عبّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -خلال زيارته لإسرائيل في 16 أكتوبر/تشرين الأول- عن رغبته في دعمه لها، وهو ما رفضته السلطات الإسرائيلية مدعية أن “الوقت غير مناسب”.
وفي هذا التقرير ينقل موقع “المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات” عن موقع “إنفو بريكس” أنه “كان رفضا مهينا لزيلينسكي، ذو الأصول اليهودية، لا سيما في ظل توقع زيارة زعماء العالم الآخرين لإسرائيل في الأيام المقبلة”.
ويضيف الموقع “يشعر زيلينسكي بالرعب من تجاهل أوكرانيا وتهميشها في الوقت الراهن مع تحول انتباه العالم إلى الشرق الأوسط، ولهذا السبب يريد ربط الصراع في أوروبا الشرقية بالصراع العام، الأمر الذي لا تريده إسرائيل في الوقت الحالي”.
ويتابع الموقع أنه في ظل مواجهة إسرائيل لحرب محتملة طويلة ودموية، ليس لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الوقت للترفيه عن زيلينسكي أو التعامل مع عواقب تصريحاته المعادية لروسيا. ولهذا السبب، رفض نتنياهو طلب عقد لقاء تضامن مع زيلينسكي بدلا من طمأنة موسكو بأن إسرائيل لا تربط حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالحرب في أوروبا الشرقية، كما يفعل زيلينسكي.
الوقت غير مناسب
وفي الوقت ذاته، يتزايد إذلال زيلينسكي، وفق ما يقول الموقع، بسبب حقيقة زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل، مما يثير التساؤل بشأن سبب “الوقت غير المناسب” لزيارة زيلينسكي. فإلى جانب حقيقة أن نتنياهو لا يريد تشتيت انتباهه بقضايا أخرى تتعلق بالسياسة الخارجية، فإن إسرائيل لا ترغب في توجيه انتباه العالم نحو أوكرانيا في ظل وجود منافسة على المساعدات الخارجية واستحواذ أوكرانيا على اهتمام العالم منذ فبراير/شباط 2022.
إلى جانب ذلك، كانت إسرائيل حليفا رئيسيا من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو) حتى قبل أن تصبح أوكرانيا دولة مستقلة، وكانت دائما أولوية بالنسبة أوكرانيا. وفي المقابل، لا قيمة لأوكرانيا بالنسبة لإسرائيل، خاصة خلال هذه الأزمة. ولذلك، يرى نتنياهو أن زيارة زيلينسكي مجرد إضاعة لوقته، ولن تفيد سوى أوكرانيا.
ويضيف موقع “إنفو بريكس” “يهدد هذا التحول في الاهتمام من الأزمة الأوكرانية إلى الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية بتقويض قدرة القوات المسلحة الأوكرانية على مواصلة الحملة العسكرية ضد روسيا. ويأتي ذلك في وقت تتعافى فيه القوات الأوكرانية من الهجمات الفاشلة والخسائر الأخيرة التي بلغت عشرات الآلاف. ولذلك، فإن رفض إسرائيل طلب زيلينسكي للقاء نتنياهو ليس مهينا فحسب، بل يمثل أيضا بداية نهاية الاهتمام الغربي بأوكرانيا”.
وفي ختام التقرير يشير الموقع إلى أن الحرب في أوكرانيا لن تُنسى، رغم أن مصير المساعدة العسكرية التي طلبها بايدن لا يزال ضبابيا، ويعتمد على مدى تطور الأحداث حول إسرائيل. ناهيك عن أن اضطرار البيت الأبيض إلى ربط الدعم العسكري لأوكرانيا بمساعدة إسرائيل يشير إلى أن أوكرانيا ليست أولوية بالنسبة للكونغرس، خاصة على ضوء إخفاقات القوات المسلحة الأوكرانية.