ناصر الشاعر أفرج عنه الاحتلال في وضع صحي حرج

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

نابلس- “الحال التي أفرج عنه بها لم تكن كذلك لحظة اعتقاله، ليس هو زوجي ناصر الذي نعرفه، وللوهلة الأولى شعرنا بالصدمة حين رأيناه، وكل ذلك يفسر أنه لم يكن بخير داخل المعتقل”، بهذه العبارات وصفت هدى الشاعر زوجة الدكتور ناصر الشاعر، الأكاديمي وأستاذ الشريعة بجامعة النجاح الوطنية، الحالة التي آل إليها زوجها بعد تحرره من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ومساء أمس الاثنين، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الشاعر من سجن جلبوع الإسرائيلي بعد نحو 5 أشهر ونصف شهر في الاعتقال الإداري، وذلك بعد انتهاء فترة تثبيت القرار الإداري الذي حصل عليه من المحكمة العليا الإسرائيلية.

وفي حديث للجزيرة نت، قالت زوجة الشاعر إن زوجها خرج بحالة صحية صعبة جدا، وقد بدت عليه علامات التعب الشديد والإرهاق والهزال، وإن الهيئة التي خرج بها لم تكن هي نفسها لحظة اعتقاله، ويؤكد ذلك كله أنه فقد نحو 25 كيلوغراما من وزنه، مضيفة أنه “خرج على هيئة هيكل عظمي، حتى أنه تمكن رؤيه عظام صدره جلية وعدها أيضا”.

وأوضحت الشاعر أنهم -أي العائلة- ذهلوا للوهلة الأولى عند رؤيته، وأن شعورا بالقلق على وضعه الصحي انتابهم، ولهذا عمدوا إلى اصطحابه لمشفى رفيديا الحكومي صباح اليوم الثلاثاء بعد ساعات من الإفراج عنه ليطمئنوا على وضعه الصحي.

زوجة الشاعر تروي ما حل بزوجها خلال فترة الاعتقال (الجزيرة)

شيب وهزال

وكشفت هدى الشاعر عن أن المرة الأولى التي يرى فيها زوجها نفسه في المرآة كانت أمس الاثنين بعد تحرره، حتى أنه نفسه صدم بحالته، وليس نحن فقط، وقالت إن الشيب غزا شعره الكثيف، الذي يبدو أنه لم يحلق منذ اعتقاله، وكذلك معالم وجهه تغيرت، وغارت عيناه في وجهه.

وأردفت “آثار الكبر بالسن ظهرت هذه الفترة بشكل واضح، وكأن سنوات من عمره قد مرت، واختلف هذه المرة عن اعتقالات سابقة له، خاصة جسده النحيل، مما يؤكد أن ما حصل عليه كأسير من طعام وشراب لم يكن يسد رمقه”.

وذكرت أنه لنحالة جسده لم تعد ملابسه مناسبة له لارتدائها، ومثل وزنه صادر الاحتلال عكازه الطبي الذي يستخدمه منذ إصابته بالرصاص عند تعرضه لمحاولة اغتيال في يوليو/تموز 2022، بمدينة نابلس، وصادر الاحتلال حذاءه أيضا.

ورغم أن عائلة الشاعر كانت تعرف أن أمس الاثنين تنتهي فترة اعتقاله، فإنهم لم يكونوا متيقنين من الإفراج عنه بسبب صلف الاحتلال وإجراءاته الاحتلال التعسفية، وقد عرفوا تحرره بعد أن اتصل بهم أحد المواطنين قرب حاجز الجلمة شمال مدينة جنين شمال الضفة الغربية وأخبرهم أن الشاعر أُفرج عنه.

وعلى الفور، تقول زوجة الشاعر إنهم انطلقوا إلى حاجز الجلمة فور الإفراج عنه، وحينها كان وقت الإفطار قد حل، فاكتفى الشاعر بشرب الماء فقط، إذ لم يتمكن من تناول أي طعام أو حتى النوم، وظل مستيقظا حتى اليوم التالي.

وعند اعتقاله أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نُقل الدكتور ناصر الشاعر إلى سجن مجدو الإسرائيلي شمالا، وهناك مكث نحو شهر ونصف شهر، ليتم تحويله بعد ذلك لسجن جلبوع، حيث أكمل بقية مدة اعتقاله.

ويعد هذا الاعتقال السادس للدكتور الشاعر، الذي شغل منصب وزير التربية والتعليم ونائب رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية العاشرة التي شكلتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 2006 عقب فوزها بالانتخابات التشريعية.

ناصر الشاعر
الدكتور الشاعر ناصر خسر كثيرا من وزنه خلال فترة الاعتقال (الجزيرة)

قمع غير مسبوق

وفي روايات كثيرة، أكد أسرى محررون -للجزيرة نت- أن الأسرى يتعرضون منذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول لقمع عنيف وترهيب غير مسبوق في سجون الاحتلال، إضافة لحرمانهم من النوم وأدواته والطعام والشراب والاستحمام، خاصة خلال الشهور الأربعة الأولى من الحرب.

وذكر أسرى أن سلطات الاحتلال عمدت للتضييق عليهم داخل الغرف عبر تكديسهم، وقدمت وجبة الطعام الواحدة “طبق لبنة” لنحو 8 أو 10 أسرى، وصادرت كل مكتسباتهم، من أدوات كهربائية وأغطية وأثاث، التي حققوها عبر إضرابات عن الطعام طويلة وصعبة.

كما تعرضوا لقمع يومي ولأكثر من مرة خلال اليوم أحيانا، وحرموا الخروج للفورة (ساحة السجن) وقطع الاتصال بهم ومنعوا زيارة المحامين وحتى الذهاب لعيادة السجن، فضلا عن الاعتداء المباشر بالضرب الذي أفقد بعضهم أسنانه وأثخن جراحهم، وهو ما أدى لاستشهاد 13 أسيرا في سجون الاحتلال منذ الحرب على غزة، حسب معطيات نادي الأسير الفلسطيني.

 

سياسة تجويع

وفي بيان صدر اليوم الثلاثاء عن نادي الأسير الفلسطيني، نُقلت روايات لأسرى خلال زيارات المحامين لهم، أكدوا استمرار الاحتلال في نهج “سياسة تجويع” الأسرى، وأن هذا بدا ملحوظا على أوضاعهم الصحية والهيئة التي يخرجون عليها.

وذكر النادي أن الطعام سيئ كما ونوعا ولا يطهى جيدا، مما يتسبب في أمراض لهم، وهو ما أدى لفقدان كثير من الأسرى كما كبيرا من أوزانهم، وضرب النادي مثلا على لسان أحد الأسرى قائلا “خلال شهر رمضان نعاني سوء تغذية، فلكل أسير 10 ملاعق أرز، وعلبتان من اللبن صغيرة الحجم تقدم لـ12 أسيرًا”.

ونفَّذ الاحتلال، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نحو 8 آلاف اعتقال بين الفلسطينيين، شملت 258 سيدة فلسطينية و500 طفل، وذكر بيان لنادي الأسير أنه حتى نهاية فبراير/شباط الماضي تجاوز عدد الأسرى 9100 أسير، بينهم 3558 معتقلا إداريّا، و793 صنفوا “مقاتلين غير شرعيين”، من أسرى غزة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *