قالت صحيفة “لاكروا” الفرنسية إن المنظمات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة لم تعد تعرف اللغة التي يجب استخدامها للتحذير من المأساة المستمرة والجحيم الذي يعيش فيه قطاع غزة، كما لم يعد المتخصصون في حالات الطوارئ أيضا يجدون الكلمات لوصف ما رأوه أو ما ينقل لهم.
وترددت الصحيفة -في افتتاحية لها بقلم جان كريستوف بلوكين- بين وصف ما يحدث “بالرعب المطلق” أو “سيناريو جهنمي” أو “أحلك ساعة عرفتها البشرية”.
وأشارت إلى أن هذه المأساة، رغم أن حقيقتها الصادمة لا تقبل الشك، تجري من دون أن تتمكن وسائل الإعلام من نقلها على أرض الواقع بشكل مستقل.
وفسرت “لاكروا” ذلك بأن رغبة إسرائيل في القضاء على التنظيم العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تأتي قبل واجب حماية السكان المدنيين الذين أرغمتهم على النزوح وتسعى لحشدهم في زاوية ضيقة من الأرض من دون اعتبار لظروف النظافة والصحة والغذاء، ليتحدث الدبلوماسي النرويجي يان إيغلاند -وهو شخصية تحظى باحترام كبير في المجال الإنساني- عن “إبادة غزة”.
ومع ذلك ترى الصحيفة أن حماس هي المتهم الأول بالتسبب في ما حدث، ولكن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق إسرائيل، التي أعماها منطق الثأر، أما ضعف ردود الفعل الرسمية في أوروبا والولايات المتحدة وبعض الدول العربية، فترجع إلى الرغبة في إضعاف حماس، مما يزيد من اضطهاد الفلسطينيين إلى مستوى فاضح.