هذه شروط بايدن للموافقة على عملية عسكرية في رفح

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

واشنطن- بعد خطاب “حالة الاتحاد” الذي ألقاه الرئيس الأميركي جو بايدن، الأسبوع الماضي، أبدى بايدن اهتماما بالوضع الإنساني في غزة، وفي اليوم التالي، أجرى مقابلة مع شبكة “إم إس إن بي سي”، حيث حذر من أن اقتحام رفح هو “خط أحمر” بالنسبة له.

وقال بايدن إن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤذي إسرائيل أكثر من مساعدتها، من خلال جعل بقية العالم يعارض ما تمثله تل أبيب. وأعتقد أنه خطأ كبير. لذلك أريد أن أرى وقف إطلاق النار لـ6 أسابيع، وتبادلا كبيرا للمحتجزين”.

وخلال أول اتصال هاتفي بينهما منذ 32 يوما، قال البيت الأبيض إن بايدن حذر نتنياهو من أن تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية في رفح سيؤدي إلى تفاقم الفوضى في غزة، وأضاف أنهما اتفقا على اجتماع وفدي الجانبين في واشنطن لبحث الأمر.

طريقة أخرى

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان للصحفيين، الاثنين الماضي، إنه لن تُنفذ أي عملية في رفح قبل المحادثات.

وأشارت أنيا كريفين، مديرة برنامج إسرائيل وشبكة الأمن القومي التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، المعروفة بقربها من تل أبيب، إلى اتفاق إسرائيل والولايات المتحدة على هدف تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقالت “يعتقد نتنياهو وغيره من القادة في حكومة الحرب أن الطريقة الوحيدة لهزيمة حماس هي تدمير كتائبها وبنيتها التحتية المتبقية في رفح، لكن يبدو أن إدارة بايدن تعتقد أن هناك طريقة أخرى”.

وتابعت كريفين “كل هذا سيكون مطروحا على الطاولة ليناقشه الحلفاء في واشنطن. وستكون مهمة كل جانب هي الخروج بخطة لمعبر رفح، يمكن لبايدن ونتنياهو الترويج لها لناخبيهما”.

وبعد مكالمتهما، أصدر مكتب نتنياهو قراءة بلغة بدت وكأنها تأخذ القلق الأميركي في الحسبان، إذ أشارت إلى أن زيادة المساعدات الإنسانية ستساعد إسرائيل على تحقيق جهودها الحربية.

وجاء في البيان “تحدثنا عن آخر التطورات في الحرب، منها التزام إسرائيل بتحقيق جميع أهدافها بالقضاء على حماس، وتحرير جميع المحتجزين وضمان أن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل، مع تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية التي تساعدنا على تحقيق تلك الأهداف”.

وبينما أشار بيان البيت الأبيض إلى تأكيد بايدن دعم واشنطن هدف إسرائيل المتمثل في هزيمة حماس، عبر عن رفضه خططها شن عملية برية كبيرة في رفح. ويتوقع أن يضع الاجتماع المرتقب في واشنطن الأسبوع المقبل “نهجا بديلا يستهدف عناصر حماس الرئيسية في رفح”.

عزلة دولية

وحذر سوليفان من أن اقتحام رفح “سيؤدي إلى مقتل مزيد من المدنيين الأبرياء، وتفاقم الأزمة الإنسانية الرهيبة، وتعميق الفوضى في غزة وزيادة عزلة إسرائيل دوليا”.

وأوضح أن بايدن لم يهدد بحجب المساعدات العسكرية، وأنه لم يوجه تهديدات، وأضاف “ما قاله الرئيس كان: أنا مع هزيمة حماس”. واعتبر سوليفان أن القضاء على الحركة “يحتاج إلى إستراتيجية ناجحة لا ينبغي أن تنطوي على عملية عسكرية كبيرة”.

وقال سوليفان إن “ما يقال عن رفض الرئيس بايدن مبدأ هزيمة حماس، هو مجرد هراء. موقفنا هو أنه لا ينبغي السماح لها بملاذ آمن في رفح أو في أي مكان آخر، ولكن عملية برية كبيرة هناك ستكون خطأ”. وأضاف “بايدن أكد لنتنياهو -مرة أخرى- أننا نتشارك هدف تحقيق هزيمة حماس، ولكن ينبغي اتباع إستراتيجية مترابطة ومستدامة لتحقيق ذلك”.

وفي تغريدة على منصة إكس قال السفير السابق والخبير بمجلس العلاقات الخارجية مارتن إنديك إن “بايدن يسجل نقطة كبيرة، ورغم تبجح نتنياهو، فلن يكون هناك هجوم على رفح. وبدل ذلك، سترسل إسرائيل فريقا إلى واشنطن لمناقشة كيفية استيعاب المخاوف الأميركية”.

ويعتقد جو تروزمان، الباحث بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أنه من غير المحتمل أن تتمكن إسرائيل من القضاء على حماس في رفح باستخدام عمليات مستهدفة فقط، وأن الغزو البري في رفح “ضروري للقضاء على ما تبقى من حماس وإغلاق الأنفاق التي تربط بين مصر وغزة”، بحسب رأيه.

وأردف تروزمان “لقد أثبتت إسرائيل قدرتها على تنفيذ هذه المهمة، رغم أنها ستكون بلا شك مهمة صعبة بالنظر إلى العدد الكبير من المدنيين الذين يلتمسون اللجوء في المدينة. إذا تمكنت الولايات المتحدة وإسرائيل من الاتفاق على حل يرضي كلا البلدين، يمكن لتل أبيب أن تحقق النجاح في نهاية المطاف”.

تردد

ويرى البيت الأبيض أنه، بدلا من حديث الحكومة الإسرائيلية عن شن عملية عسكرية ضخمة في رفح، عليهم التركيز على إرساء الاستقرار في المناطق التي “طهرتها” تل أبيب لضمان عدم عودة حماس إلى الظهور فيها وأخذ الأراضي التي سبق لإسرائيل أن “طهرتها” منهم، بحسب تعبير سوليفان.

كما ذكر 3 أسباب لتردده في دعم عملية اقتحام رفح بريا، وهي:

  • أولا، يحتمي في رفح أكثر من مليون شخص بعد أن انتقلوا من مدينة غزة إلى خان يونس ثم إلى رفح، ولا يستطيعون الذهاب إلى أي مكان آخر.
    ويوضح البيت الأبيض “لقد دُمرت مدن غزة الكبيرة الأخرى بشكل كبير، ولم تقدم إسرائيل لنا أو للعالم أي خطة تبين كيفية نقل هؤلاء المدنيين بشكل آمن أو المكان الذي سيتم نقلهم إليه، ناهيك عن إطعامهم وإيوائهم وضمان وصولهم إلى الخدمات الأساسية مثل النظافة”.
  • ثانيا، تشكل رفح نقطة دخول أساسية للمساعدات الإنسانية إلى غزة من مصر وإسرائيل، ومن شأن الاجتياح أن يوقف هذه العمليات، أو يشكل خطرا عليها على أقل تقدير في فترة تمس الحاجة إليها.
  • ثالثا، تقع رفح على الحدود مع مصر التي سبق أن دقت ناقوس الخطر بشأن أي عملية عسكرية كبيرة هناك، وطرحت تساؤلات عن مستقبل علاقاتها مع إسرائيل نتيجة لأي عملية عسكرية وشيكة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *