3 أشقاء بالضفة الغربية فرقتهم الحرب والمستوطنون وجيش الاحتلال

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 14 دقيقة للقراءة

الضفة الغربية المحتلة– نشر موقع الجزيرة الإنجليزية قصة بقلم أيمن النوباني عن حياة 3 أشقاء تحت الاحتلال الإسرائيلي في 3 أماكن مختلفة من الضفة الغربية، تحدثوا فيها عن كيف شدد المستوطنون وجيش الاحتلال الخناق عليهم وعلى أسرهم وجميع الفلسطينيين بالضفة.

يقول النوباني: هذه حكاية 3 أشقاء؛ يامن وواجد، وأنا. يامن وأنا تفصل بيننا سنة واحدة، هو يبلغ من العمر 37 سنة وأنا 38، بينما واجد هو “الطفل” في سن الـ35، وثلاثتنا يعمل بين مدينتي نابلس ورام الله وقريتنا اللُبّن الشرقية، التي تقع في منتصف الطريق بين المدينتين. الآن، أنا وأخواي كل واحد منا عالق في أحد هذه الأماكن الثلاثة.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تخضع الضفة الغربية لإجراءات عسكرية غير مسبوقة من قِبل القوات الإسرائيلية. والمرة الوحيدة التي طُبِّقت فيها هذه الإجراءات الصارمة ربما كانت في الأيام الأولى من يونيو/حزيران 1967، مع بداية الاحتلال الإسرائيلي.

إغلاق المداخل والطرق

وأدت إجراءات حظر التجول وحملات القمع المشددة، التي نفذها المستوطنون المسلحون والقوات الإسرائيلية على كافة المدن والبلدات والمخيمات في الضفة الغربية إلى عزل المناطق عن بعضها بشكل كامل. ونصبت القوات الإسرائيلية نقاط تفتيش عسكرية جديدة، وأغلقت المداخل والطرق ببوابات حديدية وسواتر ترابية.

وظل المستوطنون الإسرائيليون، في أثناء ذلك، يُصعّدون من مضايقاتهم وهجماتهم على الفلسطينيين كل يوم، ويرشقون المركبات الفلسطينية ويطلقون الرصاص على المدنيين الذين يجرؤون على مغادرة منازلهم والنزول إلى الشارع أو دخول حقولهم؛ وهو أمر صعب خصوصا خلال موسم قطف الزيتون، الذي يبدأ كل عام في بداية أكتوبر/تشرين الأول ويستمر حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.

تقع اللُبّن الشرقية على بعد 21 كيلومترا جنوب نابلس، و27 كيلومترا شمال رام الله. وأُغلقت من 3 جهات خلال الشهرين الماضيين. والطريق الرئيسي الواصل إليها من الشرق مغلق ببوابة حديدية وكتل أسمنتية وأكوام ترابية، وحُفرت خنادق على طول الطريق. كما أن الطرق المؤدية إلى الشمال والجنوب مُلئت بخنادق تمتد لمسافة كيلومترين من أطراف القرية، حتى إن المركبات لا تستطيع عبورها. ولم يتبق سوى طريق واحد يؤدي إلى مدينة سلفيت وسط الضفة الغربية.

إغلاق المحلات التجارية في مدينة رام الله بمناسبة يوم الإضراب العالمي (الأناضول)

واجد في رام الله

قال لي أخي الأصغر واجد، الذي يعمل مصورا صحفيا في وزارة الإعلام الفلسطينية، “الطرق التي حول رام الله صعبة للغاية. وفي كل مرة أخرج فيها لتفقد أوضاع الحواجز والإغلاقات، أجدها سيئة. ربما يكون أحد الطرق سالكا، لكنه طويل ومتعرج ويمر عبر العديد من القرى قبل أن تتمكن من الوصول إلى قريتنا”.

“ومنذ بداية الحرب، لم أر العائلة سوى مرة واحدة فقط بسبب ظروف الطريق الصعبة. ويتطلب الخروج من المدينة استخدام منعطف طويل تتخلله نقاط تفتيش إسرائيلية. العائلة تتواصل معي بانتظام. ووالدتي تتصل بي كل يوم لتطمئن على الأحوال وتسألني إذا كنت تناولت طعامي، وما إذا كانت الغرفة دافئة. وفي كل مرة تطلب مني أن اعتني بنفسي وألا أخرج كثيرا”.

لم تكن الأمور سهلة للناس في الضفة الغربية قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لكنها أصبحت أسوأ بكثير منذ ذلك الحين.

يقول واجد: “هنا في رام الله حيث بقيت منذ بداية الحرب، تتعرض المدينة كل ليلة لغارات إسرائيلية، ولا سيما بعد منتصف الليل وتستمر حتى الظهيرة. وفي كل ليلة يمكن سماع أصوات إطلاق النار والقنابل وقنابل الغاز. ثم تشرق الشمس وتبدأ الحياة من جديد. ومن الملاحظ جدا قلة عدد الأشخاص الذين يتنقلون بسبب عمليات الإغلاق والحواجز المشددة حول المدينة وحصار القرى في كل مناطق الضفة الغربية”.

Wajid Nobani, 34, has been stuck in Ramallah since the start of Israel’s war in October [Courtesy of Ayman Nobani]
واجد النوباني، 34 عاما، عالق في رام الله منذ بدء الحرب الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول (الصورة بإذن من أيمن نوباني)

أما بالنسبة لرام الله نفسها فالمدينة المعروفة بروحها وثقافتها النابضة بالحياة، تغيرت تماما، كما يقول.

ويضيف: “تقل الحركة في أرجاء المدينة إلى أدنى حد. فإذا تمكن أحد من الوصول إلى ضواحيها، فما يلبث أن يشعر بخطورة أكبر”.

وتنطلق أحيانا مسيرات احتجاجية بعد صلاتي العصر والمغرب، لكن بعد منتصف الليل بنصف ساعة تبدأ الغارات.

ويواصل واجد: كانت رام الله أكثر المدن في فلسطين نشاطا وحيوية. لكنها الآن لا شيء! فهذه المدينة التي كانت تسهر حتى الفجر، باتت الآن تغلق منازلها ومتاجرها بُعَيد مغرب الشمس.

ويتجمع بعض الناس في المساء عند دوار المنارة، حيث يأتون من جميع أحياء المدينة للتظاهر. وتزداد أعداد المتظاهرين، وأغلبهم من الشباب، وسط المدينة ليلا ويجوبون الشوارع ويهتفون لغزة ويرددون شعارات تندد بالاحتلال، ويعلنون دعمهم للمقاومة. إنهم ليسوا مجرد متعاطفين. إنهم جزء من هذه الحرب”، وقد اعتُقل كثير منهم لإظهارهم دعمهم للمقاومة.

ويقول إن “الاعتقالات تركز على كل من يشارك في دعم المقاومة، وخاصة من ينشر أي شيء على مواقع التواصل الاجتماعي. ويضيف “لا أزال أعتقد أن رام الله أكثر أمانا من اللُبّن الشرقية بسبب الوجود الدائم للمستوطنين والجيش في القرية، لكن الحياة صعبة. فقد تأخر صرف الرواتب، وزادت الأسعار المرتفعة أصلا. وأنا عالق في رام الله، أعرف أن بعض الأشياء قد نفدت من عائلتي، لكن بسبب حالة الطرق، لا أستطيع العودة إلى منزلنا في القرية لتوفيرها”.

“تسألني أمي كل يوم متى سأعود إلى المنزل، لكن يجب أن أخبرها بأنني لا أعرف. اشتقت لعائلتي حقا، خاصة سارة بنت أخي”.

The brothers’ home village of al-Lubban ash-Sharqiya [courtesy of Ayman Nobani]
قرية اللُبّن الشرقية حيث منزل الأخوة الثلاثة (الصورة بإذن من أيمن النوباني)

يامن في اللُبّن الشرقية

بينما تحاصر الأوضاع الأمنية والإجراءات العسكرية واجد في رام الله، بقي شقيقنا الأوسط يامن في منزل العائلة بقريتنا.

يعيش في قريتنا 3500 شخص تقريبا، منهم أكثر من 200 شخص يعيشون في حوالي 20 منزلا على الشارع الرئيسي المؤدي إلى القرية. وتوجد مستوطنات إسرائيلية قريبة وقد حدثت مشاكل بينها وبين القرية من قبل. وفي يونيو/حزيران من هذا العام، أغلق المستوطنون الطريق المؤدية إلى القرية، ومنعوا الأطفال من الوصول إلى المدرسة.

يقول يامن: “يعيش الناس في هذه المنازل حالة من عدم الاستقرار والقلق اليومي منذ بداية الحرب. إنهم قريبون من المستوطنات الإسرائيلية، وبعيدا عن بقية القرية، وقد تعرضوا للهجوم في كثير من الأحيان. وتعرضت منازلهم وممتلكاتهم وسياراتهم للنهب من قبل المستوطنين. وفي الأسابيع الأولى من الحرب، انتقل بعضهم للعيش مع أقاربهم داخل القرية، كنازحين”.

المنازل مغلقة طوال اليوم

“ثم بدأ نصفهم بالعودة إلى منازلهم. ويعيشون في حالة من القلق المستمر، وخاصة النساء والأطفال، ويُبقون المنازل مغلقة طوال النهار والليل”.

ويعمل يامن نفسه من المنزل، وهو مراسل صحفي لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). ويغطي قدر الإمكان الأحداث في المنطقة، وخاصة داخل حدود محافظة سلفيت. ويخبرني بأنه لا يستطيع الذهاب إلى مكان عمله في رام الله، ولا يستطيع الوصول إلى نابلس. ويقول: “أخبرني سائقو المركبات العامة أن الطريق مختلف تماما عما كان عليه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأنهم لم يعملوا كثيرا منذ بداية الحرب، وبعضهم لم يعمل على الإطلاق”.

How the roads into the village have been blocked by mounds of earth and trenches by Israeli forces [Courtesy of Ayman Nobani]
إغلاق الطرق المؤدية إلى اللبن بواسطة أكوام من التراب والخنادق من قبل القوات الإسرائيلية (بإذن من أيمن نوباني)

ويتابع: سائقو سيارات الأجرة والحافلات الذين يتمكنون من العمل يخرجون مرة واحدة فقط في اليوم، بدلا من 4 أو 5 مرات كما هو معتاد.

“جميع الطرق الرئيسية مغلقة، والناس الذين يضطرون إلى مغادرة منازلهم يضطرون إلى عبور طرق ترابية وعرة بين القرى، وغالبا ما يتم إيقافهم عند نقاط التفتيش الإسرائيلية الطارئة، أو ما نسميها (نقطة تفتيش طوارئ)”.

وقد سمع من أصدقائه أن الرحلة إلى نابلس، التي تبعد ما يزيد قليلا عن 20 كيلومترا، والتي كانت تستغرق في السابق 25 دقيقة، أصبحت الآن تستغرق ما يصل إلى 3 ساعات.

وفي كل مساء، عندما ترفع والدتنا هاتفها محاولة الاتصال بي وبأخويَّ الآخرين عبر الماسنجر والواتساب، تبدو “حزينة وهي تتابع أخبارهم وتطمئن عليهم، وكثيرا ما تردد أنها تشتاق لاجتماعنا، خاصة أن موسم قطف الزيتون، الذي تجتمع فيه العائلات في فلسطين، مضى دون أن نلتقي”.

وفي الثامن من أكتوبر/تشرين الأول -أي بعد يوم من اندلاع الحرب- أُغلق المدخل الرئيسي للقرية. وهو الطريق الوحيد المُعبَّد، وحفرت القوات الإسرائيلية خندقا على امتداد طوله 1.5 كيلومتر. أما المسارات الأخرى إلى القرية فهي ترابية أوجدتها الطبيعة بفضل موقعها بين تل وسهل.

Yamen Nobani, 37, who is stuck in the West Bank village of al-Lubban ash-Sarqiya [Courtesy of Ayman Nobani]
يامن نوباني، 37 عاما، عالق في قرية اللُبّن الشرقية بالضفة الغربية (بإذن من أيمن نوباني)

ولم يتبق هناك سوى طريق واحد خارج من قرية مجاورة باتجاه سلفيت، حيث يمكن للمرء أن يصل من خلاله إلى رام الله. غير أن هذا يضيف 20 كيلومترا لمسافة الرحلة، ولا يملك الكثير من الناس المال الكافي لدفع ثمن كمية الوقود الإضافية.

ووفقا ليامن، “كانت هناك قبل الحرب 5 مركبات نقل عام تنقل القرويين إلى مدينة نابلس. لكنها ظلت متوقفة تماما منذ أكثر من 15 يوما، رغم أنها تعد أهم وسيلة مواصلات في القرية”.

وأبلغته إحدى سكان قريتنا أن سعر التذكرة إلى العمل تضاعفت 3 مرات تقريبا من 2.25 دولار أميركي إلى 6 دولارات، وأن على سيارة الأجرة التي تستقلها اجتياز الحواجز والطرق الطويلة المحفورة للوصول إلى مقر عملها.

لا دراسة للأطفال

وقال لي يامن إن “الحرب غيرت كل شيء في القرية. وإن إحدى الإشكاليات الرئيسية هي أن الأطفال لم يتمكنوا من الذهاب إلى مدرسة القرية منذ بداية الحرب”.

ويوضح يامن أن مدارس القرية، من الصف السابع وحتى المرحلة الثانوية، تقع على شارع نابلس-رام الله الرئيسي، الذي يمر عبره يوميا آلاف المستوطنين.

وتتمركز سيارات الجيب التابعة لجيش الاحتلال عند أبواب تلك المدارس منذ الساعة 6 صباحا. وقد كانت شوارع القرية تغص بتلاميذ المدارس القادمين والرائحين، إلا أنها أضحت شبه فارغة الآن.

وأفاد بعض التلاميذ أنهم تلقوا رسائل تهديد من المستوطنين على مواقع التواصل الاجتماعي وأنهم يخشون الخروج. كما أصيب طلاب آخرون بالرصاص والكسور والكدمات.

In Nablus, Palestinians walk by closed shops in December, during a global day of boycotts and strikes calling for a ceasefire in Gaza [by Nasser Ishtayeh/SOPA Images/LightRocket via Getty Images]
فلسطينيون بجوار متاجر مغلقة بنابلس خلال اليوم العالمي للإضراب (غيتي)

“وفي النهاية، أغلق المستوطنون المسلحون بالقوة تلك المدارس تحت حماية الجيش”، وفق يامن، الذي يقول: “قبل بضعة أيام، اقتحموا مدرسة بنات، ومزقوا العلم الفلسطيني، ورفعوا العلم الإسرائيلي مكانه”.

“وعندما أسير في (طرقات) الحي، أستمع إلى الفتيات والفتيان من مدارس القرية وهم يتحدثون عن رغبتهم في تلقي تعليم مباشرة من المدرسين والعودة إلى المدرسة”.

ليس الأطفال وحدهم هم الغائبون عن شوارع قريتنا

يقول يامن: “الشارع أشبه ما يكون بثكنة عسكرية، إذ لا يمر أحد بها سوى المركبات العسكرية الإسرائيلية، التي تطارد أحيانا وتطلق النار على السيارات العربية التي تحاول مغادرة قريتنا أو القرى المحيطة بها.

ويتابع “لقد عايشت هياج الأنفاق في سبتمبر/أيلول 1996، حيث استمرت المواجهات لمدة أسبوع، والانتفاضة الثانية في سبتمبر/أيلول 2000 والتي تواصلت لغاية عام 2005. تلك كانت سنوات مواجهات عنيفة للغاية، إلا أن الشارع لم يخل لحظة من السيارات (المدنية) مثلما يحصل الآن. هذا مستوى جديد من الخوف والحذر”.

ومن غير المعتاد بوجه خاص أن تكون القرية بهذا الهدوء في هذا الوقت من العام خلال موسم الزيتون. وعن ذلك يؤكد يامن أنه “عادة ما يكون هناك زخم من حركة الناس ذهابا وإيابا إلى أراضيهم لقطف الزيتون”.

ويوضح أن نحو 40% من الأشجار تقع في مناطق أصبح من الصعب جدا الوصول إليها بسبب تهديدات المستوطنين المسلحين والجنود الذين يطلقون النار على المزارعين. وقد غامر البعض بالخروج، غير مستعدين لترك الحصاد يضيع، لكنهم يقولون إن المستوطنين والجنود سرقوا محاصيلهم.

وبحسب يامن، “فقد سُرق ما يزيد كميته على 1500 كيلوغرام من الزيتون هنا، تقدر قيمتها بنحو 3 آلاف دولار، في حين لا تزال 4 آلاف شجرة لم تُقطف ثمارها بعد، وهناك عائلات بأكملها تعتمد على محصول الزيتون لتغطية مصاريفها. وهذه خسارة تصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات”.

أيمن في نابلس

ثم هناك أنا، أخوهم الأكبر، فما زلت عالقا في مدينة نابلس مع أطفالي الذين يتوقون لزيار القرية في موسم الزراعة.

أود أن أحاول الذهاب إلى الريف، لكن نقاط التفتيش والمضايقات واحتمال هجمات المستوطنين تجعل ذلك مستحيلا. اليوم وكل يوم، ينتظر طفلاي جوليا وأمين حتى تنتهي الحرب وتفتح الطرق من جديد.

أطفالي يحبون برية القرية وجبالها وسهولها ومواسمها. وتريد جوليا قطف أزهار النرجس البري والتقاط صور ومقاطع فيديو للأرض. لكنها تقول إن الجيش منعها من الوصول إلى الأرض ومطاردة الحشرات والفراشات الصغيرة.

وبدوره، يفتقد أمين بشكل خاص الشاي الذي يتم إعداده على الحطب، وهو تقليد في القرية خلال موسم الزيتون. لقد أراد تصوير دخان الحطب وإبريق الشاي وهو يغلي على هاتفه، كما فعل في العام الماضي.

يقولان لي “بدنا نروح نحلب اللبن حتى لو عندنا امتحانات”، إن أكثر ما يزعجهم هو أن العائلة فقدت زيتونها هذا العام.

إنني لم أتخيل قط أن أبتعد عن أهلي كل هذه المدة، خاصة أنني لم أزرهم منذ شهرين قبل ذلك. والآن مرت 4 أشهر بدون أن أجلس معهم ونتقاسم وجبة أو فنجان قهوة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *