ناجٍ من مجزرة النصيرات يروي تفاصيلها

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

كان صباحا داميا ذاك الذي شهده يوم 8 يونيو/حزيران الماضي، حين عاش مخيم النصيرات واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العام الأول من عدوانه على غزة، وأسفرت عن استشهاد 274 فلسطينيا، فضلا عن مئات الجرحى، بعدما شنت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على المخيم.

كان الدكتور الصيدلاني سامر أبو رويضة شاهدًا على هذه المجزرة الفظيعة، حيث عاش تلك اللحظات القاسية بين محاولاته إنقاذ أسرته وبين مشاهدته للدمار الذي حلّ بالمكان.

بداية المجزرة

يروي الدكتور سامر، الذي كان يمارس عمله في الصيدلية بشكل طبيعي، تفاصيل تلك الساعات المرعبة التي بدأت بإطلاق كثيف للنار والصواريخ من الطائرات الإسرائيلية، ومع مرور نصف ساعة، بدأت الأمور تتدهور بشكل سريع، إذ اقترب إطلاق النار بشكل كبير من مكان وجوده.

يقول سامر إن المواطنين في مخيم النصيرات كانوا يتجولون بشكل طبيعي؛ لأن المنطقة كانت تُعتبر منطقة إنسانية وفق ما أعلن الاحتلال، لكن طائراته فتحت -دون سابق إنذار- نيران رشاشاتها باتجاه مدخل النصيرات الغربي، واستهدفت كل من كان في الشارع من المواطنين بعدد كبير من الصواريخ، وسط صرخات الهلع.

وفي ردة فعل فورية، صعد الدكتور إلى بيت عائلته في الطابق الخامس، وبصعوبة بالغة، نزل بعائلته إلى غرفة صغيرة في الصيدلية ليحتموا بها، لكن بمجرد وصولهم إليها سقط صاروخ أمام البناية، تبين لاحقا أنه أسفر عن ثلاث إصابات.

ومع تصاعد قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية، احتمى في مخزن صغير بالصيدلية ما يقرب من 15 شخصًا، بالإضافة إلى عائلة سامر.

شوارع مخيم النصيرات بدت كأنها ساحة حرب (الجزيرة)

لحظات صعبة

تقدمت الدبابات نحو مدخل الحسانية، بينما كان الدكتور سامر يسمع صوت أقدام الجنود عند باب الصيدلية، وفي الخلفية أصوات انفجارات متتالية. لم يكن أحد يستطيع التحرك لمعرفة ما يجري في الخارج، لكن أصوات القذائف والنيران الكثيفة والقنابل ملأت المكان، وعلى إثرها انهار السقف على الموجودين في المخزن الصغير.

يقول سامر: حاولنا جاهدين إسكات الأطفال الصغار طوال الساعتين اللتين استمر فيهما الحدث، خوفًا من أن يكتشف الجنود وجودهم، لكن في لحظة مفاجئة، بكت طفلتي الصغيرة من شدة الخوف، وهو ما لاحظه أحد الجنود فألقى قنبلة إلى داخل الصيدلية، انفجرت وتناثرت تناثر الشظايا في كل مكان.

كتب الله لسامر والمختبئين مع النجاة، إلا من بعض الإصابات التي لحقت بهم بسبب الشظايا، لكنه عندما خرج بعد انسحاب الدبابات، رأى مشهدًا مرعبًا لا يمكن وصفه: “سيارات محطمة، حرائق في كل مكان، وجثث الشهداء متناثرة على الأرض، والبنايات مدمرة بشكل لا يُصدق”.

كان الجيش الإسرائيلي قد استهدف خلال العملية عدة منازل سكنية ومناطق مفتوحة في مخيم النصيرات ومدينة دير البلح، مما أدى إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة المئات.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *