وول ستريت جورنال: خصوم أميركا يساعدون روسيا على إعادة بناء آلتها الحربية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، نقلا عن مسؤولين أميركيين في مجالي الدفاع والاستخبارات، بأن التعاون العسكري الروسي مع إيران وكوريا الشمالية والصين اتسع ليشمل تبادل التقنيات الحساسة التي يمكن أن تهدد الولايات المتحدة وحلفاءها، حتى بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب في أوكرانيا.

وقالت إن العلاقات الأمنية التي تزداد وتيرتها من حيث السرعة والعمق بين خصوم الولايات المتحدة، أخذت محللي الاستخبارات الأميركية على حين غرة، إذ قالوا إن روسيا والدول الأخرى طرحت خلافاتها التاريخية جانبا وقررت، بشكل جماعي، مواجهة ما يعتبرونه نظاما عالميا تهيمن عليه واشنطن.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد كشف، أمس الأربعاء، في بيونغ يانغ، أنه ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون أبرما اتفاقا ينص على المساعدة المتبادلة في حال تعرض أي من البلدين لعدوان، وهو ما اعتبرته الصحيفة الأميركية مؤشرا على توثيق العلاقات العسكرية بينهما.

بعد العقوبات الغربية

وزعمت الصحيفة في تقريرها أن روسيا بدأت التواصل الموسع مع كوريا الشمالية وإيران والصين بعد ما وصفته بالانتكاسات التي مُنيت بها في ساحات القتال في أوكرانيا وفرض الغرب عقوبات عليها، مما دفعها إلى البحث عن مصادر جديدة للسلاح.

ووفق تقرير الصحيفة، فقد تحول هذا التواصل إلى اتفاقيات مشتركة لإنتاج تقنيات دفاعية ولنقل التكنولوجيا وتوريد عمالة، ورأى مسؤولون أنها ترتيبات تعمل على تحسين قدرات موسكو على المدى الطويل، وربما قدرات طهران وبيونغ يانغ وبكين أيضا.

ولفتت الصحيفة إلى أن إيران ساعدت روسيا في بناء مصنع لإنتاج طائرات مسيرة قتالية في جمهورية تتارستان التابعة للاتحاد الروسي. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن المصنع يعمل الآن وقادر، سنويا، على إنتاج آلاف الطائرات المسيرة من طراز “شاهد-136” المصممة في إيران.

ويتوقع هؤلاء المسؤولون أن إنتاج المصنع سيتوسع ليشمل أنواعا أخرى من المسيرات.

نقلا للمعرفة

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أميركي -لم تذكر اسمه- أن ما بدأ كعلاقة تواصل “أصبح الآن نقلا للمعرفة”، محذرا من أن إيران يمكن أن تراقب أداء مسيراتها التي يطلقها الروس بالعشرات على أوكرانيا، وأن الخطر من ذلك يكمن في الدروس التي قد تستخلصها طهران وتستفيد منها في الشرق الأوسط.

كما تعمل الصين وروسيا معا على إنتاج مسيرات غير فتاكة بشكل مشترك داخل روسيا، وفقا لمسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين أميركيين وكوريين جنوبيين يعتقدون أن روسيا يمكنها أن تزود بيونغ يانغ بتكنولوجيا الفضاء وغيرها من الأنظمة المتقدمة مقابل ذخيرة مدفعية وصواريخ باليستية قصيرة المدى يقولون إن كوريا الشمالية زودتها بها في الحرب بأوكرانيا.

كما ترسل كوريا الشمالية عمالا إلى روسيا لمساعدتها في تشغيل خطوط إنتاج الأسلحة، وفي مقابل ذلك تزود موسكو بيونغ يانغ بكميات كبيرة من زيت الوقود، كما يقول بعض المسؤولين الأميركيين.

لا ترقى لتحالف عسكري

ومع ذلك، يرى مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون أن العلاقات الأمنية الموسعة بين روسيا وكوريا الشمالية وإيران والصين لا ترقى حتى الآن إلى تحالف عسكري رسمي، مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الغرب.

ونسبت الصحيفة إلى سومي تيري، المسؤولة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) والبيت الأبيض، وصفها للعلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية وحتى الصين بأنها “زواج مصلحة قائم على تقارب أو توافق المصالح والأهداف في الوقت الحالي، وليس علاقة حب عاطفية”.

غير أن “وول ستريت جورنال” تؤكد ظهور معالم أولية جديدة لمحور جديد يتشكل، مع مؤشرات على تعاون إستراتيجي ودبلوماسي أوسع نطاقا. وذكرت -نقلا عن مسؤولين غربيين وبيانات جمركية- أن الصين هي أحد أهم الأطراف في الجهود لتعزيز العلاقات التجارية مع الدول التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات، من بينها روسيا وإيران وفنزويلا، باعتبار أن ذلك يمثل درعا واقية ضد التحركات المالية لواشنطن.

وقال مسؤولون أميركيون، نقل عنهم تقرير الصحيفة، إن المساعدات التي قدمتها الصين ساعدت الإنتاج العسكري الروسي على الانتعاش بأسرع مما توقعته أجهزة المخابرات الأميركية، كما أنها أرسلت شحنات ضخمة من المعدات ذات الاستخدام المزدوج، بما في ذلك الأدوات الآلية، والإلكترونيات الدقيقة لصناعة الدفاع الروسية، وأجهزة الاستشعار الكهروضوئية للدبابات والمركبات المدرعة، والمحركات التوربينية لصواريخ كروز.

كما أنها تساعد روسيا في تحسين أقمارها الاصطناعية وقدراتها الفضائية الأخرى لاستخدامها في أوكرانيا، حسبما قال المسؤولون.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *