لندن- فور الإعلان عن أخبار عملية طوفان الأقصى، انتشرت بشوارع المدن الرئيسية بالمملكة المتحدة مظاهر كرنفالية، تحتفي وتدعم المقاومة، وما لبث أن دعت حملة التضامن مع فلسطين بالمملكة لمظاهرة طارئة أمام السفارة الإسرائيلية بالعاصمة لندن أمس الاثنين.
وبُعيد نشر الدعوة حثت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان، الشرطة على استخدام إجراءات صارمة لوقف مظاهر الاحتفال، ولكن يبدو أن هذا الإجراء لم يثن الجالية العربية والفلسطينية ويهود مؤيدين للقضية الفلسطينية، من الحضور بقوة.
تحذيرات
وأصدرت الداخلية البريطانية بيانا صحفيا قبيل المظاهرة، صرحت فيه برفرمان، أنه “لا يمكن أن يكون هناك أي تسامح مع معاداة السامية”، وتابعت “من المؤسف أننا شهدنا في السنوات الأخيرة كيف يتم استخدام أحداث في الشرق الأوسط كذريعة لإثارة الكراهية ضد المجتمعات اليهودية البريطانية”، مؤكدة أنه “لا مكان للمظاهرات أو المواكب أو التلويح بالأعلام التي تمجد الإرهاب أو تضايق الجالية اليهودية”، وفق تعبيرها.
وكتبت الوزيرة إلى رؤساء شرطة إنجلترا وويلز تحثهم على تكثيف الدوريات، واستخدام كل السلطات المتاحة لمنع الفوضى في المجتمع، وحثتهم على استخدام إجراءات صارمة لوقف مظاهر الاحتفال في شوارع المملكة.
بيان الداخلية جاء قبل ساعات من انطلاق المظاهرة التي احتشدت لها فئات من خلفيات سياسية ودينية مختلفة، منها: الشبكة الدولية ليهود مع فلسطين، حزب العمال الاشتراكي البريطاني، جمعية نساء ملونات، وقد انضموا جميعهم بأعلامهم التضامنية وخطاباتهم معلنين كل الدعم للفلسطينيين.
جاهزية أمنية للردع
تنوعت القطاعات الشرطية المتواجدة بالمكان، بدءًا من شرطة العاصمة ووصولا لوحدة الدعم الإقليمي (Territorial Support Group)، وهي وحدة متخصصة في حفظ النظام العام، تتألف من 3 ناقلات و21 شرطيا و3 رقباء، معززين بالأصفاد والصواعق الكهربائية والهراوات، ولها 3 مهام رئيسية تتمثل بتأمين العاصمة لندن من الإرهاب، والسيطرة على الفوضى، والحد من الجرائم ذات الأولوية في البلاد.
ورفع بعض أفراد الشرطة كاميرات مراقبة، وأوضح أحد أفراد الشرطة (فضل عدم ذكر اسمه) للجزيرة نت، أن هذه الكاميرات تستخدم لمد غرفة العمليات ببث مباشر للمظاهرة، ولا يتم التسجيل إلا عند بدء الاعتداءات.
اعتقال قاصر
تسلل متظاهران لقلب التجمع ورفع أحدهما العلم الإسرائيلي، وكشف الآخر عن ملابسه التي رسم عليها “نجمة داود”، وبدؤوا بشتم المتظاهرين، حتى قامت الشرطة بالتحفظ عليهما.
في مقابل ذلك، قامت الشرطة بدفع الصحفيين وإبعادهم، وهو ما أثار غضب بعض المتظاهرين، الذين هتفوا مطالبين الشرطة بمحاسبة المتسللين الذين تركتهم يغادرون بسلام.
وألقت الشرطة القبض على طفل لم يتجاوز عمره 15 عاما، بسبب ادعاء الشرطة أنه قام بالبصق عليهم، بينما أكد المتظاهرون أنه كان غاضبا بسبب موقف الشرطة من رفع العلم الإسرائيلي، وكشفت والدة الطفل عن ذراعيها التي بدت عليها علامات زرقاء وسحجات تظهر آثار العنف، حيث أصرت على الانتظار مع ابنها، واصطحبتهما الشرطة للتحقيق.
ورفضت وحدة الشرطة التأكيد ما إذا ما كان هناك معتقلون آخرون بعد هذا الاشتباك، معللين الأمر بانتشار الوحدات مختلفة الاختصاص لتغطية التظاهرة، وصعوبة الحصر على الأرض.