غزة– “رجلي راحت على الجنة”، بهذه العبارة تزرع أسرة الطفلة مريم فرج الله (5 أعوام) الصبر في قلبها الصغير، بعد أن فقدت ساقها جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.
وبينما كانت تجلس على كرسي متحرك في مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع، قالت مريم للجزيرة نت، إن حلمها أن تصبح طبيبة تعالج المرضى.
وتجولت كاميرا الجزيرة نت في أروقة هذا المستشفى، الذي يعج بمشاهد مأساوية لأطفال وفتية وشبان في مقتبل العمر، بُترت أطرافهم جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفتهم في منازلهم وفي الشوارع والطرقات.
وبكلمات يملؤها الألم تحدث جرحى عن أثر الإعاقة على حياتهم وأحلامهم وتطلعاتهم نحو المستقبل؛ فالطفل يزن السودة (10 أعوام) كان يحلم أن يحترف كرة القدم، والشاب الثلاثيني فؤاد الخور كان المعيل الوحيد لـ3 شقيقات من ذوي الاحتياجات الخاصة وأم مريضة.
ومحمد أبو مخيمر (29 عاما) أودت غارة جوية إسرائيلية بساقه، وخطفت أرواح 13 فردا من أسرته، ولم ينج منها سوى والده وأحد أشقائه، واغتالت هوايته بقيادة السيارات ولعب كرة القدم.
وأدت الحرب الإسرائيلية منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي إلى استشهاد 27 ألفا و708 فلسطينيين، وجرح 67 ألفا و147 آخرين، بينهم عدد كبير اضطرت الطواقم الطبية إلى بتر أطرافهم وباتوا من ذوي الإعاقة.
وبحسب توثيق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن 70% من الشهداء والجرحى هم من الأطفال والنساء.