واشنطن- تتعاون الحكومتان الإسرائيلية والأميركية منذ سنوات لتطوير أنظمة الكشف عن أنفاق حركة حماس سواء تلك المستخدمة في إدخال السلع عبر الحدود، أو التسلل إلى إسرائيل لشن هجمات، أو التخفي وإخفاء أسلحة.
تنص المادة (127) من قانون تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2016 على تأسيس برنامج تعاون أميركي إسرائيلي لمكافحة الأنفاق.
وأشارت دراسة لخدمة أبحاث الكونغرس، وهو الجهة البحثية التي توفر أبحاثا وبيانات موثقة لأعضاء الكونغرس، اطلعت عليها الجزيرة نت، عن تقديم واشنطن لمساعدات بلغت قيمتها 320 مليون دولار منذ 2016، بمعدل يقترب من 40 مليون دولار سنويا، وذلك كما يوضح الإنفوغراف التالي:
وتستخدم التكنولوجيا الناتجة عن التعاون الأميركي الإسرائيلي أجهزة استشعار وبرامج صوتية أو زلزالية للكشف عن الحفر والأنفاق، وتعتمد هذه التكنولوجيا على تقنيات الاكتشاف المستخدمة في قطاع النفط والغاز الطبيعي.
وقد سمح التفويض ذاته باستخدام الأموال من حساب البحث والتطوير والاختبار والتقييم الدفاعي الأميركي، إضافة إلى بعض الأموال الإسرائيلية، لإنشاء قدرات مضادة للأنفاق “تكتشف وترسم خرائط، وتُحيد” الأنفاق تحت الأرض التي تهدد الولايات المتحدة أو إسرائيل.
ويتطلب التفويض من وزير الدفاع تقديم تقرير إلى الكونغرس بشأن تقاسم تكاليف البحث والتطوير بين الولايات المتحدة وإسرائيل. على مر السنين، أصبح الجيش الإسرائيلي أكثر مهارة في الكشف عن الأنفاق.
وفي عام 2021، أكملت إسرائيل جدارا مضادا للأنفاق على طول الحدود بين إسرائيل وغزة التي يبلغ طولها 64 كيلومترا. والحاجز عبارة عن جدار خرساني واصل لتحت الأرض ومجهز بأجهزة استشعار.
وأشارت دراسة خدمة أبحاث الكونغرس إلى اكتشاف التكنولوجيا الإسرائيلية المضادة للأنفاق لبعض أنفاق حركة حماس على أعماق تصل إلى 230 قدما تحت الأرض.
تحدي الأنفاق للغزو البري
في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لشن هجوم بري واسع على قطاع غزة، فإن أحد التحديات التي تنتظر الغزو تتمثل في نظام الأنفاق واسع النطاق تحت أرض القطاع.
وذكرت حركة حماس من جانبها أنها بنت 500 كيلومتر من الأنفاق تحت غزة. وتشير تقارير إلى أن أنفاق غزة واسعة، ويشار إليها من قبل الجيش الإسرائيلي باسم “المترو”.
وفي مايو/أيار الماضي، أعطت إدارة الرئيس جو بايدن الضوء الأخضر لبيع أسلحة موجهة بدقة بقيمة 735 مليون دولار إلى إسرائيل. ولدى الجيش الإسرائيلي مخزون كبير من ذخائر “جي بي يو-28” (GBU-28) الأميركية الصنع التي صممت لاختراق أهداف محصنة في أعماق الأرض، رغم أن القنابل تخلف حفرا هائلة، ويمكن أن تلحق خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
واعتبر برادلي بومان، الخبير العسكري بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن، أن “الأنفاق تسمح لبعض مقاتلي حماس بالنجاة من القصف، والتحرك في جميع أنحاء غزة تحت الغطاء والاختباء، وإعادة إمداد قواتها، وإخفاء الرهائن، وشن هجمات مفاجئة”.
وقال بومان إن معظم الأنفاق معززة بالخرسانة وبعضها عميق جدا، مما يسمح لها بحماية نشطاء حماس من الغارات الجوية. وعام 2020، عثرت إسرائيل على نفق واحد يصل عمقه إلى 230 قدما تحت السطح، وفقا لمعهد الحرب الحديثة في أكاديمية ويست بوينت العسكرية.
وستكون الأنفاق جزءا أساسيا من “إستراتيجية حرب العصابات” لحماس، وفقا لجون سبنسر، رئيس دراسات حرب المدن في معهد الحرب الحديثة في ويست بوينت. وكتب سبنسر “سيشكل مقاتلو حماس فرقا صغيرة من المقاتلين تتحرك تحت الأرض، وتنبثق، وتضرب، وتعود بسرعة إلى النفق”.
وقد أقر الجيش الإسرائيلي بالتحديات التي يشكلها نظام الأنفاق، على الرغم من وجود عدة وحدات متخصصة في مكافحة الأنفاق، وادعى الجيش الإسرائيلي أنه ضرب أهدافا تابعة لحماس منها “عدد من الأنفاق تحت الأرض” منذ اندلاع القتال في السابع أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
ويتوقع خبراء عسكريون أن تسير المعركة البرية إذا اندلعت فوق شبكة الأنفاق المعقدة، وتتمتع حركة حماس “بميزة القتال في ملعبها”، ومن المرجح أيضا أن تكون قد استعدت لتوغل بري إسرائيلي كبير قبل وقت طويل من بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، مما يصعب من أي توغل بري إسرائيلي، ويرفع من كلفة القيام به.