من المقرر أن يضم الجيش الإسرائيلي مسيرات هندية الصنع من طراز “هيرميس 900” إلى أسطوله المتزايد من هذه الطائرات، في خطوة يقول نشطاء حقوق الإنسان ومحللو الدفاع إنها ستزيد من تورط الهند في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ويأتي تسليم هذه المسيرات في وقت تضرب فيه الغارات الجوية الإسرائيلية مدينة رفح، ويتأهب جيش الاحتلال لهجوم كبير على المنطقة الحضرية المزدحمة بالسكان.
ويقول محللو الدفاع -كما أورد مراسل موقع “ميدل إيست آي” في نيويورك- إن المسيرات كانت إحدى الدعائم الأساسية للجيش الإسرائيلي خلال عدوانه المستمر على غزة، حيث يتم استخدامها في الاستخبارات وأيضا لتنفيذ هجمات على المدنيين الفلسطينيين والمنازل.
وذكر الموقع البريطاني أن المسيرات هيرميس 900 قادرة على التحليق لأكثر من 30 ساعة، وتستخدم عادة في مجموعة متنوعة من العمليات العسكرية بما في ذلك مهام الاستطلاع والقصف الجوي، وكان أول استخدام لها في عام 2014 خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي استشهد فيها ألفَا فلسطيني وأصيب 10 آلاف.
وأصبحت هيرميس 900 المعروفة في إسرائيل باسم “هيرميس 900 كوتشاف” أو النجم، تمثل منذ ذلك الحين المعيار الذهبي في فئة المسيرات “المتوسطة المدى الطويلة التحمل”. وهي إحدى المسيرات الأربع الفتاكة أو “القاتلة” التي تستخدمها إسرائيل.
تواطؤ
وقال محلل شؤون الدفاع في الهند جيريش لينغانا لـ”ميدل إيست آي” إن “لدى هيرميس 900 تاريخ موثق من الاستخدام في المنطقة، وتستخدم إسرائيل باستمرار أصولها العسكرية المختلفة في كل من المراقبة والضربات المستهدفة داخل غزة”. وأضاف لينغانا “للأسف، من المرجح جدا أن تنشر تلك المسيرات المصنوعة من قبل شركة أداني-إلبيت في غزة”.
ولفت مراسل “ميدل إيست آي” إلى أن إسرائيل تسلمت بالفعل في الثاني من فبراير/شباط الجاري 20 مسيرة هيرميس 900 هندية الصنع من شركة “أداني-إلبيت أدفانست سيستمز إنديا”، وهي مشروع مشترك بين شركة “أداني دفينس” الهندية وشركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية.
وأردف المراسل أنه على الرغم من أن أيا من البلدين لم يعترف علنا بنقل المسيرات الهندية الصنع إلى إسرائيل، فإن مصدرا في شركة أداني أكد لموقع “ذا واير” الهندي أن المسيرات صُدِّرت في الواقع إلى إسرائيل.
وأشار إلى ما يقوله نشطاء حقوق الإنسان ومحللو الدفاع بأن صفقة المسيرات تؤكد تواطؤ الهند المتزايد في معاملة إسرائيل للفلسطينيين، وتسلط الضوء على العلاقات الاقتصادية والعسكرية المزدهرة بين البلدين.
معضلات قانونية وأخلاقية
ووصف منسق الحظر العسكري في اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل شير هيفر تقارب الهند مع إسرائيل خلال هذه الفترة بأنه “مخز” بالنظر إلى تاريخ الهند الطويل تحت الحكم الاستعماري.
وقال هيفر للموقع “تستخدم مسيرات هيرميس 900 لقصف المدنيين العزل في قطاع غزة والضفة الغربية”.
وختم الموقع بما قاله لينغانا بأن شراكة المسيرات بين الهند وإسرائيل من المحتمل أن تثير العديد من المعضلات القانونية والأخلاقية للهند، حيث ظهرت المزيد من المعلومات عن الأحداث الجارية في غزة، ومنها على سبيل المثال أنه خلال السنوات التي تلت عدوان إسرائيل على غزة في 2014، توصل مركز “المازن” لحقوق الإنسان إلى أن نحو 37% من الضحايا الفلسطينيين كانوا بواسطة مسيرات إسرائيلية.
وقال لينغانا “عندما تزود الهند إسرائيل بالمسيرات فإنها تصبح مرتبطة بشكل غير مباشر بأي عمليات تنفذها تلك المسيرات في غزة. وهذا يطمس الخط الفاصل بين المورد والشريك المحتمل، حتى لو لم يكن لدى الهند سيطرة مباشرة على طريقة استخدام المسيرات”.