“نحن اليهود الأميركيين الليبراليين نملك من القدرة والنفوذ والالتزام ما يمكننا من التحريض وممارسة الضغط وتنظيم الجهود لتكريس الليبرالية في إسرائيل، والسعي لإقامة دولة فلسطينية بنفس القدر من الحنكة والدهاء اللذين يعمل بهما ضدها خصومها اليمينيون”.
وكانت هذه فاتحة مقال للكاتبة اليهودية الأميركية، سيليست ماركوس، نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليسارية على موقعها الإلكتروني.
وشددت الكاتبة على أن ما تسميها “الديمقراطية اليهودية الحقيقية كما وعد بها إعلان تأسيس دولة إسرائيل” لا يمكنها تقويض حقوق مواطنيها، ولا يمكنها معاملة “شعب محتل” بوحشية.
التعجيل بالدولة الفلسطينية
وأكدت ماركوس أن السبيل الأخلاقي الوحيد والمستدام الذي يتيح للإسرائيليين المضي قدما هو التعجيل بإقامة دولة فلسطينية.
وشددت على ضرورة أن يحارب اليهود الأميركيون النظام “البغيض” لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمسار الخطير الذي تسلكه إسرائيل حاليا.
غير أن ماركوس ترى، مستدركة، أن الحديث عن الليبرالية والديمقراطية يبدو في غير محله حيث إن إسرائيل على شفا حرب محتملة مع حزب الله اللبناني، في وقت تخوض فيه غمار حرب محتدمة في قطاع غزة.
تعريف الصهيونية
وألقت الكاتبة باللوم على الصهاينة الليبراليين الأميركيين -وهي واحدة منهم باعترافها- لأنهم طالما سمحوا بتعريف الصهيونية على أنها دفاع أعمى عن تصرفات نتنياهو، بما في ذلك حربه في غزة التي قالت إنها أسفرت عن أعداد مذهلة من القتلى المدنيين الفلسطينيين وخطط مستحيلة لتحقيق “النصر التام”.
وزعمت أن كل يهودي أميركي “من الأكثر نفوذا سياسيا واجتماعيا إلى الأقل بينهم” لديه القدرة والمسؤولية على جعل التعاطف مع الفلسطينيين طبيعيا، ودعم حل الدولتين.
ودعت اليهود الأميركيين إلى استخدام نفوذهم لمنع نتنياهو وحلفائه “المتطرفين” من الهيمنة على “الهوية الإسرائيلية”.
واختتمت الكاتبة مقالها بأن الإدارات الأميركية المتعاقبة ظلت تؤكد على القيم المشتركة التي تربطها مع إسرائيل واليهود، إلا أن تلك القيم انحسرت وتعرضت للخيانة بشكل غير مسبوق في ظل نظام نتنياهو “البغيض”.