“نكبة جديدة”.. عنف المستوطنين يبطش بفلسطينيي الضفة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

قالت صحيفة الغارديان إن الوضع في الضفة الغربية “نكبة جديدة” بناء على تجربة عايشتها مع فلسطيني في إحدى قرى الضفة الغربية، وما يتعرض له الفلسطينيون من تصاعد للعنف على يد المستوطنين الإسرائيليين.

وفي مقال لها من القدس، قالت مراسلة الغارديان بيثان مكيرنان إن الحياة في زنوتا -وهي قرية فلسطينية على قمة هضبة جنوب تلال الخليل في عمق الضفة الغربية- لم تكن سهلة على الإطلاق، إذ يتألف معظم سكان هذه المنطقة من رعاة أغنام كانوا يرفضون بإصرار مغادرة منازلهم، رغم الصعوبات المتزايدة التي يفرضها جنود الجيش الإسرائيلي من جهة، والمستوطنون المتطرفون من جهة أخرى.

ولكن بعد أسابيع من عنف المستوطنين المكثف في أعقاب هجوم المقاومة على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتخذ سكان القرية البالغ عددهم 150 فردا قرارا جماعيا بالمغادرة.

وحسب الصحيفة، بدأ المستوطنون المسلحون -بعضهم يرتدون زي جيش الاحتياط، وآخرون يغطون وجوههم- باقتحام منازل الفلسطينيين ليلا، وضربِ البالغين وتدمير وسرقة ممتلكاتهم وترويع الأطفال.

نكبة جديدة

ويوم الاثنين الماضي، بكى الرجال والنساء أثناء تفكيك بيوتهم وجمع ألواح الطاقة الشمسية وعلف الحيوانات والأمتعة الشخصية بشكل عشوائي في شاحنات صغيرة. وأدى ضجيج الهدم إلى حجب ثغاء الحيوانات من حظائرها، وغطى الغبار والحطام الوجوه.

وقال عيسى أحمد بغداد (71 عاما) إنها “نكبة جديدة”، مستذكرا طرد 700 ألف فلسطيني عام 1948 بعد قيام دولة إسرائيل. وأضاف “أسرتي ستذهب إلى قرية رافات. لكننا لا نعرف أي أحد هناك، ولا نعرف ما نقوله لأطفالنا”.

وقارن تقرير الصحيفة بين حال المدنيين المحاصرين في قطاع غزة وهم لا يستطيعون المغادرة، وحال من يجبرون في الضفة الغربية على مغادرة منازلهم.

وأشار إلى أن مسافر يطا -وهي مجموعة من قرى الرعي الصغيرة ومنها زنوتا- تقع في المنطقة “ج” ذات الكثافة السكانية المنخفضة والتي تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة وتتعرض لخطر الضم.

وكثيرا ما يتم هدم صهاريج المياه الفلسطينية والألواح الشمسية والطرق والمباني فيها، بحجة أنها لا تملك تراخيص بناء، وهذا أمر يكاد يكون مستحيلا الحصول عليه، بالمقابل تزدهر المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية المجاورة.

تأثيرات مستمرة

ولفتت الغارديان إلى أن المستوطنين الإسرائيليين رعاة الغنم كانوا قد سيطروا فعليا على 10% من المنطقة “ج” خلال 5 سنوات تقريبا. ولكن في العام الماضي سيطروا على نحو 110 كيلومترات مربعة من الضفة الغربية، وضموها إلى بؤر استيطانية رعوية.

وعلى سبيل المقارنة، فإن مجمل مناطق المستوطنات الإسرائيلية المبنية منذ الاحتلال عام 1967 لا تغطي إلا 80 كيلومترا مربعا.

وأفاد التقرير بأنه في ظل حملة الاستنزاف هذه، اتخذت بعض العائلات بالفعل قرارا صعبا بالمغادرة إلى بلدة يطا القريبة. وخلال زيارة الصحيفة للمنطقة قبل شهر، أصرت عائلتان في خربة الرثيم، قرب مستوطنة أصايل، على أنهما لن تغادرا رغم الضغوط، لكنهما اليوم قد رحلتا.

وقال ناصر نوادجا، وهو باحث ميداني من قرية سوسيا وكان قد تعرض للضرب والاعتقال عدة مرات أثناء عمله، لمجموعة بتسليم الإسرائيلية لحقوق الإنسان إنه بعد أن قررت الآن قرى بأكملها مثل زنوتا الرحيل، يُخشى أن يكون هناك تأثيرات مستمرة في المنطقة.

وبحسب منظمة بتسليم، فقد هُجر في الأسابيع الثلاثة الماضية 858 فلسطينيا من 32 مجتمعا مختلفا، و13 مجتمعا بأكمله قسرا، والأعداد تتزايد كل يوم.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *