نشرت صحيفة “يني أكيت” التركية تقريرا للكاتب أحمد أفارول قال فيه إن الإدارة الأميركية تسعى لخداع الرأي العام العالمي بخصوص الحرب على غزة واجتياح رفح.
وتصرح واشنطن بأن إسرائيل لم تتجاوز الخط الأحمر بعد، لكن في الوقت نفسه تُظهر أنها تتبنى موقفا ضد اجتياح رفح من خلال تعليق شحنات بعض الأسلحة والقنابل بهدف إظهار “موقفها المعارض” لهذه العملية.
وأوضح أفارول أن الأشخاص الذين يتحدثون نيابة عن إدارة بايدن قد يرون الخبراء الذين يتابعون التطورات مجرد “أغبياء”، مبرزا أن بايدن نفسه “ربما لا يدرك أن الأشخاص الذين يقومون بتوجيهه هم الأغبياء حقا”، على حد تعبيره.
ووفق الكاتب، فإن إعلان المسؤولين الأميركيين إيقاف شحنة أسلحة إلى إسرائيل تضم قنابل تزن ما يقارب طنا، يعد اعترافا بأن هذه القنابل التي استخدمت في المجازر الرهيبة التي نفذها الاحتلال في قطاع غزة، مصدرها الولايات المتحدة.
شريكة في الإبادة
وتابع بأن تزويد إسرائيل بمثل هذه القنابل يعني أن الولايات المتحدة ليست فقط شريكة في تأمين المعدات العسكرية اللازمة لتنفيذ هذه المجازر، بل أيضا موافقة على تنفيذها، مما يظهر أن “سياسة الولايات المتحدة تجاه غزة تجعلها شريكا في هذه الحرب الوحشية والإبادة الجماعية”، على حد قوله.
وزاد أفارول أن تعليق هذه الشحنة من الأسلحة لا يعني أن الولايات المتحدة تعارض عمليات الاحتلال في رفح، لأنها قد قدمت بالفعل الكمية المطلوبة من القنابل، وفقا لتقديرات الخبراء.
يضاف إلى ذلك -يوضح الكاتب- قد يكون هناك احتمال تغير تكتيكي في هجمات الاحتلال على رفح، مما يعني أن الاحتلال قد يحتاج إلى تجهيزات مختلفة، ويُفترض أن الولايات المتحدة ستستمر في إرسال مثل هذه المواد في المستقبل.
ولفت الكاتب إلى أن حاجة إدارة الولايات المتحدة للإعلان عن تعليق شحن بعض الأسلحة والقنابل إلى الاحتلال الإسرائيلي حاليا تنبع من احتمال استمرار الاحتجاجات الغاضبة، خاصة في الجامعات، واحتمال اتساع نطاق ردود الفعل أكثر بسبب الهجمات الإسرائيلية على رفح.
تكتيك
وبيّن الكاتب أنه من الواضح أنه لم يكن لدى إسرائيل أي فرصة لبدء عملية برية في رفح من دون موافقة الولايات المتحدة.
وتابع أن ادعاء الإدارة الأميركية الحالية بأن جيش الاحتلال لم يتجاوز الخطوط الحمراء بعد، وإصدار بيانات تؤكد استمرار دعمها له، يظهر بوضوح موافقتها على الهجوم على رفح.
وكشف الكاتب أن كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل تتبعان تكتيكا يهدف إلى إيهام الرأي العام العالمي بأن الهجوم يستهدف فقط المنطقة الشرقية من رفح، لكن في نفس الوقت تُنفذ هجمات جوية وبحرية من الغرب بالتزامن مع الهجمات البرية من الشرق للضغط على السكان المحاصرين في رفح لتجميعهم في منطقة أضيق.
وتابع أن الهدف من السيطرة على معبر رفح الحدودي هو ضمان نجاح سياسة تجويع مئات الآلاف من السكان، والضغط على المقاومة لقبول مطالب الاحتلال من دون قيد أو شرط.