إمام يتلو آيات داخل برلمان بلجيكا وإسرائيل غاضبة من آية لم يقرأها

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

أثار مقطع فيديو لإمام يقرأ آيات من سورة الأحزاب في البرلمان البلجيكي ردود فعل غاضبة داخل البلاد، وخارجها ولا سيما في إسرائيل.

فقد نشر الإمام محمد أنصار بوت على مواقع التواصل الاجتماعي -قبل أن يزيله- مقطعا له يتلو الآيتين 46 و47 من سورة الأحزاب على منصة برلمان بروكسل إثر تكريمه، حسب ما ورد بصحيفة لوفيغارو الفرنسية.

كما ظهر في مقطع آخر يتلو الآيات من 41 إلى 43 من السورة نفسها.

وعلى خلاف ما ورد بمقطعي الفيديو، فقد زعم المنتقدون أن الإمام رتل الآية 26 من سورة الأحزاب، وهو ما جعل نشطاء بمواقع التواصل يتهمون مسؤولين إسرائيليين وحلفاء لهم بأوروبا بالكذب، للترويج لأطروحتهم.

المشهد، الذي لم ينكشف للعلن إلا مؤخرا، حدث يوم 13 يناير/كانون الثاني الماضي خلال حفل لتوزيع جوائز نظمه حسن كويونغو (من الحزب الاشتراكي) نائب رئيس البرلمان مع جمعية أصدقاء بلجيكا. وكان الإمام نفسه، وهو من أصل باكستاني ويعيش في ليو سان بيير (برابانت الفلمنكية) هو الذي نشر المقطع على فيسبوك قبل أن يزيله.

وقد قام النائب الفدرالي ثيو فرانكن ووزير الدولة السابق للهجرة بنشر الفيديو على منصة “إكس” مصحوبًا برسالة طويلة جدًا، قال فيها إن بروكسل، التي كانت ليبرالية ذات يوم، تبدو وكأنها اليوم مدينة ضائعة.

وأعرب فرانكن عن أسفه لذلك، واتهم الحزب الاشتراكي بـ”الانحناء بشكل أعمق من أي وقت مضى لصالح المسلمين” مستنكرا ما سماها “مشاهد الاستسلام غير المسبوقة”.

أما ديفيد ليستره، زعيم حركة الإصلاح في بلجيكا، وهو حزب ليبرالي من يمين الوسط، فقد دعا إلى إنشاء لجنة حول هذا الموضوع، قائلا “إن قرونًا من الصراعات الدينية تراقبنا.. فكيف يمكننا أن نقبل مثل هذه التصرفات؟ هذا هو الهدف من الحياد”. وأوضح أن مجموعته البرلمانية تطالب بالمحاسبة.

صدمة إسرائيلية

وبدورها أعربت “عيديت روزنزويغ أبو” السفيرة الإسرائيلية لدى بلجيكا ولوكسمبورغ عن صدمتها، قائلة إنها شعرت بالرعب الشديد عندما اكتشفت أن داعية مسلما ضيفا بالبرلمان في بروكسل اختار قراءة آية من سورة الأحزاب، وهي سورة تتحدث عن معركة بين المسلمين واليهود، حسب زعمها.

وزعمت السفيرة أن الإمام رتل الآية رقم 26 من سورة الأحزاب {وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا قائلة إنها “تدعو صراحة إلى قتل اليهود وسبيهم”.

وذكّرت بأن ذلك يأتي وسط تصاعد معاداة السامية والخوف في بروكسل، حيث يعيش 18 ألف يهودي، حسب قولها.

بينما أكد مغردون أن ادعاء السفيرة باطل، إذ إن الإمام رتل الآيات من 41 إلى 43 (كما ورد على حساب خيرت فيلدرز نفسه) والآيتين 46 و47 من سورة الأحزاب كما نشرت السفيرة الإسرائيلية نفسها، فضلا عن أن سياق الآية الكريمة رقم 26 واضح ومرتبط برد اعتداء على المسلمين، وشددوا على أن الإسلام ضَمن لأتباع مختلف الديانات حرية ممارسة دينهم دون أن يتعرض لهم أحد بأذى.

واختار زعيم اليمين المتطرف بهولندا خيرت فيلدرز، الذي احتل حزبه المركز الأول بالانتخابات التشريعية، الركوب على هذه الموجة، حيث نشر المقطع على حسابه على إكس مع التعليق التالي “إمام باكستاني في برلمان بروكسل 2024. ضاعت بلجيكا”.

أما في صفوف الحزب الاشتراكي، فإن لوفيغارو ذكرت أن هذه القضية تثير المزيد من الإحراج، حيث سيصوت البلجيكيون في أقل من 4 أشهر لانتخاب ممثليهم في البرلمان الفدرالي والبرلمانات الإقليمية.

وذكرت الصحيفة أن كاتبة الدولة لتكافؤ الفرص في بروكسل نوال بن حمو هي التي تولت تكريم الإمام المذكور، لكن مرافقيها قالوا يوم الجمعة الماضي إنها غادرت المكان عندما بدأ الإمام في تلاوة آيات من القرآن.

أما عضو الحزب الاشتراكي ورئيس برلمان بروكسل رشيد مدران فقد حاول وضع حد لهذا الجدل، مؤكدا أن النواب يمكنهم تنظيم الأحداث وأن المؤسسة تستقبل أيضا حوالي 10 آلاف زائر سنويا.

ولفت رئيس برلمان بروكسل إلى أنه يدرس أيضا إدراج مسألة الحيادية في لوائح المؤسسة، قائلا “البرلمان معبد الديمقراطية: ولا هو بمسجد ولا كنيسة”.

وبدورها نقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن وزير شؤون الشتات عميحاي شيكلي قوله تعليقا على ما حدث “إن بلجيكا إلى جانب فرنسا تقودان الخط الأكثر تأييدا لحماس ومعاداة إسرائيل في كل أوروبا، وليس من المستغرب أن يتفشى الإسلام المتطرف داخلهما، وقد تم توضيح أن إدارة ظهريهما لإسرائيل هو خطأ إستراتيجي صعب”.

واعتبرت الصحيفة أن “ما جاء في الآية يدعو لاختطاف رهائن إسرائيليين”.

وأوضحت أن وكالة مكافحة التمييز البلجيكية سجلت ما بين 7 أكتوبر/تشرين الأول و7 ديسمبر/كانون الأول الماضيين 91 حادثا تم الإبلاغ عنها تتعلق بالحرب على قطاع غزة، وهو ما يتجاوز بكثير 57 حادثًا تم تسجيلها لعام 2022 بأكمله. ومن بين 91 حادثًا، كانت 66 حادثة معادية للسامية بطبيعتها، و8 كانت معادية للإسلام أو للعرب.

ويتمركز يهود بلجيكا البالغ عددهم 29 ألفًا في بروكسل وأنتويرب، وفقًا للمؤتمر اليهودي العالمي، حسب جيروزاليم بوست.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *