قالت مصادر محلية إن قوات الدعم السريع واصلت اجتياحها قرى ولاية الجزيرة، وسط السودان، التي تجاوزت 100 قرية، شرقي وغربي وشمالي الولاية.
وذكرت منصة “مؤتمر الجزيرة”، المختصة بأخبار الولاية، أن “الدعم السريع” اغتالت عددا من المدنيين، بينهم ناشط في العمل التطوعي والإنساني من مدينة رفاعة، كما نهبت ممتلكات المواطنين.
وقالت المنصة، في تحديث آخر، إن قوات الدعم السريع قتلت ثلاثة من أهالي منطقة السريحة بمحلية الكاملين شمالي ولاية الجزيرة، بينهم طفل رضيع انتزعته عنوةً من أمه، وعثر الأهالي على جثمانين في إحدى قنوات الري”.
وقال المؤتمر في تعميم تلقته الجزيرة نت، إن هناك مخاوف من تصفية عشرات الأسرى الذين اقتادتهم قوات الدعم السريع إلى منطقة “كاب الجداد” الواقعة بالقرب من “السريحة” شمالي الجزيرة، مشيراً إلى أسر حوالي 150 من أبناء المنطقة.
من جانبه، قال “منبر البطانة الحر” (تكتل مطلبي)، للجزيرة نت، إن الدعم السريع استباحت قرى شرق الجزيرة المحاذية للطريق الشرقي “الخرطوم-مدني”، وأُصيب 20 مواطنا مع استمرار هجمات هذه القوات وموجات النزوح إلى القرى الآمنة.
وكشفت مصادر محلية، للجزيرة نت، عن استهداف الطيران الحربي للجيش السوداني، اليوم، مواقع للدعم السريع بمدينة تمبول شرقي الجزيرة، ومصنع “سكر الجنيد” محدثا خسائر كبيرة وسط هذه القوات، التي واصلت حشد منسوبيها من منطقة شرق النيل ومن غرب الجزيرة نحو شرقها.
ووفقا للمصادر، ارتفعت وتيرة انتهاكات قوات الدعم السريع في ظل انعدام وشح وسائل المواصلات، مما اضطر عددا من المواطنين للتحرك سيرا على الأقدام من تمبول شرق الجزيرة ومنها إلى منطقة الصباغ بولاية القضارف في مسافة تقدر بـ164 كيلومترا.
وقال شاهد عيان من مدينة تمبول، للجزيرة نت، إن الانتهاكات التي وقعت في المدينة على أيدي الدعم السريع “كانت على أساس الهوية، حيث استهدفت المواطنين المنحدرين من قبيلة “الشكرية” التي ينتمي إليها قائد الدعم السريع بالجزيرة المنشق أبو عاقلة كيكل، وقامت بتصفيتهم أيا كانت أعمارهم انتقاما من كيكل”.
إعلان الاستنفار
من جهته، أعلن والي ولاية الجزيرة الطاهر إبراهيم الخير، “التعبئة والاستنفار لكل قادر على حمل السلاح من أبناء الولاية للدفاع عن أرضه وعرضه”، وقال إن عاصمة الولاية مدني “على مرمى حجر من التحرير”، مشيرا إلى أن حكومة الولاية حريصة على تسليح المواطنين عبر القوات المسلحة “حتى لا يكونوا عرضة للجنجويد”، ووصف ما حدث في مناطق شمال وشرق الجزيرة بأنه “يرقى إلى الإبادة الجماعية”.
من جانبه، قال “مؤتمر الجزيرة” إن قوات الدعم السريع فرضت حصارا على المدنيين النازحين بقرى “برانكو” و”ود الفضل” التي استقبلت آلاف الفارين من الموت، وباءت مفاوضات المدنيين مع الدعم السريع لإخراج النساء من القرية بالفشل.
وطالب “مؤتمر الجزيرة” بتدخلات إنسانية عاجلة لتوفير الإيواء والغذاء والكساء والدواء للنازحين والعالقين بالطريق.
وفي ظل استمرار تدفق النازحين نحو ولايتي القضارف وكسلا شرقي البلاد، قال وزير الصحة والتنمية الاجتماعية المكلف بولاية القضارف أحمد الأمين آدم، للجزيرة نت، إنه تم استقبال أكثر من 10 آلاف شخص حتى الآن في مناطق حريرة بالفاو والصباغ بمحلية البطانة.
وأضاف أنه تم تشييد عيادات جوالة وتعقيم مصادر المياه، وإرسال أدوية لمستشفيات الفاو والبطانة لتعزيز قدراتها في تقديم الخدمات للنازحين.
وسيطرت قوات الدعم السريع على مدينة تمبول في 22 أكتوبر/تشرين الأول، عقب معارك مع الجيش السوداني والكتائب المساندة له على خلفية إعلان انشقاق قائدها بالولاية.
وشنّ الدعم السريع هجوما على أكثر من 30 قرية، مما أدى إلى مقتل وإصابة المئات ونزوح الآلاف من المدنيين.