أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن بعض الطلاب اليهود في الجامعات الأميركية يشكون من أنهم يتعرضون للعزلة من قبل زملائهم في السكن، حيث يبعدونهم عن الفرق الرياضية والفنية في الحرم الجامعي بسبب مواقفهم المؤيدة لإسرائيل.
وجاءت هذه الشكاوى في وقت أصبحت فيه الجامعات مسرحا رئيسيا للحركة الاحتجاجية الأميركية المناهضة للحرب المستمرة منذ 7 أشهر في قطاع غزة.
وأوردت الصحيفة -في تقرير لمراسلها جوزيف بيرنستاين- قصة طالبة يهودية تدعى صوفي فيشر في كلية بارنارد، التي ادعت أن صديقتها القديمة في السكن الجامعي باتت تعاملها بفتور على غير العادة.
وكتبت زميلتها التي تشاركها السكن، رسالة لها عبر منصة إنستغرام بأنه لم يعد بإمكانهما الاستمرار في صداقتهما، لأنها كانت تبث منشورات داعمة لإسرائيل منذ هجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وذكرت الصحيفة أن الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة شهدت، في أبريل/نيسان، ومايو/أيار، انتشارا واسعا للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين حيث نصبوا مخيمات للاعتصام داخل الحرم الجامعي، منادين بسحب الاستثمارات من إسرائيل، وفي بعض الأحيان، بزوال إسرائيل “جملة وتفصيلا”.
واتسمت الاحتجاجات بخطب ساخنة حول مصطلح “صهيوني”، وهي كلمة، تقول نيويورك تايمز، إنها تشير عادة إلى الأشخاص الذين “يعتقدون أن لليهود الحق في إقامة دولة في وطن أجدادهم في إسرائيل الحالية”.
اختبار حقيقي
وأوضحت الصحيفة أن العديد من الفلسطينيين ومن يدعمهم يربطون هذه الكلمة بالتهجير الجماعي خلال حرب 1948 التي تسببت في تأسيس إسرائيل، وكذلك عمليات القتل التي طالت آلاف المدنيين خلال الأشهر الماضية وإبادة غزة.
ونسبت إلى العديد من المتظاهرين عدم رغبتهم في مشاركة المكان مع أشخاص يعتبرونهم صهاينة، بل إنهم يرون أن هذه الأيديولوجية غير مقبولة.
ففي جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، منع الطلاب المؤيدون للفلسطينيين زملاءهم الذين أقروا بأنهم صهاينة من دخول أجزاء من الحرم الجامعي، وفقا لبيرنستاين.
ومع أن الغالبية العظمى من اليهود الأميركيين -بحسب الصحيفة- يعتبرون اهتمامهم بإسرائيل جزءا مهما من هويتهم اليهودية، فقد أدت حالات الإقصاء هذه إلى جدل حول ما إذا كانت المخيمات معادية للسامية بحكم الواقع.
وتنقل نيويورك تايمز عن بعض الطلاب اليهود في الحرم الجامعي اعتقادهم بأن هذه التحركات النشطة ترقى إلى نوع من الاختبار الحقيقي؛ “فإذا كنت تدعم فلسطين، فأنت معنا، أما إذا كنت تدعم وجود إسرائيل أو لم تكن مستعدا لإدانتها، فأنت منبوذ”، وفق الصحيفة.
ويقول هؤلاء الطلاب للصحيفة إن هذا لا يقتصر على الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، بل إنه مجرد الشكل الأوضح للضغط الاجتماعي الجديد الذي بدأ يتسرب من الساحة العامة إلى نسيج الحياة اليومية في الحرم الجامعي، ويجد طريقه إلى مساحات قد تبدو غير ذات علاقة بسياسات الشرق الأوسط؛ مثل النوادي الرياضية، والصداقات غير الرسمية، وفرق الرقص.