الكويت- تأكيدا على الموقف الدائم المساند للشعب الفلسطيني الذي يتعرض للعدوان الإسرائيلي في قطاع غزة نظمت في الكويت وقفة تضامنية دعا لها بعض أعضاء مجلس الأمة السابقين وقوى سياسية في ساحة الإرادة بالعاصمة الكويت، فضلا عن إطلاق وزارة الشؤون الاجتماعية حملة إغاثة عاجلة للشعب الفلسطيني.
وشهدت ساحة الإرادة مساء أمس الأحد ولليوم الثاني على التوالي وقفة تضامنية دعما لصمود الشعب الفلسطيني ومباركة بسالة المقاومة في غزة وبقية المناطق الفلسطينية.
وأكد المشاركون في الوقفة على ضرورة دعم حق الشعب الفلسطيني والشد على أيدي رجال المقاومة، وأوضح عضو مجلس الأمة السابق وليد الطبطبائي أن الوقفة التضامنية ما هي إلا تعبير من بعض النواب والقوى السياسية على تأييد حق الفلسطينيين في المقاومة وتحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي.
وشدد الطبطبائي على وجود توافق حكومي ونيابي وشعبي في الكويت تجاه القضية الفلسطينية ورفض التطبيع ودعم المقاومة ودعم حق الفلسطينيين في استعادة أراضيهم وتطبيق القرارات الدولية.
وأشار إلى أن الكويت تتمتع بتناغم على كل المستويات مع عملية “طوفان الأقصى” التي هزت “كيان الصهاينة في حدث تاريخي لم يحدث منذ نشأة هذا الكيان المغتصب”.
إيقاف قطار التطبيع
وبشأن تأثير “طوفان الأقصى” على حركة التطبيع مع إسرائيل، قال الطبطبائي للجزيرة نت “لا أعتقد أن الشعب الفلسطيني يهتم بحركة التطبيع من قبل بعض الدول العربية”، موضحا أن عملية “طوفان الأقصى” ستوقف قطار التطبيع، داعيا إلى رفع الحصار عن قطاع غزة برا وبحرا وجوا.
وأكد عضو مجلس الأمة السابق أن الدول العربية مطالبة بوقف التطبيع لأنه يعد “خيانة الآن، ويجب وقف كل أشكاله، وزيادة دعم المقاومة والشعب الفلسطيني من الناحية الإنسانية بكل ما نملك في مواجهة وحشية الكيان الصهيوني المتوقعة”.
وأشار الطبطبائي إلى أن الوقوف مع الشعب الفلسطيني حق وواجب على كل عربي ومسلم “وواجب على كل العرب أن يقفوا مع أهل فلسطين وأن يفتخروا بما حققوه من إنجازات كبيرة في هذه الحملة، فقضية فلسطين قضية كل المسلمين وعلينا أن نتمسك بها”.
وخلال الوقفة التضامنية وجه عضو مجلس الأمة الكويتي السابق بدر الداهوم رسالة بدأها بتوجيه التحية للمقاومة الباسلة على ما حققته في حربها ضد الاحتلال، مؤكدا أن المقاومة حق للشعب الفلسطيني الباسل في مواجهة “الكيان المحتل”.
وقال الداهوم إن الأمة العربية تقف مع المقاومة “دون الالتفات إلى بعض الآراء الشاذة والتي لا تمثل إلا نفسها، ورغم أن ردة فعل الكيان الصهيوني ستكون قوية لكنها ستتكسر إن شاء الله على صخرة المقاومة”.
ورأى الداهوم أن دعم الشعب الفلسطيني “واجب وحق علينا لأنهم يدافعون عن حقوق الأمة ومقدساتها، ومساندتهم حق علينا، والكلمة أقل ما يمكن أن نقدمها لهم في مواجهة التجاوزات والاعتداء عليهم وعلى مقدساتهم، وهم على قدر كبير من المسؤولية في ما أظهروه من شجاعة”.
دعم الصمود
بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لرابطة “شباب لأجل القدس” يوسف الكندري أن الوقفات التضامنية ما هي إلا شيء قليل يقدم لدعم صمود المقاومة الباسلة، ونتاج عمل المقاومة في عملية “طوفان الأقصى” يدل على أن المقاومة هي الخيار الوحيد والصوت المسموع الذي يجب أن تلتف حوله كل الشعوب والحكومات العربية والإسلامية.
وأضاف الكندري في حديث للجزيرة نت “نحن في الكويت نقوم بجهود متكاملة، سواء من النواب أو السياسيين أو جمعيات النفع العام، والشعب تفاعل مع نتائج طوفان الأقصى، وفرح بالنصر الذي سوف نراه قريبا إن شاء الله”، مؤكدا أن رسالة أهل الكويت واضحة، وهي الالتفاف حول الخيار الوحيد لكسر شوكة المحتل.
وأكد الكندري أن الفعاليات المساندة لعملية “طوفان الأقصى” ستبقى مستمرة دعما للمقاومة، وهناك فعاليات طلابية قيد الترتيب في الجامعات الحكومية والخاصة، إضافة إلى وجود تحرك نيابي وحكومي سيبدأ مع افتتاح دور الانعقاد المقبل ومجموعة من الأنشطة الميدانية لجمعيات النفع العام.
حملة إغاثة
وبشأن إطلاق وزارة الشؤون الاجتماعية حملة إغاثة عاجلة للشعب الفلسطيني، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الاجتماعية أحمد العنزي إنه تم التعميم على الجمعيات الخيرية بإطلاق حملة إغاثية عاجلة لفلسطين بناء على تعليمات وزير الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الشيخ فراس الصباح وانطلاقا من الأحداث الراهنة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكانت وزارة الخارجية الكويتية قد أصدرت أول أمس السبت بيانا استنكرت فيه ممارسات سلطات الاحتلال الاستفزازية تجاه الشعب الفلسطيني، وعبرت عن قلق الكويت البالغ حيال تطورات الأحداث الأخيرة والتصعيد الحاصل في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي جاءت نتيجة لاستمرار الانتهاكات والاعتداءات السافرة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وفي سياق متصل، أعلن 45 نائبا في مجلس الأمة الكويتي دعمهم الكامل لحق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال والرد على اعتداءاته وانتهاكاته حتى تحقيق حريتهم.
ودعا النواب في بيان لهم أول أمس السبت الحكومات العربية والإسلامية إلى “الوقوف الجاد إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه، والاستمرار في عزل الكيان الصهيوني”.