يقول الكاتب ديفيد هيرست إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لن تستطيع قبول الاقتراح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار لأنه لا يضمن إنهاء الحرب، ولا انسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية.
واستعرض الكاتب في مقال له بموقع “ميدل إيست آي” البريطاني تصريحات الإدارة الأميركية ومواقفها وبيّن أنها تحمل تناقضات وعبارات غير واضحة.
وذكر بأن الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن الجمعة قبل الماضية أنه سيرمي بثقل واشنطن من أجل وقف “كامل وتام” لإطلاق النار.
وعلق الكاتب بأنه إذا كان ما قاله بايدن قبل أسبوع هو بالفعل إلقاء ثقله وراء اقتراح مماثل، لكان قد تم إحراز تقدم، لكن وصفه لاقتراح وقف إطلاق النار المكون من 3 مراحل (يشمل وقفا لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين وإعادة إعمار القطاع) لا يتطابق مع الوثيقة التي وقعها مجلس الوزراء الإسرائيلي.
والأهم من ذلك، يقول هيرست إن الصفقة المنشورة لا تقدم “وقف إطلاق نار كامل وتام”.
النص يقول شيئا مختلفا
وبيّن هيرست أن نص هذه الصفقة يقول شيئا مختلفا تماما. فالفقرة الرئيسية، الفقرة 14، يقول نصها الكامل “جميع الإجراءات في هذه المرحلة الأولى بما في ذلك الوقف المؤقت للعمليات العسكرية من قبل الجانبين، وجهود المساعدات والمأوى، وانسحاب القوات، وما إلى ذلك، ستستمر في المرحلة 2 طالما أن المفاوضات حول شروط تنفيذ المرحلة 2 من هذا الاتفاق مستمرة. يبذل ضامنو هذه الاتفاقية قصارى جهدهم لضمان استمرار تلك المفاوضات غير المباشرة، حتى يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق بشأن شروط تنفيذ المرحلة 2 من هذه الاتفاقية”.
وعلق بأن عبارة “بذل قصارى الجهد” لا تعني أن هناك ما يلزم إسرائيل بمواصلة المرحلة الثانية إذا فشلت المفاوضات. وإذا فشلت، ستعود إسرائيل إلى الحرب.
واستمر هيرست قائلا إن الأمر الثاني الرئيسي هو أن الجدول الزمني للفلسطينيين ليتمكنوا من العودة إلى ديارهم في شمال غزة قد تم إعادة جدولته. وهذا يعني، من الناحية النظرية، أنه إذا لم يكن هناك اتفاق على المرحلة الثانية، يمكن أن تستأنف الحرب دون توفير وقت كاف للسكان للتحرك.
خروج عن الصفقات السابقة
وأضاف أن هذا النص يمثل خروجا عن الصفقات السابقة، وأن حماس فقدت فيه الكثير من موقفها بشأن الأسرى الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل عودة “الرهائن”. وتطالب إسرائيل الآن باستخدام حق النقض ضد مجموعة من 100 سجين يشكلون قيادة حركات المقاومة الفلسطينية الرئيسية.
ويؤكد هيرست أن بايدن يخدم أهم أهداف إسرائيل. فقد عزز الأهداف الأهم لها طوال هذه المفاوضات. ومثلما سمح بشن هجوم بري كبير ضد رفح، يدعم بايدن حق إسرائيل في مواصلة الحرب بعد الإفراج الأولي عن المحتجزين والأسرى.
التوقيع يعني الاستسلام
وقال إن توقيع قادة حماس على وثيقة كهذه يعني استسلام الحركة والخروج من الأنفاق والتلويح بعلم أبيض كبير، مشيرا إلى أن الجميع يعلمون ما يحدث للأشخاص الذين يلوحون بالأعلام البيضاء.
وأكد أن حماس ليست في مزاج للقيام بذلك. وهي تشعر، صوابا أو خطأ، بأنها تكسب معركة الإرادات في غزة. وتعتقد أن الجيش الإسرائيلي على وشك الانهيار والهزيمة وواثقة من قدرتها على العمل لأشهر قادمة تحت الأرض.
وأضاف أن حماس تتحدى بايدن الآن لوضع ما قاله في خطابه عن الاتفاق المقترح في نص العرض المقدم لهم، “إنهم يريدون ذلك كتابة. إنهم يريدون ضمانا بأنه بمجرد بدء تبادل المحتجزين والأسرى، ستنتهي الحرب”.
وختم بالقول إنه واضح تماما أن هناك فجوات كبيرة بين وصف بايدن لاتفاق وقف إطلاق النار واتفاق وقف إطلاق النار نفسه. وهما شيئان مختلفان.