قادة في المقاومة بغزة يتحدثون عن مناورة “الركن الشديد”

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

غزة – وسط تكبيرات عناصر المقاومة ورشقات صاروخية تجريبية تجاه البحر صباح اليوم الثلاثاء، أُعلن البدء بالمناورة العسكرية “الركن الشديد”، التي أجرتها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية للعام الرابع على التوالي، تزامنا مع ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.

وأفاد قائد العلاقات العسكرية في كتائب القسام أيمن نوفل بأن المناورة “تؤكد جاهزية الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية وتوحدها في وجه أي تهديدات للاحتلال، ومضيها في طريق الإعداد والاستعداد لأي مواجهة دفاعًا عن المقدسات والأرض، وتصديا للعدوان على شعبنا في كل مكان”.

وعن دلالة التوقيت، أوضح نوفل للجزيرة نت أن الغرفة المشتركة تجري المناورات هذا العام تزامنا مع ذكرى انسحاب آخر جندي إسرائيلي من قطاع غزة قبل 18 عاما، “كرسالة بأن طريق المقاومة هو السبيل الوحيد لطرد الاحتلال ودحره وإفشال كل مخططاته”.

وأضاف أنها تتزامن مع الذكرى الـ30 لتوقيع اتفاقية أوسلو “التي ضيعت الحقوق وحاولت وأد المقاومة وتمزيق الشعب الفلسطيني وإشغاله بمسيرة عبثية، فإذا بهذه المناورات اليوم -وعلى أرض حررتها المقاومة بالقوة والسلاح- تقول إن المقاومة متجذرة وقوية، والشعب موحد خلفها، وباتت هي الخيار، فأوسلو تجاوزها الزمن ولفظها الشعب”.

وأكد نوفل أن “الضفة الغربية حاضرة بقوة في مناورات الركن الشديد معنويا وعمليا، وقيادة المقاومة تقول للعدو -من خلالها- نحن نراقب كل ما يجري على أرضنا ومقدساتنا وأيادينا على الزناد، وغزة بمقاومتها القوية والموحدة ستكون كابوس الاحتلال الدائم”.

وكانت الغرفة المشتركة قد أعلنت، في بيان لها، الأحد الماضي عن إجراء قيادة الغرفة المشتركة جولة استطلاعية وتفقدية لمواقع المقاومة ونقاط الرصد في مناطق التماس الحدودية، معلنة انطلاق مناورات “الركن الشديد 4”.

رسالة

بدوره، قال قائد المناورة “أبو بلال” إنها “رسالة للتأكيد على إستراتيجية وحدة الساحات، وهي رسائل بالنار للاحتلال في ظل تهديداته الأخيرة”.

وأوضح للجزيرة نت أن “المناورات تضمنت مهام تعرّضية تُحاكي مهام مستقبلية وُضعت خططها والتدريب على تنفيذها من قبل مقاتلينا، والعمل على تعزيز دور كافة الأسلحة والصنوف عبر غرفة قيادة وسيطرة تدير مجريات العمليات القتالية على الأرض، لدعم المناورة البرية والبحرية، لترسم ملامح المعركة القادمة من كل الساحات والجبهات”.

وأضاف “حاكت المناورة مهاجمة 3 مواقع عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية، وهي موقع شاكيد التابع لكتيبة حرمش المناطقية الإسرائيلية غرب مدينة جنين، وموقع حورش يارون التابع لكتيبة تلمونيم غرب رام الله، وموقع ترقوميا في لواء يهودا غرب الخليل”.

وبين أبو بلال أن هذه المواقع تقع في نطاق صلاحيات فرقة الضفة 877 في المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي. وتابع “كما حاكت وحدة مشاة بحرية خاصة من المقاومة -وبإسناد من محور المقاومة- إغارة على قاعدة “عتليت” البحرية الإسرائيلية عبر الوسائط السطحية والمقدرات تحت السطحية، وعبر إسناد مدفعي وصاروخي مُكثف”.

المناورة العسكرية “الركن الشديد” أجرتها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية للعام الرابع على التوالي (الجزيرة)

ولدت ميتة

من جانبه، أكد ممثل سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، في الغرفة المشتركة أبو عبد الله أن مناورة “الركن الشديد 4” تأتي استكمالا للمناورات السابقة، بهدف صقل المهارات القتالية للمقاتلين، واستمرار محاكاة المواجهة وفق خطط وسيناريوهات متقدمة، إضافة إلى تعزيز العمل العسكري والتنسيق بما يحقق الوحدة في مواجهة العدو.

وقال للجزيرة نت إن مشروع المقاومة أحرز تقدما وإنجازات على الأرض، “فغزة اليوم حرة بفعل زناد المقاومة وما زالت تتقدم في كل الساحات وتسجل إنجازات مستمرة، في حين أن اتفاقات الإذعان كأوسلو لم تجلب سوى المزيد من العدوان والتنازلات لصالح المشروع الصهيوني”.

وأكد أن “اتفاقية أوسلو ولدت ميتة، ولم تكن إلا حبرا على ورق في مفهومنا نحن المقاومة، وترجمنا منذ 30 عاما رفضنا لها بالدم والبارود عبر سلسلة عمليات في كل فلسطين، من بينها مجموعة عمليات نوعية في غزة أدت إلى اندحار الاحتلال تحت ضربات المقاومة”.

ميدان مؤثر

وبشأن الوضع “الملتهب” في الضفة، قال أبو عبد الله إن “الضفة كانت وما زالت ميدانا مهما ومؤثرا ضمن ساحات القتال والمواجهة، وتنامي عمليات المقاومة فيها اليوم هو رد واضح على عدونا الذي يستبيح أرضنا ومقدساتنا ويمارس الإعدامات الميدانية في كل يوم”.

من جهته، أفاد “أبو المجد” عضو المجلس العسكري لكتائب المقاومة الوطنية، الذراع العسكرية للجبهة الديمقراطية، أن هذه المناورة “تأتي في ظروف أمنية حساسة”.

وأكد أن قيادة الغرفة المشتركة أصرت على إجرائها، “في رسالة واضحة للعدو -الذي يطلق تهديداته بعد تصاعد العمل المقاوم في الضفة- بأن المقاومة لن تتهاون مع هذه التهديدات مهما كلفها من ثمن”.

وقال أبو عبد الله للجزيرة نت إن “رسالتنا هي أن المقاومة بأدواتها القتالية البسيطة قبل عام 2005 أخرجت الاحتلال من قطاع غزة، واليوم أحدثت المقاومة نقلة نوعية في قوتها وهي جاهزة للقتال في أي مكان وزمان، وأصبحت تردع العدو وتفرض المعادلات”.

وأكد “كل الخيارات الأخرى بما فيها أوسلو والتزاماتها، وخيار العقبة-شرم الشيخ وتفاهماته، أثبتت فشلها الذريع، والخيار الوحيد الذي يربك حسابات العدو ويهز أركانه هو المقاومة”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *