أثار الصحفي الأميركي تاكر كارلسون تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل بعدما نشر مقطع فيديو أعلن فيه نيته إجراء مقابلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد حصد المقطع 100 مليون مشاهدة.
وكارلسون صحفي محافظ ومثير للجدل، له شعبية واسعة في الولايات المتحدة، وقد غادر قبل أشهر قليلة قناة “فوكس نيوز”، ليطلق برنامجه الخاص على موقعه الإلكتروني وعلى منصة “إكس”.
وقال كارلسون إنه يسعى إلى إجراء مقابلة مع بوتين لأن وظيفة الصحافة هي “إعلام الناس”، مضيفا “بعد مرور عامين على الحرب التي تعيد تشكيل العالم بأسره معظم الأميركيين لا يعلمون شيئا، نحن لسنا هنا لأننا نحب فلاديمير بوتين، نحن هنا لأننا نحب الولايات المتحدة، نريدها أن تظل مزدهرة وحرة”.
وأوضح أيضا أنه طلب مقابلة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، معربا عن أمله في أن يحصل على موافقة.
لكنه قال إن المقابلات التي أجريت مع الرئيس الأوكراني في الإعلام الأميركي تعمدت تضخيم مطلب كييف بتدخل الولايات المتحدة الأميركية في الحرب بشكل أعمق وأن تدفع ثمنها.
ليست صحافة
وأضاف “هذه ليست صحافة، إنها دعاية حكومية، السياسيون ووسائل الإعلام يقومون بذلك، ولم يكلف أي صحفي غربي نفسه عناء إجراء مقابلة مع رئيس الدولة الأخرى المتورطة في هذا الصراع”.
ولاحقا، أعلن كارلسون أن المقابلة التلفزيونية التي أجراها مع بوتين ستبث على موقعه الإلكتروني مساء اليوم الخميس.
ولم يعجب سلوك كارلسون نجوم الإعلام الغربي مثل المذيعة البريطانية كريستيان أمانبور التي ردت عليه بالقول “هل يعتقد تاكر حقا أننا كصحفيين لم نحاول إجراء مقابلة مع الرئيس بوتين كل يوم منذ غزوه الشامل لأوكرانيا؟ إنه أمر سخيف، سنستمر في طلب إجراء مقابلة، تماما كما فعلنا منذ سنوات حتى الآن”.
ولم يكتف كارلسون بانتقاد الإعلام، لكنه اتهم البيت الأبيض بإعاقة هذه المقابلة مع بوتين، قائلا “منذ نحو 3 سنوات تجسست إدارة بايدن بشكل غير قانوني على رسائلنا النصية ثم سربت محتوياتها إلى خدمها في وسائل الإعلام”.
وأضاف “لقد فعلوا ذلك من أجل إيقاف مقابلة بوتين التي كنا نخطط لها، نحن على يقين من أنهم فعلوا الشيء نفسه مرة أخرى الشهر الماضي، لكن هذه المرة أتينا إلى موسكو على أي حال”.
بدوره، نفى البيت الأبيض بالطبع هذا الادعاء، ووصف الاتهامات بالسخيفة والمثيرة للسخرية.
تفاعل واسع
وتفاعل رواد مواقع التواصل مع هذا الجدل، إذ قال كيفن “لقد ماتت الصحافة تماما، وكم من المحزن أنه ليس لدينا سوى عدد قليل من الصحفيين الشجعان الذين لن يقبلوا تلقي الأوامر”.
أما تيموثي فقال “تاكر كارلسون يعتقد بهذه المقابلة أنه سيقول الحقيقة للعالم؟ بل سيوصل أكاذيب بوتين فقط، لماذا يبرر الحرب؟”، فيما علق شانون بالقول “عندما تريد أن ترى صحفيا حقيقيا ابحث عن تاكر كارلسون”.
وأضاف أنه “يدخل في صلب الموضوع مباشرة، لا يقوم بتجميل أي شيء، هو يقول الحقيقة، وهذا يخيف اليسار وهذه الإدارة”.
لكن سايمون يختلف ويقول إن “الشجاعة ليست أن تبرر لمجرم حرب أفعاله أو أن تمجده عبر إعطائه مساحة للكلام، الشجاعة أن تقف مع ضحايا الحرب الروسية على أوكرانيا أيها الصحفي”.
وحتى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي شاطر سايمون الرأي بقوله إن ما فعله بوتين في أوكرانيا يجب أن يكون واضحا للجميع، وكذلك الأسباب الوهمية والسخيفة التي يحاول من خلالها تبرير أفعاله.
وقال كيربي “هذه المقابلة الجديدة مع بوتين لم تكن ضرورية لكي يدرك الشعب الأميركي وحشية الرئيس الروسي”.
في المقابل، دافع المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عن مقابلة بوتين مع كارلسون وقال “وجهة نظره تختلف عن الآخرين”.
وختم بالقول “إنها ليست مؤيدة لروسيا بأي حال من الأحوال، وليست مؤيدة لأوكرانيا، إنها مؤيدة لأميركا، لكنها على الأقل تختلف جذريا عن موقف وسائل الإعلام الأنغلوساكسونية التقليدية”.