قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن إسرائيل تواجه حاليا تحديات معقدة وصعبة في عدة ساحات، ففي الجنوب يتعين عليها إخلاء المنطقة هناك ممن تسميهم “الإرهابيين” المتسللين عبر منطقة غزة الحدودية وشن القوات الجوية هجمات على غزة، وفي الشمال عليها التأهب لتفاقم الصراع مع حزب الله اللبناني.
واعتبر كاتب المقال يوسي يهوشوع أن النزاع مع حزب الله هو الأشد تأثيرا؛ الأمر الذي يتطلب التصدي له أولا.
وزعم أن المناوشات التي حدثت عبر الحدود منذ أمس الاثنين نفذتها منظمات فلسطينية في لبنان، أغلبها من قبل حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي بموافقة حزب الله.
اعتراف
واعترف يهوشوع في تحليله بأن إسرائيل تكبدت هي الأخرى خسائر، من بينها مقتل ضابط كبير برتبة نائب قائد لواء.
وقال إن إسرائيل ردت بإطلاق النار على مواقع حزب الله الذي تصفه بأنه القوة المتحكمة فعليا في المنطقة، مما أسفر عن مقتل 3.
وكشف أن إسرائيل ظلت منذ انتهاء حرب لبنان الثانية عام 2006، تتجنب قتل أفراد من حزب الله في لبنان، واتخذت خطوات كبيرة لكي لا تقتل أي قوات في سوريا تابعة للحزب تفاديا لاستفزازه حتى لا يرد بعدوان عليها، وفق تعبير مقال يديعوت أحرونوت.
ويعتقد الكاتب أن حربا ضد حزب الله تختلف -كما قيل عشرات المرات من قبل- عن الحرب مع حركة حماس “لما لها من تداعيات أشد خطورة على الجبهة الداخلية” لإسرائيل.
ويضيف أن السمة التي تميز الجيش الإسرائيلي حاليا بعد نشر قوات احتياط كبيرة، هو أنه في حالة استعداد وتأهب قصوى. كما أن حاملة الطائرات الأميركية (يو إس إس فورد) جعلت إسرائيل في وضع أمثل.
وفي نبرة غير مألوفة من الكتّاب الإسرائيليين هذه الأيام، قال يهوشوع “ربما إذا لم تندلع الحرب الشاملة، فقد نتساءل لاحقا لماذا لم تبدأ إسرائيل حربا، بالنظر إلى الحاجة إلى تغيير النمط الحالي للشرق الأوسط”.
مخاطر
وأشار إلى أنه يتوجب على إسرائيل الاستعداد لإزاحة الخطر المحدق في الشمال، الذي يشكل تهديدا أكبر من الذي تمثله غزة، من وجهة نظره.
وأوضح أن إسرائيل لم تعد تحذر المدنيين في غزة من غارات جوية وشيكة على مبان في القطاع مثلما كانت تفعل سابقا.
ونقل الكاتب عن مسؤول إسرائيلي كبير -بدون أن يحدد هويته- أن شل قدرات حماس العسكرية لا يعني حل الحركة، ولا يعني كذلك غزو القطاع.
“لذا، يجب علينا أن ننتظر لنرى كيف سيفسر الجيش الإسرائيلي هذه التعليمات وما إذا كان سيحدث توغل بري واسع النطاق، وهو الأول منذ عام 2014”.
وختم الكاتب مقاله مذكرا بتصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي قال فيه إن “الشرق الأوسط سيتغير”. ويعلّق على ذلك قائلا إذا تُرجم هذا التصريح إلى غزو لقطاع غزة، فعلى الإسرائيليين أن يكونوا مستعدين للتكلفة المترتبة على ذلك.