49 قتيلا.. كيف وقع حريق المنقف بالكويت؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

الكويت- استيقظ سكان الكويت، الأربعاء، على أخبار وفاة 49 شخصا جرّاء اندلاع حريق هائل في إحدى عمارات السكن الاستثماري بمنطقة “المنقف” التابعة لمحافظة الأحمدي جنوب البلاد، وتستأجرها إحدى الشركات لإيواء عمالها.

وأدى اشتعال النار في مطبخ بالطابق الأرضي من العمارة -المكونة من 6 طوابق- إلى امتداد الدخان والنيران إلى الطوابق العليا، ومحاصرة السكان فيها رغم محاولات الهروب إلى السطح لكن دون فائدة لأن بابه كان مقفلا.

ووجّه أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، المسؤولين بالمتابعة الفورية للوقوف على أسباب اندلاع هذا الحريق ومحاسبة المسؤولين عن حدوثه، “حتى لا يتكرر مثل هذا الحادث المؤسف مستقبلا”.

أحد الناجين من حريق “المنقف” يتلقى العلاج (الجزيرة)

مخالفات

وقال مدير إدارة تحقيقات الحوادث في قوة الإطفاء العام العقيد سيد حسن موسوي، إن بلاغا ورد إلى غرفة العمليات والتحكم التابعة لقوة الإطفاء العام في تمام الساعة 4:23 فجرا، وتم -على الفور- توجيه 5 فرق إطفاء للتعامل مع الحادث من مناطق (المنقف، الفحيحيل، ميناء عبد الله، القرين، تحقيقات الحوادث).

وأضاف للجزيرة نت، أنه عند الوصول إلى موقع الحادث في تمام الساعة 4:28 فجرا، تبين أن الحريق وقع في عمارة للسكن الاستثماري تتكون من طابق أرضي و6 أدوار يضم كل واحد 4 شقق، ويقطنها نحو 195 شخصا.

ووفق العقيد موسوي، فإن بداية اندلاع الحريق كانت في الدور الأرضي، “بسبب وجود بعض المخالفات، حيث اندلع الحريق في غرفة مشيدة، وامتد إلى بقية الأدوار”.

إسطوانات الغاز تسببت في انتشار الحريق بسرعة
أسطوانات الغاز تسببت في انتشار الحريق بسرعة (الجزيرة)

وبعد المعاينة من قوة الإطفاء العام، تم العثور على أكثر من 25 أسطوانة غاز للطبخ من “البروبين” (نوع قابل للاشتعال بسرعة)، وهو ما أدى إلى توسع الحريق بسرعة، وفق مدير إدارة التحقيقات.

وأوضح أن الضحايا لم يتمكنوا من الهرب بسبب إغلاق الدور الأرضي، ونتيجة صعود الدخان السام إلى الأدوار العليا ومحاصرة سكان العمارة في الداخل.

كما أن معظمهم كانوا نائمين على الأسرّة أو الأرض، وتم العثور على بعض الأشخاص على سلالم الطوارئ، ولأن باب سطح العمارة كان مقفلا -وعند نزولهم إلى الأدوار الأرضية- لم يتمكنوا من الهروب.

ولا تزال الجهات المختصة تحقق في سبب اندلاع الحريق، ولكن لا توجد أي شبهة جنائية حتى اللحظة وفق موسوي، الذي أشار إلى أن أي مخالفة لاشتراطات الإطفاء والبلدية تؤدي إلى نتائج كارثية ومأساوية.

مشاهد مفزعة

وروى شاهد عيان من سكان العمارة المجاورة لموقع الحريق، أنه رأى مشاهد مفزعة وسط صيحات الأشخاص الذين حُوصروا داخل العمارة بسبب الحريق الذي اندلع في الدور الأرضي في مطبخ مشترك لعمال الشركة المستأجرة للمبنى.

وقال للجزيرة نت “علمتُ بوقوع الحريق من صوت سيارات الإطفاء والشرطة التي حضرت في وقت مبكر، حاولنا تقديم المساعدة وتمكنتُ مع أحد جيراني -من الجالية الهندية- من إنقاذ 3 أشخاص عن طريق سلّم متحرك من خلف العمارة التي أسكن فيها”.

النيران التهمت مكان المطبخ في الدور الأرضي
النيران التهمت المطبخ الواقع في الدور الأرضي (الجزيرة)

وأضاف أن بعض الأشخاص الذين نجوا، ألقوا بأنفسهم من الطابقين الثالث والرابع، لكنهم كانوا قد اتخذوا احتياطاتهم ولفوا أنفسهم ببطانيات.

وقال شاهد عيان آخر للجزيرة نت إن الحريق اندلع بسرعة هائلة حتى أن إحدى السيارات احترقت من النيران الخارجة من داخل العمارة، وأوضح أن الأدوار الأولى هي الأكثر تضررا، وأنهم كانوا يسمعون صراخ الناس داخل الطوابق الأخرى، وأن سيارات الإطفاء جاءت بسرعة لإخماد الحريق.

النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والداخلية الشيخ فهد اليوسف الصباح يتفقد موقع الحريق
النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ فهد يوسف الصباح (متحدثا في الوسط) يتفقد موقع الحريق (الجزيرة)

إجراءات

وتفقد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والداخلية الشيخ فهد يوسف الصباح، موقع الحريق في منطقة المنقف، حيث تمت عملية المكافحة والسيطرة عليه وتم إنقاذ عدد كبير من سكان العمارة كانوا محتجزين داخلها.

وكلّف الشيخ فهد يوسف الصباح الجهات المسؤولة باتخاذ الإجراءات اللازمة ومحاسبة المتسببين في الحادث، وأعطى مهلة، حتى صباح الخميس، لأصحاب العقارات المخالفة لإزالتها، إضافة إلى التحفظ على صاحب العقار الذي شهد الحريق للتحقيق في أي تقصير أو إهمال.

كما أصدر مدير عام بلدية الكويت سعود الدبوس، قرارات عاجلة بإيقاف نائب المدير العام لشؤون محافظة حولي والأحمدي، ومدير فرع بلدية الأحمدي بالتكليف، ومدير إدارة التدقيق والمتابعة والهندسية، ورئيس قسم إزالة المخالفات بالأحمدي، عن العمل، وبتكليف نظرائهم بالأفرع الأخرى بالقيام بعملهم إلى حين الانتهاء من التحقيق بملابسات الفاجعة الأليمة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *