قائد إسرائيلي سابق: نحتاج إستراتيجية ضد إيران وتفكيك حكم حماس المدني

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

دعا قائد سابق في قسم التخطيط بالجيش الإسرائيلي إلى اعتماد إستراتيجية جديدة للجيش، بعد 8 أشهر من الحرب على غزة والنهاية المرتقبة للقتال في رفح جنوب قطاع غزة.

وشدد المقدم عميت يجور النائب السابق لرئيس الساحة الفلسطينية في قسم التخطيط بالجيش الإسرائيلي، في مقال له في صحيفة معاريف أمس الاثنين، على أن المرحلة المقبلة تستوجب زيادة التركيز على إيران، وتفكيك ما وصفها بحكومة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.

وقال إن “النهاية القريبة للجهود في رفح تتطلب إستراتيجية جديدة، فمن الآن فصاعدا لا بد أن يكون التركيز على إيران التي تستغل الحملة في غزة على نحو جيد لتلبية احتياجاتها الخاصة، وعلى تفكيك حكومة حماس المدنية في غزة”.

الإدارة المدنية وإعادة إعمار غزة من أهم قضايا نقاش ما يعرف بخطة “اليوم التالي” (الفرنسية)

إنجازات وأثمان

وتحدث يجور عما يرى أنها إنجازات حققها الجيش الإسرائيلي، وذكر من أهمها “تفكيك قدرة حماس على القتال كنظام عسكري وتنظيمي واحد، وصناعة الأسلحة والذخيرة في القطاع”، إلى جانب الأضرار الجسيمة التي لحقت بما سماها “غزة السفلى” التي لا يزال مسلحو حماس فيها، فوق الأرض وتحتها.

كما تحدث عن “إنجاز على المستوى الإستراتيجي، وهو الاستيلاء على محور فيلادلفيا وقطع خط الأكسجين بين غزة ومصر”، مشيرا إلى الثمن الكبير الذي دفعته إسرائيل لذلك، من تفكيك مخزونات الجيش الإسرائيلي من الأسلحة والذخائر، والخسارة في الأرواح، واستمرار نظام حكم حماس المدني، وتراجع الشرعية الدولية، وتضعضع علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة.

أما عن الإنجازات ضد حزب الله الذي وصفه بأنه الفرع الرئيسي لإيران، فقال إنها تمثلت في “تدمير البنية التحتية العسكرية وقتل كبار عناصره”، لكنه أشار بالمقابل إلى الثمن الباهظ الذي دفعته إسرائيل على صعيد مدنييها.

وأوضح أن إيران استغلت الانشغال الدولي بالحرب، واستخدمته أداة لصرف الانتباه عنها، فزادت في الأشهر الأخيرة بشكل كبير جهودها لتخصيب اليورانيوم، لتصبح مصدرا لليورانيوم وتسارع الخطى نحو السلاح النووي.

خطة مارشال إسرائيلية لغزة

ويرى الضابط الكبير السابق في المخابرات البحرية أنه من أجل التفرغ لإيران، فإن على الجيش الإسرائيلي أن ينتقل من مرحلة الحرب إلى حملة طويلة الأجل، تتطلب “دراسة الإنجازات الإستراتيجية التي لم تتحقق حتى الآن في قطاع غزة، والتي ستحول حماس إلى حزب زائل، والانتقال إلى نمط مختلف عن الحرب، باتجاه عمليات محدودة، يصاحبها بيان عام بشأن نهاية الحرب”.

ولذلك فهو يدعو في المجال المدني إلى ما سماه “خطة مارشال إسرائيلية” لإعادة إعمار قطاع غزة بتمويل دولي وعربي، لأنه يرى أن “النظام المدني في غزة هو آخر مركز ثقل لحماس، ويجب التعامل معه في أسرع وقت ممكن لتحقيق الإنجاز الكبير الذي يمكن من بعده إنهاء القتال”.

ويضيف “وبهذا المعنى، لم يعد هناك المزيد من الوقت لنضيعه، لأن ذلك يكلفنا أرواحًا بشرية، وإذا لم يكن هناك بديل آخر، فيجب على الجيش أن يأخذ هذه المهمة على عاتقه مؤقتا، وبتشكيل مدني بالكامل”، لأنه لا نية لاستمرار الاحتلال والحكم العسكري، بحسب زعمه.

ولإنجاح هذه الخطة، يدعو يجور إلى النظر في جلب شركات مدنية دولية مدفوعة الأجر، أو ما يمكن وصفهم بالمرتزقة المدنيين، لتوزيع المساعدات على سكان القطاع. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فسيتم توزيعها من قبل الجيش الإسرائيلي، وهو يرى أن “هذه الخطوة من شأنها أن تخلق اتصالا مع سكان غزة لأول مرة، ويدفع حماس إلى عملية تدريجية تقطع صلتها بالسكان”.

بل إن الضابط الإسرائيلي الكبير السابق دعا إلى “إدارة روتين الحياة اليومية من خلال البلديات، وجلب مهنيين مدنيين دوليين وعرب مقابل أجور، أو جعل مهنيين من إسرائيل يساعدون المهنيين الغزيين في إدارة الحياة اليومية”.

كما دعا إلى مبادرة إسرائيلية لما سماه إعادة روتين الحياة في قطاع غزة بتمويل من منظمات عربية ودولية، لكنه اعترف في الوقت ذاته أن مثل هذه الخطوة تستدعي إبقاء القطاع تحت سيطرة الاحتلال الأمنية.

وأشار القائد السابق بجيش الاحتلال إلى أن من الضروري البدء فورا بالانتقال من المستوى التكتيكي إلى المستوى الإستراتيجي، والتركيز على إيران وتوجهها المحموم نحو السلاح النووي، وعلى نظام حكم حماس المدني في غزة من أجل تفكيكها نهائيا، حتى لا يبقى لها أي صلة بإجراءات “اليوم التالي” في قطاع غزة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *