قال الكاتب بيوتر سوملار، في تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، إن واشنطن وأفدييفكا الأوكرانية وغزة تعتبر 3 مسارح للأزمات الدولية، والقاسم المشترك بينها أنها اختبار حقيقي لمصداقية الغرب ووحدته.
وبسبب مواجهة صعوبات توجيه مساعدات عسكرية لأوكرانيا في الكونغرس الأميركي والخسائر الفادحة التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على غزة، تسود أجواء كئيبة في الأنظمة الغربية.
وأوضح تقرير لوموند بأن المؤشرات تكشف بأن الديمقراطيات الليبرالية تمر بلحظة من الشك الوجودي والضعف، بحيث يبدو أنه لا صوت لهم فيما يتعلق بامتحان القيم، ويركزون بالمقابل على إبراز قوتهم فقط.
ووفق الكاتب، يأتي جزء من هذا الجو الكئيب من واشنطن إذ يثير احتمال وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة مجددا مخاوف كبيرة في نفوس حلفاء الولايات المتحدة.
ترامب
وفي ما يتعلق بأوكرانيا، أكثر ما يخشاه الأوروبيون هو أن يتخلى ترامب -في حال فوزه- عن دعم كييف، إذ يعتبر كثير من الجمهوريين أن “الحرب في أوكرانيا ليست شأنا أميركيا”.
وأفاد سوملار بأن إعادة توجيه الاهتمام الإستراتيجي الأميركي نحو آسيا، ينعكس في الكونغرس من خلال عرقلة حزمة المساعدات الجديدة لأوكرانيا.
وفي مجلس النواب، تعمل أقلية مؤلفة من بضع عشرات من المسؤولين المنتخبين الجمهوريين على عرقلة مبدأ التصويت على حزمة مالية تبلغ 60 مليار دولار، والتي تم التصديق عليها في مجلس الشيوخ.
وتابع الكاتب بأنه بغض النظر عما قد يحدث في الانتخابات الأميركية، يتعين على الأوروبيين أن يستعدوا للعيش من دون الولايات المتحدة إلى جانبهم.
وأضاف أن موسكو فهمت جيدا نقاط الضعف الغربية هذه والنقص الكبير في الذخيرة لدى الجيش الأوكراني، لذلك فهي تستغل هذا التردد لتحقيق مكاسب على الجبهة.
إدارة بايدن معزولة
وذكر الكاتب أنه على نحو مماثل، تقوضت مصداقية الولايات المتحدة بسبب المأساة التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون في غزة، فقد استشهد أكثر من 29 ألف شخص، ووقعت واشنطن في دعم غير مشروط للحكومة الإسرائيلية، وهو ما جعل الولايات المتحدة في عزلة دبلوماسية مريرة.
وأضاف تقرير لوموند أنه من حق الفلسطينيين أن “يتحسروا” على الاهتمام الضئيل الذي يوليه الأميركيون لمصيرهم، مقارنة بالمدنيين الأوكرانيين ضحايا الحرب الروسية.
فالفرق في لهجة وإستراتيجية عمل الولايات المتحدة في الحالتين صارخ، كما تؤكد لوموند.