3 نصائح من أصدقائها بواشنطن.. هكذا تواجه إسرائيل تراجع الدعم العالمي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

واشنطن- مع زيادة المؤشرات على تراجع دعم وتعاطف الرأي العام العالمي والأميركي لإسرائيل بسبب عدوانها غير المسبوق على قطاع غزة قدم بعض أهم أنصارها في العاصمة الأميركية 3 نصائح إلى الحكومة الإسرائيلية للتعامل مع هذا التراجع.

وظهر تراجع الدعم والتعاطف مع إسرائيل بوضوح في أغلب ساحات الجامعات الأميركية التي تخرج فيها مظاهرات منتظمة مؤيدة للجانب الفلسطيني.

وامتد هذا التراجع إلى الكونغرس مع مطالبة المزيد من الأصوات بضرورة وقف إطلاق النار ودعوة إدارة الرئيس جو بايدن للضغط باتجاه هدنة تسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة.

وحسب آخر إحصاءات الإعلام الحكومي في غزة، ارتفعت حصيلة الحرب إلى9227 شهيدا -بينهم 3826 طفلا و2405 نساء- بالإضافة إلى 23 ألف مصاب وأكثر من ألفي مفقود.

تأكيد التراجع عالميا وأميركيا

ذكرت شبكة “سي إن إن” أن الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن حذروا خلال محادثاتهم مع كبار المسؤولين الإسرائيليين من أنه سيصبح من الصعب على إسرائيل تحقيق “أهدافها العسكرية” في غزة مع اشتداد الغضب العالمي من استهداف المدنيين.

وبحسب الشبكة، فإن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الوقت المتاح لإسرائيل لمحاولة تحقيق هدفها بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “محدود جدا” قبل الوصول إلى “نقطة التحول” مع تنامي السخط العالمي من استمرار المعاناة الإنسانية في غزة.

من جانبها، عرضت مجلة إيكونوميست نتائج استطلاع قامت به شركة “دي إم آر” لتقنية الذكاء الاصطناعي على مليون حساب من مختلف وسائط التواصل الاجتماعي، وذلك للفترة من 7 إلى 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وجاءت نتائجه صادمة للجانب الإسرائيلي.

وأظهرت نتائج الاستطلاع أن التعاطف مع إسرائيل -الذي ارتفع عقب عملية “طوفان الأقصى” يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- قد جف.

وأشارت إيكونوميست إلى مستخدم كتب على صفحته “في البداية كنت غاضبا من حماس وفلسطين بسبب الهجمات، ولكن الآن بعد رؤية المزيد مما يحدث لا يمكنني دعم مثل هذا النظام في إسرائيل”.

ورصد الاستطلاع تحولا حادا ضد إسرائيل بمرور الوقت منذ هجوم حركة حماس حين كان الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني يتمتعان بنفس حصص الدعم على وسائط التواصل الاجتماعي.

وبحلول 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي كانت المشاركات المؤيدة للفلسطينيين أكثر من المؤيدة للجانب الإسرائيلي بـ3.9 أضعاف.

معركة الرأي العام العالمي

وقدم كل من مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى روبرت ساتلوف والمسؤول السابق في ملف عملية السلام في إدارات أميركية عدة والخبير بنفس المعهد دينيس روس نصائح لإسرائيل من أجل المساهمة في تحسين صورتها العالمية.

وأكد الخبيران أن إسرائيل تخسر ساحة معركة الرأي العام، ومع ضغط الاحتجاجات الضخمة في الشوارع يتراجع السياسيون الأوروبيون والأميركيون بالفعل عن الدعم القوي الذي وعدوا به إسرائيل في أعقاب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وعلى مدار الأسابيع الماضية التزمت العواصم الأوروبية والدوائر الأميركية الصمت أمام دعوات مطالبة بوقف إطلاق النار، واتفقت مع الرؤية الإسرائيلية بأن أي وقف لإطلاق النار سيعد بمثابة انتصار لحركة حماس، لكن هذا الموقف يتغير الآن.

واعتبر الخبيران أن “هناك الكثير من العداء للسامية والمعايير المزدوجة وراء الموقف الذي يطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار”، لكنهما اعترفا بأن إسرائيل قد فقدت ملايين ليسوا معادين للسامية من ذوي النيات الحسنة الذين رأوا ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وشاهدوا ما حدث منذ ذلك الحين، ويعتقدون أن إسرائيل تتحمل قدرا كبيرا من المسؤولية عن البؤس الإنساني الذي يرونه كل ليلة على الشاشات أو وسائل التواصل الاجتماعي.

نصائح ثلاث

وقدم الخبيران المعروف عنهما القرب الشديد من صانعي القرار الإسرائيلي 3 نصائح تسهم في دعم موقف إسرائيل في ساحة صراع الأفكار والتعاطف الدولي:

  • أولا: إن تحديد أهداف الحرب الإسرائيلية على أنها تدمير قدرات حماس العسكرية وقدرتها السياسية على حكم غزة أمر ضروري، ولكنه غير كاف، لذلك يجب على إسرائيل أن تعلن أنه ليست لديها خطة أو رغبة أو هدف لاحتلال غزة أو طرد الفلسطينيين أو الاحتفاظ بالأراضي في غزة من أجل حماية أمنها.
  • ثانيا: يجب على إسرائيل أن تميز بين حركة حماس والشعب الفلسطيني، وأن تكرر أن عدوها هو حماس، وهنا تحتاج إسرائيل إلى فرض الانضباط لمنع وزراء الحكومة من السياسيين المتطرفين من طمس هذه الرسالة الحيوية.
  • ثالثا: يجب على إسرائيل أن تبذل ما تستطيع لتقليل وقوع ضحايا مدنيين، إضافة إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات والعمل مع أي وكالة دولية أو دولة عربية تريد المساعدة في دعم المدنيين الفلسطينيين.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *