أكبر أزمة سياسية يواجهها.. ما خيارات نتنياهو في قضية تجنيد الحريديم؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

رجح أكاديميون انحياز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى شركائه في “الائتلاف اليميني المتطرف” في أزمة تجنيد اليهود المتشددين “الحريديم” حتى لو تطلب الأمر خروج الوزير بمجلس الحرب بيني غانتس.

وقال الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى إن نتنياهو يواجه أكبر أزمة سياسية تفوق أزمته مع واشنطن، معتقدا أنه سيفضل الذهاب لقانون ينسجم إلى حد كبير مع تطلعات الأحزاب الدينية حتى لو كلفه انسحاب غانتس الذي كان غطاء سياسيا واجتماعيا ودوليا لحكومة “اليمين” منذ بداية الحرب.

أما السيناريو الثاني -الذي يستبعد مصطفى حدوثه- فهو الذهاب لقانون يقترب من الأحزاب العلمانية مما سيؤدي إلى خسارة الأحزاب الدينية، وسقوط الحكومة.

كما يحاول نتنياهو تجنب الذهاب لانتخابات مبكرة مما يعني ضمنيا وقف الحرب على غزة، فضلا عن سقوطه ومعسكر “اليمين” وتشكيل حكومة بديلة برئاسة غانتس، وفق الخبير بالشأن الإسرائيلي.

ويؤكد مصطفى أن الأزمة الحالية تأتي في سياق حاجة جيش الاحتلال لجنود الاحتياط، بعد إهمال هذه المسألة ومن ضمنها تجنيد الحريديم، مشيرا إلى أن إسرائيل لديها فرصة أخيرة لتشريع القانون بعد إلغاء المحكمة العليا قوانين سابقة.

ويضيف أن حكومة نتنياهو ملزمة بسن هذا القانون “وبدونه لن تستطيع الحكومة إعفاء الحريديم” وعليها تقديم القانون للكنيست في يونيو/حزيران المقبل للتصويت عليه.

“انتهازية سياسية”

بدوره يؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الفلسطينية الدكتور حسن أيوب أن أزمة تجنيد الحريديم تبرز مدى الانتهازية السياسية سواء من نتنياهو أو شركائه بالائتلاف أو المعارضة.

ويؤكد أن الأزمة لا تتعلق فقط بالحسابات العسكرية في ظل حاجة الجيش إلى مزيد من القوى البشرية، بل هناك جانب اقتصادي يخص ميزانية الدولة، قبل أن يجمل المشهد بأنه أزمة بتعريف الدولة نفسها.

ويعتقد أن الأزمة ستلقى بظلالها بإحداث شرخ بالمجتمع الإسرائيلي بين الشق العلماني الليبرالي والشق المتدين، مضيفا أنه يصعب الخروج من هذا المأزق وشدد على ضرورة إبرام صفقة جديدة.

ويؤمن الأكاديمي الفلسطيني بأن قضية تجنيد الحريديم تهدد جديا بقاء حكومة نتنياهو لأن كافة الأحزاب تمترست وتشددت بشكل لا يبدو أنه هناك مخرج، مستبعدا أن يفلت نتنياهو من ضغط هذه الأزمة.

من هم الحريديم؟

وحول طبيعة هذه الأحزاب الدينية، يوضح مصطفى أن الحريديم تشكل 13% من المجتمع الإسرائيلي ومتوقع أن تصل عام 2050 إلى 20%.

وأضاف أنها مجموعة دينية متزمتة لا تعترف بالصهيونية وتعيش في أحياء منعزلة جغرافيا ومختلفة في لباسها، ونجحت في الاندماج مع المحافظة على مصالحها السياسية والثقافية خاصة التعليم في أحياء مغلقة.

ويبين أن فئة الحريديم من أعلى المجموعات من حيث التكاثر السكاني، إذ يصل معدل ولادة المرأة الحريدية بين 7 و8 أطفال، كما أنها لا تدرس الإنجليزية والرياضيات والعلوم وتكتفي بالمناهج الدينية “لذلك هي غير متعلمة، وغير مثقفة، وغير منتجة، ومستهلكة، ولا تندمج بالاقتصاد الإسرائيلي”.

تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو اقترح -في لقائه مع المستشارة القانونية للحكومة- تجنيد 2500 من الحريديم سنويا، بينما دعا الحاخام الأكبر لليهود السفارديم (طائفة اليهود الشرقيين) يتسحاق يوسف أنصاره إلى مغادرة إسرائيل إذا أُرغموا على أداء الخدمة العسكرية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *