قالت صحيفة لوموند إن إسرائيل تتخذ من وجود أي قائد لحزب الله ذريعة لهجمات دامية في جنوب لبنان، غير مبالية باستهداف قوات حفظ السلام ولا بسقوط المدنيين باعتبارهم خسائر جانبية، وهو ما يعني أن القانون الإنساني الدولي ينهار أمام أعيننا تحت هذه الضربات التي لا تعترف بأي حدود.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أنه لا أحد ينكر على إسرائيل حق الدفاع عن نفسها بعد أن أطلق عليها حزب الله صواريخه من جنوب لبنان تضامنا مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، دون أن تختار الغالبية الساحقة من سكانه ذلك، مما أدى إلى نزوح آلاف الإسرائيليين من ديارهم في شمال إسرائيل.
ورأت الصحيفة أنه من الضروري وقف إطلاق النار من أجل عودة هؤلاء النازحين إلى ديارهم، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن مليون نازح طردوا من جنوب لبنان وخيموا في ظروف مروعة في بلد على حافة الهاوية مشلول سياسيا ومنهك اقتصاديا، لا يختلفون في حقوقهم عن الإسرائيليين.
ومع ذلك، تبدو السلطات الإسرائيلية -حسب الصحيفة- أقل اهتماما بوقف إطلاق النار، ولا تكاد واشنطن تتحدث عنه، إذ تغريها فرصة الانتقام، وإعادة تشكيل المنطقة بالقوة، وذلك ما عبر عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستفزاز، عندما أعلن أنه سيحول لبنان إلى ميدان من الخراب والدماء مثل غزة إذا لم يثر اللبنانيون على حزب الله.
وخلصت الصحيفة إلى أن إسرائيل مستمرة في التصرف دون رادع وهي مستمتعة بالإفلات التام من العقاب وتواصل الاستيطان دون عوائق في الضفة الغربية المحتلة، وإدارة الحرب التي طالت قلب بيروت، والحصار الذي يخنق غزة منذ 17 عاما، مما يجب أن يثير الكثير من التساؤلات، حسب لوموند.