إسرائيل وفلسطين.. لوفيغارو: لحظة الحقيقة تقترب

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

قالت صحيفة “لوفيغارو” إن على إسرائيل أن تختار بين الاحتفاظ بالسيطرة العسكرية على فلسطين الانتدابية كلها مع الاستمرار في العيش في فوضى متقطعة، وبين التخلي عن 22% منها لإنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح وكسب السلام على حدودها، كما يرى كاتب العمود في الصحيفة رينو جيرار.

وأوضح رينو جيرار أنه وجد إجماعا في إسرائيل، التي زارها قبل أيام، على فكرة تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حتى النهاية بسبب الصدمة التي أصيب بها المجتمع الإسرائيلي في أعقاب حجم الخسائر التي تكبدها في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي التي قتل فيها نحو 1250 إسرائيليا، أي 8 أضعاف من قتلوا في حرب لبنان عام 2006، ولكن أيضا بسبب ما وصفها بوحشية الجرائم التي ارتكبتها حماس ضد المدنيين المسالمين، حسب زعمه.

مستقبل الحرب

ورأى رينو، في مقاله بهذه الصحيفة اليمينية، أن حماس في حربها الثورية يكفيها عدم الخسارة بالكامل، ولكن الحكومة الإسرائيلية اليوم لا تنوي تقديم “أدنى هدية” للحركة، ليتساءل مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن هل هذا سيسبب قيام إسرائيل بخلق أعداء جدد؟

يقول لويد أوستن إن إسرائيل، بمواصلتها القصف العشوائي على منطقة مكتظة بالسكان مثل جنوب قطاع غزة، ستحوّل انتصارا تكتيكيا إلى هزيمة إستراتيجية، وبالتالي عليها أن تدرك أن تصاعد الانتقادات ضدها في حليفتها الأمينة أميركا يعني أن الوقت قد حان لمنع اليمين الإسرائيلي من فعل أي شيء، ولإبعاد المستوطنين المتعصبين المستعدين للقتل في الضفة الغربية، كما آن للجيش الإسرائيلي أن يتوقف عن تدمير البنية التحتية الضرورية للحياة الطبيعية في غزة.

وخلص الكاتب إلى أن لحظة الحقيقة تقترب بالنسبة لإسرائيل، وحث في هذا الصدد على استئناف مفاوضات “أولمرت عباس” لعام 2008 من حيث توقفت، حين ارتكب الزعيم الفلسطيني محمود عباس خطأً بعدم قبوله العرض “السخي” الذي قدمه آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.

ويتمثل العرض -حسب الكاتب- في أن تضم إسرائيل 3 كتل استيطانية تمثل 80% من مساحة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإقامة دولة فلسطينية على 94% من الضفة الغربية، على أن تأخذ 6% الباقية من صحراء النقب والممر السيادي الذي يربط غزة بالضفة الغربية، وتكون عاصمتها في الأحياء العربية بالقدس، مع وضع الأماكن المقدسة تحت إدارة دولية.

وختم رينو جيرار بأن على القوى الإقليمية إقناع الفلسطينيين باستحالة عودة اللاجئين إلى إسرائيل التي ترغب في البقاء دولة يهودية، مؤكدا أن لدى أميركا الوسائل اللازمة لدعم هذا الحل سياسيا، كما أن لدى الدول النفطية التمويل اللازم له، و”إذا لم يغتنم الفلسطينيون هذه اليد الممدودة والفرصة لبناء دولتهم، واستمروا في حلمهم بإلقاء اليهود في البحر، فسيستحقون مصيرهم الكارثي”، على حد تعبير الكاتب.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *