كابوس رفح.. لوتان: الخط الأحمر المتذبذب لجو بايدن

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

قالت صحيفة لوتان إن إسرائيل كان يفترض أن ترد بشكل حاسم على هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولكنها بعد 7 أشهر من الحرب لا تزال متعثرة في ذلك، وها هي تخلف كابوسا برفح، في حين أن الرئيس الأميركي جو بايدن ما زال مكتفيا بالطلقات التحذيرية.

هذا ما يمكن أن يلخص ما جاء في تقريرين بهذه الصحيفة السويسرية، التي استغربت قيام الجيش الإسرائيلي بالهجوم على رفح رغم قبول حماس أول أمس الاثنين بهدنة مقابل إطلاق سراح المحتجزين في غزة.

وفي أحد تقريريها، ذهبت الصحيفة إلى أن إسرائيل لو كانت راغبة حقا في محاربة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتحرير المحتجزين وتهدئة المنطقة، لقامت بأمرين من الناحية المنطقية، أولهما استهداف زعماء حماس فقط، ثم تقديم ضمان لكل الفلسطينيين بأن أحوالهم سوف تتحسن إذا اختفت حماس.

وكان ينبغي أن يحدث ذلك -كما تقول الصحيفة- من خلال الاستجابة الواسعة للاحتياجات الإنسانية للسكان، وإطلاق مبادرات سياسية تحدد بشكل ثابت “اليوم التالي” وهو ما قالت الصحيفة إن الفلسطينيين لم يكونوا ليعارضوه، ولكن إسرائيل فعلت العكس تماما طيلة 7 أشهر، وفقا للوتان.

ولا شك أن الدبابات التي دمَّرت في الساعات الأخيرة آخر علامة للحياة والأمل عند معبر رفح على الحدود المصرية، وهي تلوح بأعلام إسرائيلية ضخمة بالقرب من السكان الذين يتضورون جوعا، تمثل أحدث تطبيق لهذه النية المعلنة من إسرائيل في استئصال “الإرهاب” وتحقيق “النصر الكامل” في غزة.

هل بايدن مستعد لإسماع صوته؟

غير أن العمليات الإسرائيلية لها عواقب تتجاوز قطاع غزة المدمر، إذ إنها تدرج الأمم المتحدة والحرم الجامعي بالولايات المتحدة في معسكر “معاداة السامية” وحتى واشنطن التي صرفت للتو 14 مليار دولار لتزويد إسرائيل بالقنابل، بعيدة كل البعد عن الهدف في نظر الإسرائيليين.

ويبدو أن منطق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل عازمة على “الدفاع عن نفسها” حتى لو كان عليها “البقاء بمفردها” وأنها على حق ضد الجميع، ولكن المفارقة أنه وغيره من المسؤولين الإسرائيليين لا يتوقفون أبدا عن السعي للحصول على موافقة الغرب التي لا تتزعزع.

وخلصت الصحيفة -في تقريرها الأول- إلى أن أمام أصدقاء الإسرائيليين والفلسطينيين خيارين متاحين اليوم، إما أن يعملوا على إدارة التداعيات المتتالية للسياسة الإسرائيلية التي يعتبرونها في أعماقهم كارثية، أو سيتعين عليهم، قبل أن تنتهي رفح وغزة من الاحتراق، أن يتحركوا بكل قوتهم، لوضع حد لهذا الكابوس.

وذهبت الصحيفة -في مقالها الثاني- إلى أن بايدن، الذي يعارض مهاجمة رفح، على خلاف مع جزء متزايد من ناخبيه بسبب دعمه الثابت لإسرائيل، وقد ظل يعتقد أن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا قبل أن يفاجئه الجيش الإسرائيلي بقصف رفح، لتتساءل: هل هو مستعد لإسماع صوته لنتنياهو؟

وأشارت الصحيفة إلى الوثيقة التي وافقت عليها حماس، وقالت إن إسرائيل قابلتها بمزيد من الضغط العسكري، ومع ذلك وافقت على إرسال وفد إلى القاهرة لمحاولة التوصل إلى اتفاق أكثر إيجابية.

ورغم الأحداث المتسارعة -كما تقول الصحيفة- لا تزال واشنطن تعتقد أن العملية الإسرائيلية في رفح محدودة، ووفقا لنص مقتضب أصدره البيت الأبيض، أكد بايدن مجددا لنتنياهو معارضته لغزو رفح خلال مكالمة هاتفية صباح الاثنين، وقالت الخارجية الأميركية إنها لم تر أي خطة ذات مصداقية لحماية وإجلاء المدنيين، وقد حذر ملك الأردن عبد الله الثاني في البيت الأبيض من وقوع “مذبحة” و”كارثة جديدة” في غزة.

طلقات تحذيرية

وتساءلت الصحيفة إلى أي مدى يرغب بايدن في الذهاب لكبح جماح حليفه الإسرائيلي؟ مشيرة إلى أنه لم يتجاوز الطلقات التحذيرية، لكن وسائل إعلام أميركية ذكرت أن إدارة بايدن علقت سرّا تسليم الذخائر، كما أن الخارجية سوف تصدر تقريرا هذا الأسبوع حول المساعدات العسكرية لإسرائيل لفحص ما إذا كانت الأسلحة الأميركية تنتهك القانون الدولي.

غير أن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين ذوي النفوذ، على العكس من الإدارة، دعوا الحكومة إلى معارضة الملاحقات القضائية المحتملة للقادة الإسرائيليين من قبل المحكمة الجنائية الدولية التي ليست واشنطن جزءا منها.

وعلى الصعيد الداخلي، يحتاج الرئيس الذي يخوض الحملة الانتخابية إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين أكثر من أي وقت مضى -حسب الصحيفة- في وقت تشهد فيه الجامعات الأميركية حالة من الاضطراب، ويشعر جزء من الشباب، الذين دعموا هزيمة الرئيس السابق دونالد ترامب، بالغضب من المذبحة في غزة.

وختمت لوتان بأن الجامعات ربما تكون مؤيدة للفلسطينيين بصوت عالٍ، ولكن الرأي الأميركي يؤيد إسرائيل بنسبة 80%، بحسب استطلاع حديث أجراه معهد هاريس وجامعة هارفارد، مع الإشارة إلى انخفاض هذا التأييد بين الشباب.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *