض على ترشحه للرئاسة.

وكررت واشنطن في عدة مناسبات موقفها من ضرورة امتناع رئيس السلطة الانتقالية الترشح للانتخابات، ففي الثاني من يوليو/تموز 2022 ناشدت القائمة بأعمال السفارة الأميركية في نجامينا ألين ثوروبون أعضاء المجلس العسكري بعدم الترشح للانتخابات والإيفاء بالتزاماتهم بتسليم السلطة للمدنيين.

واعتبر ديبي الموقف الأميركي تدخلا في شؤون بلاده الداخلية، في حين اعتبرت مفوضية الاتحاد الأفريقي أن تمديد الفترة الانتقالية برئاسة ديبي إلى 3 سنوات بدلا من 18 شهرا مخالفة للإطار الذي وافقت عليه مؤسسات الاتحاد.

وربط رئيس مركز دراسات التنمية والوقاية من التطرف أحمد يعقوب -في حديثه للجزيرة نت- بين مجريات الانتخابات الرئاسية وبين مطلب الجيش من الولايات المتحدة وقف نشاطاتها بالقاعدة الجوية في نجامينا، وهي نفس القاعدة التي تستخدمها القوات الفرنسية المتمركزة بالعاصمة، وردت أميركا بسحب قواتها الخاصة مؤقتا من تشاد.

ويقول يعقوب إن من يتابع الموقف الأميركي منذ بداية الفترة الانتقالية، يجد أن واشنطن لا تفضل ترشح ديبي للانتخابات، رغم أن مغادرة القوات الخاصة الأميركية للقاعدة الجوية لا تعني انتهاء الوجود العسكري هناك، إذ يتبقى للولايات المتحدة عدد آخر من القوات مكلف بحماية السفارة والمقرات الدبلوماسية الأخرى نجامينا، يتجاوزون عدد من تم سحبهم مؤقتا من القاعدة الجوية.

معارضون في تشاد يدعون لمقاطعة الانتخابات
معارضون في تشاد يدعون لمقاطعة الانتخابات (الجزيرة)

إعلان النتائج

وحذر رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الانتخابات أحمد بارتشيريي المرشحين من خرق قواعد الانتخابات في حملاتهم الانتخابية، وأكد أن إعلان النتائج المؤقتة بعد التصويت الذي سيجري في السادس من مايو/أيار ضمن الاختصاص الحصري للجنة الانتخابات، وأن أي إعلان للنتائج قبل نشرها من قِبل لجنة الانتخابات يعتبر محظورا.

وهو تحذير يرى يعقوب أنه موجه للمعارضة وليس لحملة الرئيس، معتبرا أن معظم المرشحين العشرة بالانتخابات يشاركون في المنافسة لإضفاء الشرعية على ما يصدر من نتائج، لكنه يذكر بأنه رغم ما يتردد بأن ماسرا وقع اتفاقا مع ديبي بالمشاركة شكليا في الانتخابات، فإن المتوقع -وفق كثير من المصادر- أن ماسرا سيعلن نتائج الانتخابات قبل إعلانها بشكل رسمي من قِبل لجنة الانتخابات، مدعيا الفوز بها، وهو سيناريو يمكن أن يتسبب في قلاقل كثيرة داخل النظام.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *