يحمل اسمها.. سكان “مخيم غزة” بالأردن قلقون على مصير أهاليهم بالقطاع

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

جرش- لا يكاد هاتفه يفارق يده، يواصل اللاجئ الفلسطيني رامي القيم من مخيم غزة للاجئين الفلسطينيين بالأردن محاولاته المتكررة للتواصل مع أقاربه في قطاع غزة، للاطمئنان على أحوالهم، ومعرفة مصيرهم بعد قطع الاحتلال الإسرائيلي لشبكة الاتصالات والإنترنت عن القطاع الذي يتعرض لعدوان الاحتلال منذ أسابيع.

قال القيم في حديثه للجزيرة نت “مش خايف من قطع الاتصالات عن غزة، بقدر خوفي من الأخبار التي ستصلنا بعد عودة الاتصالات”، وأضاف “لا جديد يذكر، وكل القديم يعاد في هذا الإجرام الإسرائيلي، فالاحتلال قطع الحياة بكل تفاصيلها عن أهلنا في غزة، وما كان قطع الاتصالات، وخدمات الإنترنت إلا استكمالا لهذه السلسلة الطويلة من محاولات خنق وتغييب وعزل غزة وشعبها عن العالم”.

وعن حال عائلته بعد انقطاع الاتصال بشقيقتهم، وأقاربهم في قطاع غزة، يقول القيم “لا يمكن لأي أبجدية أن تصف مدى القلق والحزن الشديد الممزوج بالعجز المطلق في سبيل الحصول، ولو على دقيقة اتصال واحدة مع شقيقتي الكبرى هناك في رفح جنوبي القطاع”.

وتابع حديثه بحسرة “منذ انقطاع الاتصالات، ونحن نحاول -من أجل أمي المكلومة-، التقاط أدنى معلومة عن شقيقتي وأبنائها في غزة، وعليه فإن مجرد اتصال يمثل بالنسبة إلينا جرعة حياة، وسكينة تشفي الغليل”.

“مخيم غزة” للاجئين الفلسطينيين في مدينة جرش الأردنية (الجزيرة)

مصير مجهول

حال القيم ينسحب على جميع سكان المخيم الذي يقع في محافظة جرش شمالي غرب العاصمة عمان، والذين يقدر عددهم بنحو 45 ألف لاجئ فلسطيني، من أولئك الذين نزحوا من قطاع غزة تجاه الأردن عام 1967.

الجزيرة نت تجولت في أزقة مخيم غزة للاجئين الفلسطينيين، فلا ترى في وجوه قاطنيه سوى الحيرة والقلق، والخوف من مصير مجهول ينتظر ذويهم في قطاع غزة.

استمعنا للعديد من الشهادات الحية والقصص المتناثرة في المخيم منذ بداية العدوان على غزة، وصولا إلى قطع الاتصالات، ليصبح القطاع معزولا تماما عن العالم الخارجي، إلا من بعض الصور التي تبثها بعض القنوات الفضائية، فالحكايات والقصص لا تتوقف، وتحمل في طياتها كل جديد ومخيف، بحسب عدد من اللاجئين ممن تحدثوا إلينا.

ومخيم جرش أو ما يعرف بمخيم غزة، هو مخيم “طارئ” أقيم عام 1968 لإيواء 11500 من اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا قطاع غزة جراء الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، فيما تقدم وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين اللاجئين (الأونروا) خدمات التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية للمخيم.

وبنبرة حزينة يغلب عليها الخوف والقلق، يتحدث الحاج حمدان المثيلي -للجزيرة نت- عن مخاوفه على مصير أشقائه في قطاع غزة، ويؤكد أن “صوت الانفجارات كان يفوق صوت شقيقه حين يتحدث معه عبر الهاتف من غزة”، إلا أنه وبعد انقطاع الاتصالات أصبح يمني النفس في معاودة التواصل معه، ومع بقية ذويه في القطاع لمعرفة أخبارهم.

وأعرب عن خشيته الكبيرة من خسارة المزيد من أقاربه الذين فقد جزء منهم خلال الأيام الماضية في أثناء معركة “طوفان الأقصى”.

مجازر صامتة

وكان مكتب الإعلام الحكومي في غزة، قد أعلن عن انقطاع الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة، في الوقت الذي أكدت فيه إسرائيل توسيع عملياتها البرية بالتزامن مع قصف عنيف وغير مسبوق على القطاع منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وقال المكتب إن “جيش الاحتلال قطع الاتصالات ومعظم الإنترنت بالكامل لارتكاب المزيد من المجازر بعيدا عن أعين العالم”.

ويشارك أبناء قطاع غزة في الأردن -كغيرهم من اللاجئين الفلسطينيين- في الوقفات الاحتجاجية الرافضة للعدوان على القطاع، إذ نفذ عدد من ممثلي الفعاليات في مخيمات جرش (غزة)، مسيرات تضامنية يومية، مؤكدين أن الأردن هو أرض الرباط والسند للشعب الفلسطيني في كل ما يتعرض له من قتل وتدمير على أيدي قوات الاحتلال، مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته تجاه ما يجري في غزة من حرب إبادة بشرية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *