محللون: إسرائيل تريد احتلالا طويلا للضفة وإنهاء كل ما أفرزه أوسلو

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

أجمع محللون وخبراء سياسيون على نية الحكومة الإسرائيلية الحالية إعادة احتلال الضفة الغربية بما يخدم مشروع الضم، معتمدة في ذلك على دعم الإدارة الأميركية الحالية، بعد فشلها في تحقيق أهدافها في قطاع غزة.

وصعّدت إسرائيل من عمليتها العسكرية شمالي الضفة الغربية المحتلة، إذ اقتحمت 3 دبابات إسرائيلية مدينة جنين، وهي المرة الأولى منذ 2002 التي يلجأ فيها جيش الاحتلال إلى استخدام دبابات في حملته العسكرية المتواصلة لليوم 34 تواليا.

وجاء قرار نشر الدبابات بعد ضغوط مارستها القيادة السياسية على الجيش -حسب صحيفة يديعوت أحرونوت- لإيصال “رسالة واضحة للفلسطينيين حول قوة الردع التي تستطيع إسرائيل فرضها في الضفة”.

ووفق الخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى، فإن التصعيد العسكري الإسرائيلي يأتي في “لحظة مواتية انتظرها اليمين الإسرائيلي للانتقام من الفلسطينيين وإنهاء اتفاق أوسلو”، مشيرا إلى أن إسرائيل تريد “احتلالا جديدا للضفة الغربية”.

وأوضح مصطفى لبرنامج “مسار الأحداث” أن هذه اللحظة تتزامن مع وجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لافتا إلى أن التخطيط لإلغاء كل ما نشأ عن اتفاق أوسلو بدأ أواخر ديسمبر/كانون الأول 2022.

وفي 13 سبتمبر/أيلول 1993، وقّع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين في حديقة البيت الأبيض بواشنطن اتفاق تشكيل “سلطة حكم ذاتي فلسطيني انتقالي”، يُعرف بـ”اتفاق أوسلو”.

وتأتي العملية في ظل انقسام داخل إسرائيل حول أهداف العملية العسكرية بالضفة -وفق مصطفى- بين من يؤيدها للحفاظ على الأمن الإسرائيلي، وبين من يؤيدها لضم الضفة كليا أو جزئيا، مرجحا اعتراف ترامب بضم الكتل الاستيطانية.

وأعرب عن قناعته بأن بديل اليمين الإسرائيلي لاحتلال الضفة هو إنشاء نظام فصل عنصري يتمثل بـ”ضم الضفة وفرض السيادة عليها مثل القدس والجولان من دون إعطاء الفلسطينيين أي حقوق سياسية، مثل التصويت داخل إسرائيل”.

ولمواجهة ذلك، قال مصطفى إن المطلوب فلسطينيا “إعادة الوحدة السياسية بين الضفة وغزة، واختيار قيادة فلسطينية جديدة تكون على قدر تحديات المرحلة”.

تمزيق “أوسلو”

بدوره، يقول الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن الاحتلال يعتبر نفسه في محاولة تصفية القضية الفلسطينية بما فيها قضية اللاجئين ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والمخيمات من أجل “ضم الضفة الغربية ومواصلة التطهير العرقي”.

واعتبر البرغوثي استخدام حكومة بنيامين نتنياهو دبابات والتلويح بمقاتلات ضد مدنيين عزل يرزحون تحت الاحتلال “إشارة واضحة إلى التحول الفاشي الجاري في إسرائيل بهدف إعادة احتلال الضفة بالكامل”.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه أصدر توجيهات إلى الجيش بالاستعداد للبقاء في مخيمات الضفة طوال العام الجاري لمنع عودة سكانها ومواصلة “تطهيرها من بؤر الإرهاب” على حد تعبيره.

وحسب البرغوثي، فإن إسرائيل مزقت اتفاق أوسلو عام 2002، ولم يتبقَ منه سوى التنسيق الأمني، مؤكدا أن “الفاشية الإسرائيلية تحاول في الضفة الانتقام من فشلها في قطاع غزة”.

ولن تنجح المحاولات الإسرائيلية في ذلك، إذ تحدث البرغوثي عن “صمود غير مسبوق في تاريخ الشعب الفلسطيني في وجه هذه الهجمة”، خاصة في ظل تدمير ممنهج للبنية التحتية لمدن الضفة ومخيماتها، وكذلك تدمير مقومات الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

“إنهاء المخيمات”

من جانبه، أعرب نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة عن قناعته بأن الهدف من العملية “إنهاء المخيمات كمخيمات بحيث تصبح ضواحي لمدن الضفة الغربية، وليس ما تقوله إسرائيل اجتثاث المقاومة في شمال الضفة”.

وأوضح خريشة أن المخيمات تمثل عنوانا للقضية الفلسطينية وحق العودة للاجئين “لذلك عملت إسرائيل على إنهاء أنشطة الأونروا، إلى جانب محاولة إلغاء كل الاتفاقات بما فيها اتفاق أوسلو، إذ تصنف المخيمات ضمن مناطق “أ” الخاضعة للسيادة الفلسطينية.

ورجح خريشة “احتلالا إسرائيليا طويل الأمد لمناطق شمال الضفة ومخيماتها”، متحدثا عن تدمير لبيوت الفلسطينيين في مخيمي طولكرم ونور شمس وإحراقها واتخاذ ما تبقى منها ثكنات عسكرية، فضلا عن توسعة شوارع المخيمات وتهجير سكانها قسرا.

وفي هذا الإطار، ذكرت القناة الـ14 الإسرائيلية أن الجيش وأجهزة الأمن يعملون على شق شوارع تشبه محور نتساريم في قطاع غزة بعرض أقل في مناطق جنين وطولكرم، وزعمت أن شق الشوارع يهدف لـ”منع المسلحين من زرع عبوات ناسفة وتوفير مسار سريع للقوات”.

واعتبر خريشة ما يحصل في الضفة “امتدادا لما حدث في غزة”، مشيرا إلى أن الهدف تهجير السكان وضم الأراضي مع توسيع هذه الخطة لمناطق أخرى، مستندا إلى تصريحات إسرائيل وأميركا بشأن رغبتهما بتغيير وجه المنطقة.

يشار إلى أن مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس باتت خالية من السكان بعد تهجير أكثر من 40 ألف فلسطيني قسرا.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *