جاء في تحليل إخباري نشرته صحيفة “هآرتس” أن القيادة الإسرائيلية فشلت في تقييم نوايا العدو بشكل صحيح في الهجمات التي تعرضت لها من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومن إيران في 13 أبريل/نيسان الجاري.
وقال الكاتب بالصحيفة الإسرائيلية، أنشيل فيفر، في تحليله أن إسرائيل حظيت في المرتين بتعاطف العالم الغربي معها، لكنه حذر من أن هذا التعاطف لن يدوم طويلا، ذلك أن أي خطأ آخر في التقدير من جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيكون ثمنه أفدح بكثير.
مفارقة محزنة
وأضاف الكاتب ساخرا أن الشيء الوحيد الذي تحتاجه إسرائيل لكسب تعاطف الغرب أن تتعرض لهجوم، معتبرا ذلك مفارقة محزنة. وأوضح أن إيران، بإطلاقها أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ السبت الماضي، منحت إسرائيل مبتغاها بالضبط.
ونقل عن أحد جنرالات الجيش -لم يفصح عن هويته- القول إن “العالم عاد ليقف إلى جانبنا مثلما فعل في 8 أكتوبر/تشرين الأول. ولننتظر لنرى كيف سنهدر تلك الوقفة سريعا هذه المرة”.
وأشار إلى أن الهجومين سبقهما فشل في إسرائيل من قبل أجهزة الاستخبارات وقيادتها في تقييم العدو على النحو الصحيح: فقبل الهجوم الأول كان التقييم أن حركة حماس قد رُدِعَت، وأصبحت تسعى إلى إحكام قبضتها على قطاع غزة بدلا من مهاجمة إسرائيل.
وفي الهجوم الثاني كان هناك اعتقاد بأن إيران ستلتزم -وفق تحليل فيفر- بسياستها التي دأبت عليها طيلة عقود من الزمن في استخدام وكلائها لمهاجمة إسرائيل بدلا من أن تأخذ ذلك على عاتقها بشكل مباشر. وبسبب هذا الاعتقاد قررت إسرائيل قصف مجمع السفارة الإيرانية في دمشق مطلع الشهر الجاري، مما أسفر عن مقتل 7 من كبار قادة الحرس الثوري.
بفضل مساعدة الصديق بايدن
وبحسب تحليل فيفر، فإن الفرق هذه المرة أن إسرائيل كان لديها فسحة من الوقت لإعادة تقييم الموقف وتجهيز دفاعاتها قبل الهجوم، وذلك بفضل المساعدة الكبيرة التي قدمها لها “صديقها” الرئيس الأميركي جو بايدن.
وثمة فرق رئيسي آخر هو أنه في حين يتعين على إسرائيل اتخاذ قراراتها بنفسها حول كيفية الرد على الهجوم الإيراني، فإن لديها الآن الكثير مما ستخسره، ذلك أنها تخاطر ليس فقط بفقدان “النوايا الدولية الحسنة” بل أيضا بمستوى غير مسبوق من التعاون العسكري، على حد تعبير الكاتب.
ووفقا للتحليل، فإن حسابات نتنياهو أشد تعقيدا من تقديرات وزير الدفاع يوآف غالانت، وعضو مجلس الحرب بيني غانتس، اللذين يعتقدان أن على إسرائيل الانتقام من الهجوم الإيراني باعتبار ذلك “لحظة إستراتيجية فريدة” لا ينبغي إهدارها.
غير أن نتنياهو يخشى، آخر المطاف، أن يكون ثمن الانضمام إلى تحالف بايدن ضد إيران نهاية ائتلافه الحاكم المستند على أغلبية في الكنيست (البرلمان) كما يرى فيفر في ختام مقاله.