مفاوضات صعبة لتشكيل حكومة ائتلافية في باكستان

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

تشهد باكستان مفاوضات محمومة خلف الأبواب المغلقة لتشكيل حكومة ائتلافية بعد فشل الأحزاب المتنافسة في الانتخابات -التي أجريت قبل 4 أيام- في تحقيق فوز حاسم والفوز بأغلبية مطلقة تمكن أيا منها من تشكيل الحكومة.

وأظهرت النتائج النهائية التي أعلنت أمس الأحد فوز المستقلين بـ101 مقعد، فيما حصل حزب حزب الرابطة الإسلامية على 75 مقعدا وحزب الشعب الباكستاني على 54 مقعدا والحركة القومية المتحدة على 17 مقعدا، وحصلت 10 أحزاب صغيرة على المقاعد الـ17 المتبقية، مع بقاء مقعدين شاغرين.

ومن المقرر أن يجتمع كبار السياسيين الباكستانيين اليوم في العاصمة إسلام آباد لاستئناف المفاوضات الصعبة لتشكيل حكومة ائتلافية.

ويأتي اجتماع اليوم بعد أن قال مسؤولون من حزب الرابطة الإسلامية- جناح نواز شريف وحزب الشعب الباكستاني إن المحادثات بينهما تعطلت بسبب خلاف بشأن اختيار من سيتولى رئاسة الحكومة.

وأوضح قيادي مقرب من نواز شريف في حزب الرابطة أن “الجانبين مهتمان بتشكيل ائتلاف، لكن لا توجد انفراجة حتى الآن، فالحزبان يريدان منصب رئيس الوزراء”.

ولم يحدد حزب الرابطة مرشحه لرئاسة الوزراء، لكن مسؤولين يقولون إن الاختيار سيكون بين نواز شريف (74 عاما) الذي كان رئيسا للوزراء 3 مرات في الماضي وشقيقه الأصغر شهباز (72 عاما) الذي شغل المنصب لمدة 18 شهرا حتى أغسطس/آب العام الماضي.

أما حزب الشعب الباكستاني فإنه ملتزم بترشيح بيلاوال بوتو زرداري بوصفه نجل عائلة سياسية، وإذا نجح وزير الخارجية السابق (35 عاما) فسيصبح أصغر رئيس وزراء لباكستان منذ أن كانت والدته بينظير بوتو في المنصب.

وقال حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية جناح نواز -الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق نواز شريف- وحزب الشعب الباكستاني في بيان في وقت متأخر أمس الأحد إنهما ملتزمان “بوضع مصلحة الأمة ورفاهيتها فوق كل اعتبار وقيادة باكستان بعيدا عن عدم الاستقرار السياسي وعلى طريق الازدهار والصمود”.

ومن شأن تشكيل تحالف ناجح بينهما الحد من نفوذ المرشحين المستقلين المدعومين من حركة إنصاف بزعامة رئيس الوزراء السابق عمران خان المسجون حاليا بتهم تتعلق بالفساد.

ويقول محللون إن بعض المرشحين الذين كانوا ينتمون سابقا إلى حزب حركة الإنصاف قد ينضمون إلى أي من الحزبين، وعلى الرغم من أن أنصار خان خاضوا الانتخابات كمرشحين مستقلين بعدما قضت المحكمة بحل حزبه فإنه لا يوجد مانع قانوني يحول دون انضمامهم إلى حزب آخر.

ويرى آخرون أن بإمكان المستقلين تشكيل ائتلاف مع حزب أصغر لمنع أي مرشح لمنصب رئيس الوزراء، كما يطعن العديد من أعضاء حركة الإنصاف السابقين الذين لم يفوزوا بمقاعد على نتيجة الانتخابات أمام القضاء، مما قد يزيد تعطيل محادثات تشكيل ائتلاف.

وتوقع محللون أن تواجه باكستان حالة عدم يقين سياسي لمدة أسابيع بعد انتخابات أتت نتائجها غير حاسمة، مع عشرات الطعون المحتملة أمام المحاكم وخوض الأحزاب المتنافسة مفاوضات لتشكيل ائتلافات محتملة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *