أفادت مجلة نيوزويك بأن الرئيس الأميركي جو بايدن يواجه ثورة شبابية تدين بشدة دعم الولايات المتحدة غير المشروط لإسرائيل في حربها على غزة التي تستهدف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، كما تقول.
يشار إلى أن إسرائيل مستمرة منذ شهر في قصف قطاع غزة مما أودى حتى الآن بمقتل أكثر من 10 آلاف شخص، بمن فيهم أكثر من 4 آلاف طفل وجرح عشرات الآلاف دفع مئات الآلاف إلى النزوح من مساكنهم.
وذكرت المجلة أن مجموعات عديدة من الناخبين الشباب بعثت برسالة إلى الرئيس بايدن تحذره من أن النهج المستمر الذي تتبعه إدارته تجاه الحرب في الشرق الأوسط قد يحكم على فرص إعادة انتخابه بالفشل.
وتحذر الرسالة من أن موقف إدارة بايدن حيال غزة قد تؤدي إلى نفور مجموعات رئيسية من الناخبين من التصويت للرئيس الحالي في انتخابات عام 2024، وهي التي ساعدته في الفوز في الانتخابات السابقة.
ووفقا لنيوزويك، فقد حذر قادة مجموعات ناخبين أخرى من أن العنف في الخارج يمكن أن تكون له تداعيات سياسية على الصعيد المحلي، ليس فقط في السباق الرئاسي، بل على الديمقراطيين الذين يتنافسون للظفر بمناصب سياسية أقل أهمية نسبيا في عموم البلاد.
ونقلت المجلة الأميركية نصا من الرسالة جاء فيه: “لقد نضجنا خلال عقدين من الحرب التي لا نهاية لها والتي كلفت آلاف الأرواح الأميركية وملايين الأرواح في جميع أنحاء العالم. نحن نعلم أنك كلما سمحت باستمرار حصار غزة لفترة أطول، زاد خطر تحول هذا الصراع إلى صراع إقليمي أوسع، مما قد يجر القوات الأميركية إلى القتال أو الاحتلال. ومن شأن ذلك أن يتسبب في كارثة أخلاقية وسياسية على حد سواء”.
وورد في الرسالة أيضا أنه “يستحيل على مرشح رئاسي ديمقراطي الفوز دون إقبال كبير من الناخبين الشباب وتعبئتهم، فهم حجر الزاوية في تحالف ديمقراطي رابح، والغالبية العظمى من الشباب في هذا البلد مرعوبون بحق من الفظائع التي ترتكب بأموال ضرائبنا”.
وأوضحت نيوزويك في تقريرها أن الموقعين على الرسالة هم من مجموعات، من بينها “مسيرة من أجل حياتنا” المناهضة للعنف المسلح، ومجموعة “متحدون نحلم”، و”جيل الشباب من أجل التغيير”، التي توصف بأنها أكبر شبكة يقودها الشباب المهاجرون في الولايات المتحدة، وحركة “الشروق” (صن رايز) المهتمة بقضايا التغير المناخي.
وأفادت المجلة بأن المديرة السياسية لحركة الشروق، ميشيل ويندلينغ، تحدثت معها عبر الهاتف لتخبرها أن بايدن بعدم مطالبته بوقف إطلاق النار في غزة تبنى “خيارا محفوفا بمخاطر جمة”، وكلما طال أمد امتناعه عن الدعوة لهدنة فإن ذلك يمكن أن يؤثر عليه سياسيا.
وأردفت ويندلينغ -وهي “يهودية”- القول إن الرسالة تعبر عن مشاعر جيل مناهض للحرب، وإن “من الواضح جدا من قواعدنا الانتخابية أنها تشعر بحزن شديد بسبب الإبادة الجماعية في غزة، وأن أموال الضرائب التي ندفعها تستخدم لشراء أسلحة الدمار للجيش الإسرائيلي”.
وتابعت القول إنه لأمر “مروع للغاية” رؤية أبرياء من أي خلفية يُقتلون، زاعمة أن حركة حماس لا تمثل كل الفلسطينيين مثلما أن “الحكومة اليمينية المتطرفة” في إسرائيل لا تمثل جميع اليهود.
كما تحدث ياسين شيخ، رئيس منظمة طلاب من أجل العدالة في فلسطين بجامعة ولاية كينت، إلى المجلة ليعرب عن إدانتهم الشديدة لما تقدمه الولايات المتحدة من دعم “غير مشروط، لفظيا وسياسيا وماليا، لتصرفات إسرائيل في فلسطين وضد الشعب الفلسطيني”.