هل يوقف ترامب “جنون التحول الجنسي”؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

واشنطن- أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أنه يريد وقف “جنون التحول الجنسي”، المروج له في دوائر تقدمية وليبرالية كثيرة، منذ اليوم الأول له في البيت الأبيض بعد تسلمه منصب الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني القادم.

وخلال فعالية للمحافظين الشباب في مدينة فينيكس بولاية أريزونا، مساء الأحد الماضي، أكد ترامب أنه سيوقع بمجرد تنصيبه “أوامر رئاسية تنفيذية لإنهاء تشويه الأطفال جنسيا وإخراج المتحولين جنسيا من الجيش ومن مدارسنا الابتدائية والمتوسطة والثانوية”.

وتعهد بـ”إبعاد الرجال عن الرياضات النسائية”، مشددا على أن “السياسة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة ستتمثل في أن ثمة جنسين فقط، ذكر وأنثى”.

تعهدات ترامب

يُذكر أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الأميركيين يملكون وجهات نظر معقدة حول الهوية الجنسية وقضايا التحول الجنسي. ويفضل معظمهم حماية الأشخاص المتحولين جنسيا من التمييز والتنمر. وفي الوقت ذاته، ترفض أغلبيتهم دعم السياسات والبرامج الداعمة للرعاية الطبية للتحولات بين الجنسين، وتشعر بعدم الارتياح لوتيرة التغيير السريعة في قضايا المتحولين جنسيا.

وجاءت انتقادات ترامب وتعهداته بعد عدة أيام من إعطائه الضوء الأخضر للجمهوريين في مجلس الشيوخ بتمرير ميزانية وزارة الدفاع (البنتاغون) البالغة 895 مليار دولار لعام 2025، التي تتضمن بنودا تمنع تغطية تكلفة علاجات العمليات الجراحية للمتحولين جنسيا من أطفال العسكريين الأميركيين. وأقر المجلس القانون بأغلبية 85 صوتا مقابل 14، وامتناع عضو عن التصويت.

وتشير تقديرات إلى وجود نحو 10 آلاف طفل وشاب متحولين جنسيا تتراوح أعمارهم بين 6 و22 عاما آباؤهم عسكريون، وفقا لتقدير من الرابطة العسكرية الحديثة الأميركية.

ويؤكد شاول أنوزيس، المدير السابق للحزب الجمهوري في ولاية ميشيغان، وعضو الولاية للجنة الوطنية للحزب، أن ترامب سيتمكن من تنفيذ ما أعلنه مؤخرا ضد وجود المتحولين جنسيا في المدارس العامة وأفرع القوات المسلحة، والمنافسة الرياضية.

وفي حديث للجزيرة نت، ذكر أنوزيس أن ضغط اللوبي التقدمي الليبرالي في الجانب الثقافي جاء بنتائج عكسية مروعة على الديمقراطيين، و”يعتقد الناخب الأميركي أن اليسار التقدمي ذهب بعيدا جدا”.

دور ماسك

بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات، أعلنت ابنة مالك منصة إكس إيلون ماسك المتحولة جنسيا، فيفيان ويلسون، عن نيتها مغادرة الولايات المتحدة، قائلة إنها لا ترى مستقبلا لها في البلاد.

وفيفيان، التي ولدت كطفل اسمه أكسفير وكان أكبر أبناء ماسك، غيرت جنسها لتصبح فتاة وانفصلت عن والدها منذ عام 2022. ولا يُعرف على وجه التحديد حجم تأثير ماسك، الذي أصبح شديد القرب من ترامب، على قرارات الرئيس المنتخب المعادية للتحول الجنسي بسبب خبرته العائلية.

وعلى منصة “ثريدز”، قالت ابنة ماسك “حتى لو كان ترامب سيبقى في منصبه لمدة 4 سنوات فقط، وحتى لو لم يتم تبني لوائح مناهضة للمتحولين جنسيا بطريقة سحرية، فإن الأشخاص الذين صوتوا عن طيب خاطر له باقون، ولن يذهبوا إلى أي مكان في أي وقت قريب”.

بعد أن أعلنت فيفيان عن خططها لمغادرة أميركا، رد ماسك في تغريدة على منصة إكس وقال “فيروس طريقة تفكير ووك قتل ابني”، ويُشار إلى أن “ووك” (Woke) هي النخبة الليبرالية التقدمية المرتبطة بالحزب الديمقراطي.

واعتبر الجمهوري أنوزيس أن هناك مبالغة في توصيف حجم تأثير ماسك على ترامب فيما يتعلق بسياسات الهوية الجنسية.

ومن أكثر القضايا المثارة حول حق التحول الجنسي والحقوق القانونية لهذه الفئة تلك التي استمعت إليها المحكمة العليا الأميركية في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، ويتوقع أن تستكمل المحكمة النظر فيها خلال الربع الأول من العام الجديد.

ونالت القضية اهتماما شعبيا واسعا إذ حظرت ولاية تينيسي، من خلال مشروع قانون مجلس الشيوخ رقم 1 (إس بي 1) لعام 2023، تقديم الهرمونات الجنسية ومعوقات البلوغ للقصر وإجراء عمليات جراحية للقصر الذين يعرفون بأنهم متحولون جنسيا.

وتينيسي هي واحدة من 26 ولاية سنت قوانين معارضة للتحول الجنسي عند الأطفال والشباب. ورفضت إدارة الرئيس جو بايدن موقفها ورفعت قضية عرفت باسم “الولايات المتحدة ضد سكرميتي” نيابة عن والدي 3 مراهقين، مدعية أن الحظر ينتهك بند الحماية المتساوية في التعديل الـ14 للدستور.

تعقيد وعرقلة

وعلى عكس حظر التمييز على أساس الجنس بين النساء والرجال، لا يتم الاعتراف دستوريا بالهوية الجنسية المتغيرة، وهو ما من شأنه تعقيد وعرقلة الوضع القانوني للمتحولين جنسيا من حيث التمييز على أساس الجنس.

ومع تمتع المحافظين الجمهوريين بأغلبية 6 أصوات مقابل 3 لليبراليين الديمقراطيين، من المرجح أن تؤيد المحكمة العليا الحظر الطبي الذي يؤثر على مصير وحقوق الشباب والأطفال المتحولين جنسيا.

يُشار إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، توسعت المعارك بشأن حقوق المتحولين جنسيا في أميركا. ولعبت الخلافات حول حق الوصول إلى المراحيض العامة وتنافس الأشخاص المتحولين جنسيا الذين يلعبون في الفرق الرياضية النسائية، دورا كبيرا ومؤثرا في الانتخابات الرئاسية.

ودفع الجدل حول حقوق تقديم الرعاية الصحية للقاصرين المتحولين جنسيا إلى تحريك قضايا كثيرة، مما أدى إلى تبني 26 ولاية محافظة لقوانين مقيدة للتحولات الجنسية.

وعن إستراتيجية الديمقراطيين والتيار التقدمي اليساري لمواجهة جهود ترامب في هذا الصدد، قال أنوزيس إنه “سيتعين عليهم العثور على أصوات جديدة وذات مصداقية لإثبات وإبراز وجهة نظرهم. ومن الواضح أن قادة اليسار التقدميين بعيدون عن المزاج الشعبي، وغالبية الأميركيين لا يستمعون إليهم”.

وتابع “يميل معظم الأميركيين إلى أن يكونوا معتدلين ومتسامحين، لكن هذا يعني أيضا احترام آرائهم حول الدين والثقافة والمعايير. ومع صعود جيل جديد من القادة الديمقراطيين، سيكون عليهم تغيير نهجهم والابتعاد عن ضغوط التيار اليساري التقدمي، وإلا فسيستمرون في الخسارة”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *