أكدت كاتبة إسرائيلية في مقال لها بصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الجمهور الإسرائيلي تفاجأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول عسكريا، واكتشف في اليوم التالي أن حكومته غير فعالة، ثم ظهر أمامه الفشل الكبير الثالث والمرتبط بالعلاقات العامة الإسرائيلية.
وقالت إفرات رايتن إنه من الواضح أن البلاد ستواجه صعوبة في البقاء على قيد الحياة “في ظل حكومة اليمين المتطرف”.
وتابعت أن ما بدأ مخيما احتجاجيا للطلاب المؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا -حيث اعتقلت شرطة نيويورك العشرات منهم- امتد لاحقا إلى الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة ودول أخرى.
وزادت أن الولايات المتحدة أثبتت دعمها القوي لإسرائيل هذا الأسبوع عندما وافق مجلس الشيوخ على حزمة مساعدات بأغلبية كبيرة، لكن الصور القادمة من جامعات البلاد، وملامح تغير التوجهات -وإن على المدى الطويل- في الإدارة الأميركية ووسائل الإعلام والمجتمع ككل تعرّض هذا الدعم للخطر.
خسران الجامعات
وأوضحت الكاتبة أن إسرائيل خسرت الجامعات، مبينة أن هذه التحولات حدثت في إطار صراع اجتماعي سياسي استمر لسنوات عديدة في المجتمع الأميركي، وهو صراع متجذر إلى حد كبير في المفاهيم والثقافة التقدمية التي اجتاحت الشباب.
وقالت إن السردية الجديدة تربط بين الصهيونية والقمع والإمبريالية لدرجة إنكار حق إسرائيل في الوجود.
وأضافت أن مسلسل الفشل الإسرائيلي أنتج وضعا صعبا على إسرائيل يتمثل في الدعوة إلى تدميرها، وأنه يمكن ملاحظة التراجع في دعم إسرائيل في استطلاعات الرأي التي أجريت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول بين الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة.
فقد عبر نصفهم عن دعمهم للفلسطينيين، ومعظمهم يعترضون على سياسة الرئيس جو بايدن تجاه إسرائيل، وقالت الكاتبة إن هؤلاء هم نفس الشباب الذين يلوّحون الآن في جامعات البلاد بلافتات “من النهر إلى البحر” ويدعون إلى الانتفاضة.
وقالت الكاتبة إنه يمكن رؤية هؤلاء الشباب في المستقبل بمجلس الشيوخ والمحاكم والقيادة الاقتصادية وحتى البيت الأبيض.
خطر إستراتيجي
وذكرت رايتن أن من شأن تقويض الدعم الأميركي واحتمالات تباطؤ تدفق المساعدات أن يشكل خطرا على إسرائيل، حيث أظهرت الأشهر القليلة الماضية “مدى اعتمادنا على الدعم الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري الأميركي”.
وشددت على ضرورة تحرك الحكومة وجهاز الأمن على الفور لتصحيح الوضع، وتوجيه الموارد إلى توظيف أفضل الخبراء لتحسين العلاقات الخارجية لإسرائيل، خاصة مع الولايات المتحدة.
وقالت إن على نتنياهو أن يعمل على الفور مع المشرعين الأميركيين لتعزيز التشريعات المناسبة، وإقامة علاقات مع الجهات المانحة، وإطلاق خطة بالتعاون مع الإدارة الأميركية، والقتال بشكل خلاق على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز المنظمات والمجتمعات اليهودية الأميركية وأصدقاء إسرائيل.
وبحسب رايتن، فإن العالم يريد إسرائيل قوية عسكريا، لكن قوية ديمقراطيا كذلك، ولا تعمل مع اليمينيين المتطرفين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وأضافت أنه إذا لم تتغير القيادة في إسرائيل فقد تكون إدارة بايدن آخر إدارة ديمقراطية تدعم إسرائيل.