واشنطن تسعى لاعتراض توريد السلاح الإيراني للحوثيين

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

نقلت واشنطن بوست -اليوم السبت- أن إدارة الرئيس جو بادين تسعى إلى “تحديد الطرق البحرية التي تستخدمها إيران لنقل الأسلحة إلى جماعة الحوثي” في اليمن. ولكن هذه المهمة تواجه عقبات وتحديات، وفق مسؤولين تحدثوا للصحيفة الأميركية.

وتأتي المساعي الأميركية بينما تواصل جماعة الحوثي استهداف السفن الإسرائيلية والبريطانية والأميركية في البحر الأحمر، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكشف مسؤولون أميركيون أن إدارة بايدن تسعى لتحديد الطرق البحرية التي تستخدمها طهران لنقل الأسلحة لليمن، وأوضحوا أن الولايات المتحدة تبحث عن كيفية تعطيل الدول الشريكة عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن.

ووفق هؤلاء المسؤولين، فإن إدارة الرئيس الأميركي تكثف جهود مراقبة واعتراض الأسلحة الإيرانية المهربة إلى اليمن.

الصمود أمام الضربات

واعترف المسؤولون بأن جماعة الحوثي أثبتت قدرتها على الصمود بعد 6 أسابيع من الضربات العسكرية.

وقال مسؤول عسكري كبير إن المهمة الجديدة “محاولة فهم أفضل لما تبدو عليه تلك الممرات المائية”. وأضاف أن العمل يتطلب تعاونا كبيرا مع مجتمع الاستخبارات الأميركي.

ولفت مسؤول أميركي آخر إلى أن بلاده تستكشف كيف يمكن للدول الشريكة توسيع تركيزها على تعطيل تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين.

وكانت جماعة الحوثي أعلنت إصابة عدة سفن أميركية وإسرائيلية في البحر الأحمر. وفي أحيان كثيرة نجحت الولايات المتحدة في إحباط هذه الهجمات.

لكن في 6 مارس/آذار الجاري، أصاب صاروخ مضاد للسفن أطلقه الحوثيون سفينة تجارية أميركية في خليج عدن، مما أدى لمقتل 3 بحارة على الأقل.

والشهر الماضي، تسبب هجوم صاروخي للحوثيين على سفينة الشحن “إم في روبيمار” (MV Rubymar) المملوكة للولايات المتحدة، في غرق السفينة.

واعترف المسؤولون الأميركيون بأن الحوثيين أسقطوا طائرتين تابعتين بدون طيار من طراز “إم كيو-9 ريبر” (MQ-9 Reaper) قبالة سواحل اليمن، واحدة أسقطوها في نوفمبر/تشرين الثاني، والأخرى في فبراير/شباط الماضيين.

عقبات وتحديات

لكن مساعي أميركا، لمنع وصول السلاح الإيراني للحوثيين، تواجه عدة عقبات وتحديات، حيث تتطلب هذه المهمة العديد من الطيران المسير ووسائل وأجهزة الرقابة، إلى جانب توفير الموظفين المدربين تدريبا عاليا “لتنفيذ المهمة المحفوفة بالمخاطر المتمثلة في الصعود على متن السفن المشتبه في أنها تحمل أسلحة إيرانية إلى اليمن”.

موندي الذي أشرف على قوات مشاة البحرية في الشرق الأوسط من 2018 إلى عام 2021، قال إنه في مثل هذه المهمات “لا نعرف بالضبط ما هو التهديد في كثير من الأحيان”.

أما قائد القيادة المركزية السابق الجنرال كينيث فرانك، فعلق قائلا إن هذه المهمة تتطلب في المقام الأول موارد مراقبة، وأضاف “نحن بحاجة إلى العمل مع شركائنا في التحالف من أجل القيام بذلك”.

وعلى الرغم من أن البنتاغون يكثف جهوده لاعتراض هذه الأسلحة، فإنه من غير المتوقع الزج بقوات أميركية كبيرة في هذه المهمة.

وفي 11 يناير/كانون الثاني، فُقد اثنان من قوات البحرية الأميركية في البحر أثناء محاولتهما الصعود على متن سفينة تهريب مشتبه بها قبالة سواحل الصومال.

وفي فبراير/شباط الماضي، تمت السيطرة على مجموعة من الأسلحة الإيرانية الصنع، بما في ذلك مكونات الصواريخ.

وفي هذه العملية، احتجز 14 شخصًا. وأعلنت وزارة العدل الأميركية أربعة منهم يواجهون اتهامات نقل رؤوس حربية.

ولاحقا، اعترضت قوات أميركية سفينة في بحر العرب وصادرت منها مكونات صواريخ باليستية ومتفجرات وأجزاء أسلحة أخرى. ووفق الأميركيين فإن هذه الشحنة جاءت من إيران.

ووفق الجنرال المتقاعد كارل سام موندي، فإن هذه المهام من بين أخطر العمليات العسكرية “والتي لا يمكن التنبؤ بها”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *