مستقبل غزة بعد الحرب.. ماذا وراء الخلافات العلنية بين بايدن ونتنياهو؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

واشنطن- ظهرت للعلن خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل أمس الثلاثاء، إذ حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من أن إسرائيل تفقد الدعم الدولي لحملتها العسكرية ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في وقت تحدث فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا عن الخطط الأميركية لمستقبل قطاع غزة (ما بعد الحرب).

وتعكس تلك الانقسامات، التي تم احتواء معظمها حتى الآن خلف الكواليس، خلافات متزايدة بين واشنطن وتل أبيب، بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة.

وفي حديثه إلى مانحين ديمقراطيين في واشنطن صباح أمس، انتقد بايدن الحكومة الإسرائيلية المتشددة، وقال إن “نتنياهو بحاجة إلى تغيير نهجه”.

وأضاف بايدن “أعتقد أن عليه أن يتغير، وأن الحكومة الحالية في إسرائيل تجعل من الصعب عليه التحرك”، واصفا حكومة نتنياهو بأنها “الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل”.

وحذر بايدن من أن الدعم الأميركي للحملة العسكرية ضد حركة حماس يتضاءل مع استمرار القصف العنيف على قطاع غزة، وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية “لا تريد حل الدولتين”، معبرا في الوقت ذاته عن مخاوفه من فقدان واشنطن لقيادتها الأخلاقية في العالم، بسبب دعمها لإسرائيل.

دعم أميركي.. ولكن

وأشار السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، الذي سبق له العمل في قنصلية بلاده بالقدس، إلى أن بايدن يغير موقفه اعتمادا على تطورات الأحداث واتجاهها.

وفي حديث للجزيرة نت، اعتبر السفير ماك أن “التأثير المشترك لشركائنا العرب، وعدم شعبية نتنياهو المتزايدة لدى الإسرائيليين المستنيرين، وتزايد الانتقادات الداخلية الأميركية لدعمنا الذي لا داعي له مع هذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية، كلها عوامل أسهمت في التأثير في الرئيس بايدن”.

وأضاف ماك أن بايدن “سياسي متمرس، ويتعلم من أخطائه، وقد تطور موقفه ليتناسب مع الظروف المتغيرة”.

وكان الرئيس بايدن قد اتخذ موقفا داعما كليا للموقف والرواية الإسرائيلية للأحداث منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ دعم إسرائيل عسكريا وماليا ودبلوماسيا ونفسيا. وزار إسرائيل والتقى قادتها، إضافة للقائه مع عائلات الرهائن والأسرى لدى حركة حماس، وطالب بايدن بالقضاء التام على حركة حماس، مع استمرار رفضه الدعوة إلى وقف إطلاق النار.

وخلال كلمة للرئيس الأميركي في حفل استقبال بمناسبة عيد الحانوكا اليهودي في البيت الأبيض، أقر بايدن بأن إسرائيل في “موقف صعب” بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول والحرب اللاحقة في غزة، وألمح إلى الخلافات مع نتنياهو وسط القتال الحالي. مع ذلك أكد بايدن أن واشنطن ستواصل تقديم المساعدة العسكرية لإسرائيل “حتى تتخلص من حماس”.

مستقبل غزة

رجح تشارلز دان، المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية والخبير حاليا بالمعهد العربي بواشنطن، والمحاضر بجامعة جورج واشنطن، أن يزيد كلام نتنياهو عن إعادة احتلال غزة إلى أجل غير مسمى، من احتمالات المواجهة بينه وبين بايدن.

وفي حديث للجزيرة نت، اعتبر دان أن تصريحات بايدن تمثل “إحباطا متزايدا من حليف دعمه بقوة، وهو ما يعرضه لخطر سياسي كبير، وفي المقابل رفض هذا الحليف خطة واشنطن لحكم غزة بعد الحرب، وجعل دبلوماسية واشنطن أكثر صعوبة”.

بدوره، أشار نيد لازاروس المحاضر المتخصص في الشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، إلى أن موقف الإدارة الأميركية، والرئيس بايدن شخصيا في هذه الحالة، يتسق مع سياسته. وقال “صرح الرئيس عدة مرات، منذ بداية الأزمة، أن رؤية الإدارة الأميركية ليوم افتراضي بعد حماس في غزة، تتمثل في أنه لن تكون هناك إعادة احتلال إسرائيلي طويل الأمد لغزة، وأن السلطة الفلسطينية المنشطة، ستتولى في نهاية المطاف السيطرة على القطاع، وأنه عند هذه النقطة ستكون هناك مفاوضات نحو حل الدولتين”.

وفي حديث للجزيرة نت، اعتبر البروفيسور لازاروس أن “تصريحات الرئيس بايدن تعبر عن إحباطه من تصريحات نتنياهو العلنية المتكررة التي ترفض الرؤية الأميركية لمستقبل غزة، ويصر عوضا عن ذلك على أنه لا حماس ولا السلطة الفلسطينية ستحكمان غزة بعد الحرب”.

وتابع “من المرجح أن يلزم الرئيس بايدن نتنياهو على الاختيار بين الحفاظ على الدعم الأميركي الحيوي للهجوم العسكري الإسرائيلي، أو الحفاظ على حكومته الائتلافية اليمينية المتطرفة الحالية”.

وختم لازاروس حديثه بالتأكيد على أن واشنطن “تفضل العمل مع حكومة إسرائيلية أكثر اعتدالا”، وأضاف أنه “مما لا شك فيه أن الرئيس بايدن يدرك أنه وفقا لاستطلاعات الرأي العام، فهو يحظى حاليا بشعبية أكبر بكثير بين الإسرائيليين من رئيس وزرائهم”.

مستشار بايدن يحذر

وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الذي يتوجه إلى إسرائيل في وقت لاحق من هذا الأسبوع، إنه يعتزم نقل مخاوف الرئيس بايدن إلى المسؤولين الإسرائيليين بشأن الوقت الذي ستستغرقه إسرائيل لإكمال المرحلة التالية من حملتها ضد حماس.

وأضاف سوليفان، متحدثا في مجلس الرؤساء التنفيذيين في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أمس الثلاثاء “بالتأكيد سأتحدث مع رئيس الوزراء نتنياهو وحكومة الحرب وقيادات الأمن القومي حول الجداول الزمنية وحول كيفية تفكيرهم في ذلك، رافضا الخوض في تفاصيل الرسالة الأميركية”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *