ميدل إيست: هذا هو شعور المرأة الحامل تحت الحصار والقصف الإسرائيلي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

هناك نحو 50 ألف امرأة فلسطينية حامل في قطاع غزة المحاصر، لم تتمكن من الحصول على رعاية ما قبل الولادة منذ بدء الحرب على غزة، كما كتبت الصحفية أصيل موسى، في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني.

واستعرضت الكاتبة غيضا من فيض هذه الأعداد الهائلة من النساء الحوامل، وهي حالة حنين موسى -أم حامل في شهرها الثالث، وترعي بنتين عمرهما عامان و3 أعوام- حيث تفيض عيناها بالدمع وهي تتأمل واقعها الحالي، الذي بدأ على مدار الـ12 يوما الماضية، وكأنه كابوس لا تستطيع الاستيقاظ منه في ظل التهديد باجتياح بري إسرائيلي لهذا القطاع المحاصر. لكن حنين شعرت -أيضا- بالخوف من تأثير الحرب، والتوتر المصاحب له والذعر المستمر على حملها حتى الآن، مما سيؤدي إلى إجهاضها.

فقد كانت تعاني من نوبات نزيف وهي في حاجة ماسة إلى فحص طبي. ومع ذلك، فإن حملة القصف العنيفة والمتواصلة التي تشنها إسرائيل على غزة، جعلت الوصول إلى الأطباء والخدمات الطبية شبه مستحيل بالنسبة لغالبية النساء الحوامل في القطاع.

وذكرت الكاتبة أن حنين فرت من جباليا بعد أن أصبح الوضع “مرعبا” إلى حد كبير. وتروي حنين، البالغة من العمر 28 عاما، أنها لاذت بمنزل والديها في مخيم “المغازي” للاجئين في قلب قطاع غزة.

مستشفيات خارج الخدمة
وقالت، “كانت الرحلة من بيتي إلى المغازي تجربة مروعة. وكان الأطفال يصرخون خوفا، وكان الرجال والنساء في حالة ذعر، وبدا الأمر كما لو كانوا مشوشين، ولا يعرفون إلى أي وجهة يلوذون”. وأضافت، “هرمونات الحمل تؤثر بشكل كبير في الحالة العاطفية للأم، لكن الحرب المستمرة زادت معاناتي”.

جنازة أطفال في غزة استشهدوا في قصف إسرائيلي على منزل في مخيم الشاطئ (الجزيرة)

ومما زاد المعاناة أن محاولاتها للاتصال بطبيب أمراض النساء والتوليد لم تفلح، حيث انقطعت الاتصالات في غزة بعد ضرب الجيش الإسرائيلي شركات الاتصالات الرئيسة في القطاع. وقالت حنين، إن اللحظة الأكثر رعبا التي عاشتها حتى الآن خلال الحرب، كانت قصف منزل جيرانها.

وتابعت، “لقد أجبرنا على البحث عن ملاذ في منزل جيران آخر بعيدا عنا. وكانت تلك الليلة بالذات الأشد قسوة في الحرب، حيث اجتمعت أكثر من 60 امرأة وطفلا منكوبين في المنزل، الذي بالكاد تبلغ مساحته 150 مترا مربعا. وحتى هذا اليوم ما زلت لا أعرف جنس طفلي الذي لم يولد بعد، ولكني قررت تسميته “سلام”، سواء كان ابنا أو بنتا”.

ولفتت الكاتبة إلى أن ما مجموعه 33 مستشفى وعيادة، و23 سيارة إسعاف أصبحت خارج الخدمة؛ بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، وفقا لوزارتي الصحة والداخلية الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك تلقى 22 مستشفى تحذيرات إسرائيلية بالمغادرة، أو المخاطرة بالقصف.

واختتمت بما قاله عدنان راضي، طبيب في مستشفى العودة، “منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة لم أغادر مستشفى العودة. ومع الأسف، لم تتمكن سوى أقل من 10 نساء حوامل من الوصول إلى المستشفى خلال الأيام الـ12 الماضية. وفي ظل الظروف العادية، كنا نقدم الرعاية اليومية لحوالي 100 امرأة حامل”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *