تقوم سردية الجيش الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة على 3 عناوين رئيسية؛ هي طمأنة المجتمع الإسرائيلي، ومحاولة إثبات أن الجيش يحقق أهدافه العسكرية، وأن العلاقة بين المستويين السياسي والعسكري متناغمة أثناء هذه الحرب.
وقد أثبتت الوقائع الميدانية وسياقات الأحداث عدم صحة مرتكزات الرواية الإسرائيلية، وفق ما جاء في تحليل صهيب العصا على قناة الجزيرة.
ومنذ إعلان إسرائيل حربها على قطاع غزة، يروج المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري لرواية الجيش الذي كانوا يزعمون أنه لا يقهر، معتمدا في ذلك على تلك المرتكزات الثلاثة.
مزاعم استخدام حماس للمستشفيات
فبعد 10 أيام من شن الحرب على الفلسطينيين في غزة، أعلن هاغاري عن اغتيال أيمن نوفل، عضو المجلس العسكري العام لـكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)-، وروج حينها أن إسرائيل قادرة على الوصول إلى قيادات الصف الأول في المقاومة.
غير أن فصائل المقاومة واصلت إطلاق صواريخها من قطاع غزة، ولم تتوقف بعد التوغل البري الإسرائيلي في القطاع عن بث المقاطع المصورة التي تثبت تصدي كتائب القسام للآليات العسكرية الإسرائيلية المتوغلة في المنطقة.
وبعد أسبوعين من التوغل البري، ركز هاغاري في مؤتمراته الصحفية على الترويج لمزاعم أن كتائب القسام لديها مقار عسكرية داخل مستشفيات غزة، وصنع الجيش الإسرائيلي تصاميم بغرض إثبات روايته، لكنه لم يثبت أي شيء.
واعترف الإعلاميون الأجانب الذين جلبهم هاغاري أنهم لم يشاهدوا ما يثبت الرواية الإسرائيلية بخصوص استخدام المقاومة للمستشفيات. وصرح روب هولدن، وهو مسؤول حالات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية في غزة قائلا: “لم نر سوى المدنيين ولم نلتقِ مع أحد بشأن أي قضية أخرى ولم نر أي دليل”.
وفي الـ18 مارس/آذار الماضي، أعلن هاغاري عن قائمة طويلة من المعتقلين الفلسطينيين زعم أنهم من قادة الصف الأول للمقاومة، ليتبين بعد ساعات من الإعلان أن عددا كبيرا من المعتقلين المزعومين إما شهداء أو يعيشون خارج غزة.
فشل في تحقيق الأهداف
كما روج الجيش الإسرائيلي لمعركة خان يونس جنوبي قطاع غزة باعتبارها مسقط رأس رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار وبأنها معقل المقاومة، لكنه لم يحقق أهدافه لا في الوصول إلى المقاومين ولا إلى أسراه المعتقلين لدى المقاومة، بل إنه قتل بعضهم، وسحب الاحتلال قواته من خان يونس بعد كمين الزنة الذي نفذته كتائب القسام وأسفر عن مقتل 9 جنود إسرائيليين.
وبشأن السردية الثانية التي ظل يروجها هاغاري وهي أن الجيش يحقق أهدافه العسكرية، زعم أكثر من مرة في مؤتمراته الصحفية أن الجيش الإسرائيلي تمكن من الوصول إلى السنوار وبأنهم عثروا على الأنفاق التي يوجد فيها قادة المقاومة والأسرى، لكن الوقائع أبطلت مزاعمهم.
وبشأن الركيزة الثالثة وهي التناغم بين السياسي والعسكري، تعثرت السردية التي روج لها هاغاري، حيث ظهرت الخلافات بين الحكومة والجيش، وحدثت استقالات على خلفية الحرب في غزة، كما جاء في تقرير الجزيرة.