لفت خوان بي فيلازميل، وهو زميل تحرير في معهد الدراسات المشتركة بين الكليات في ويلمنغتون في نورث كارولينا بالولايات المتحدة الأميركية، إلى أن استطلاعات الرأي والوسوم وقصص إنستغرام والمظاهرات الجامعية تُظهر أن جيل ما بعد الألفية، الجيل زِد الذي ينتمي إليه، أكثر ريبة بشأن إسرائيل، من الأميركيين الأكبر سنا.
وذكر أن منصة تيك توك، حيث نصف المستخدمين أقل من 30 عاما، يتصدرها وسم “الحرية لفلسطين” بـ 31 مليار مشاركة، مقارنة بـ 590 مليون مشاركة لـ “ادعموا إسرائيل”، أي أكثر من 50 ضعفا.
وألمح فيلازميل إلى أن معظم مقاطع الفيديو الصغيرة تلك صوّرها شباب لديهم القدر نفسه الذي لديه هو من المعرفة القليلة بالصراع. ومع ذلك فإن ما يفتقرون إليه من معلومات، يبحثون عنه ويتعلمونه بشغف.
ويرى الكاتب أن الوقت قد حان ليبدأ الأميركيون الأكبر سنا، الذين قد لا يزالون ينظرون إلى تيك توك أنه التطبيق الذي يشارك فيه الشباب رقصات سخيفة، في رؤيته مصدرا إعلاميا يشكّل وجهة نظر أطفالهم للعالم. وهذا ما يدركه بعض السياسيين بالفعل، ومن هنا جاءت الدعوات لحظره بالكامل.
وأكد أن أي تطبيق يقنع الشباب الأميركيين بأنهم أصبحوا فجأة خبراء في تاريخ وسياسة الشرق الأوسط، يستحق أن يؤخذ على محمل الجد، بغض الطرف عن موقف بعض الناس منه.
وتابع أنه في أعقاب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الفائت على إسرائيل، أظهرت آخر “ترندات” تيك توك شيئا كان يختمر منذ سنوات، ألا وهو “الطبيعة الإمبريالية للفكر اليساري الأميركي المتطرف”.
ومن عجيب المفارقات أن وجهات النظر الأميركية الفريدة، التي كثيرا ما تُتبنى باسم مناهضة الإمبريالية، أصبحت هي ذاتها إمبريالية، وتشق طريقها إلى شؤون لا تخصها بكل سهولة.
وخلص الكاتب إلى أن الصراع بين إسرائيل وفلسطين طويل ومعقّد. وبقدر ما يقول بعض المتابعين، إن الانحياز واجب، فإن القيام بذلك دون تعقل أمر خاطئ، حسب رأيه.
وأشار إلى أن عبارة “لا أعرف” ليست عبارة كراهية، مهما قال الناشطون، ولكن ما هو مكروه هو افتراض أن مجموعة واحدة هي الشريرة بطبيعتها، ومن المؤسف أنه عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وفلسطين، فإن هذا هو بالضبط ما يدفع لكثير من الجدل.