في اليوم الذي هاجمت فيه حماس إسرائيل، اتصل أخصائي الكلى الدكتور همام اللوح بالدكتور طارق لوباني، وهو طبيب مقيم في كندا ومدير طبي لمشروع جليا، وهي مجموعة تصنع الأجهزة الطبية لمناطق الصراع.
وكان اللوح (36 عامًا) يبحث عن المساعدة في شراء معدات لآلات غسل الكلى. وكان يعالج مرضى الكلى في غزة منذ عام 2020. وقال اللوباني إنهما عندما تحدثا، استذكر اللوح حربًا سابقة عام 2014، وتذكر أن المرضى ماتوا لأن المستشفيات لم تتمكن من الحصول على معدات مثل أجهزة غسل الكلى والأنابيب والإبر والخراطيش والأكياس.
وقال اللوباني لرويترز إن اللوح سأل عن المعدات التي يمكن تصنيعها في غزة باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد. ولسوء الحظ، كان الجواب أنه لا يوجد الكثير في مجال غسل الكلى.
وقال الأطباء إنه عام 2007، عندما بدأ الحصار الإسرائيلي، لم يكن لدى غزة خبراء معتمدون في أمراض الكلى.
وبحلول أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان لديها ثلاثة، من ضمنهم اللوح. وكان هناك 1061 مريضا يتلقون علاج غسل الكلى في 6 مستشفيات، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وقال متحدث باسم المنظمة لرويترز إنه منذ بدء الحرب، منحت إسرائيل الإذن لـ153 من مرضى الكلى في غزة بمواصلة العلاج في الخارج، وجميعهم لم يتمكن من المغادرة.
وقال المتحدث باسم الصحة العالمية إنه مع تدمير أو إتلاف الكثير من معدات غسل الكلى أثناء القتال، كان 760 مريضاً يتلقون العلاج في منشأتين حتى 25 أبريل/نيسان. وأضاف أنهم يتلقون هناك رعاية جزئية فقط، مما يجعلهم عرضة للأمراض وزاد سوء حالتهم. أما الباقون فلم يبلغوا عن حاجتهم لغسل الكلى. وقال إنه من المحتمل أن يكونوا قد ماتوا.
وقبل أقل من شهر من هجوم حماس، حضر اللوح اجتماعا لقادة برنامج لأطباء غزة لتلقي تدريب متخصص بأمراض الكلى في غزة بدلا من الخارج.
وقال 3 أطباء مطلعين على الخطط لرويترز إن الهدف على المدى الطويل هو إنشاء برنامج لزراعة الكلى. علما بأن عمليات زرع الأعضاء هي التي كانت مفضلة لأن الحصار جعل إمدادات غسل الكلى غير موثوقة.
ويتذكر لوباني أن اللوح كان “يفكر بشكل كبير حقًا” من أجّل الارتقاء بأمراض الكلى إلى مستويات عالمية.
لكن بعد 5 أسابيع من اتصال طبيب الكلى باللوباني، استشهد اللوح في غارة جوية على منزل أهل زوجته بالقرب من مستشفى الشفاء، حسبما قال أقاربه وزملاؤه. وغادر أخصائي آخر بالكلى غزة في يناير/كانون الثاني. والآن، هناك واحد فقط.