وسبق لغوتيريش أن انتقد تعامل البلدان الغنية مع أزمة اللاجئين السوريين، قائلا في تصريحات صحفية: “للأسف، لا يلاحظ الأغنياء وجود الفقراء إلا بعد أن يدخل الفقراء باحات الأغنياء”.
وكان غوتيريش قد جاء بالأصل إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة، حاملا معه إرثا تاريخيا من الأفكار المعادية للاستعمار والمنادية بحق الشعوب في تقرير مصيرها. فقد كان الرجل جزءا من “ثورة القرنفل” التي خلعت الدكتاتورية الاستبدادية للجمهورية الثانية في البرتغال إستادو نوفو، التي أسسها أنطونيو سالازار منذ عام 1933، وخلفه منذ عام 1968مارسيلو كايتانو رئيسا للوزراء. وقبلها انتمى إلى الحزب الاشتراكي البرتغالي بعيد نشأته عام 1973، وظل ناشطا فيه ومتقلدا مسؤوليات حكومية عديدة في بلده.
ولسنوات عديدة، كان غوتيريش ناشطا في الاشتراكية الدولية، وهي منظمة دولية تضم الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية، وتولى منصب نائب رئيس المنظمة من عام 1992 إلى عام 1999، ورئيسها من عام 1999 حتى منتصف عام 2005. وشغل منصب رئيس وزراء البرتغال من عام 1995 إلى عام 2002، وكان عضوا في مجلس الدولة البرتغالي من عام 1991 إلى عام 2002.
الأحياء الفقيرة
وبالإضافة إلى ذلك، أسَّس غوتيريش المجلس البرتغالي للاجئين والجمعية البرتغالية للمستهلكين (DECO). وفي مطلع السبعينيات، شغل منصب رئيس “مركز العمل الاجتماعي الجامعي” (Centro de Acção Social Universitário)، وهو جمعية تتولى تنفيذ مشاريع التنمية الاجتماعية في الأحياء الفقيرة في لشبونة.
يذكر أن غوتيريش المولود يوم 30 أبريل/نيسان 1949 في العاصمة البرتغالية لشبونة، وفيها نشأ وتربى، درس الفيزياء والهندسة الكهربائية في المعهد العالي للتكنولوجيا، وتخرج عام 1971، ليبدأ بعدها ممارسة العمل الأكاديمي أستاذا مساعدا.
لم يكن مستهجنا حيال هذه المسيرة السياسية والإنسانية لغوتيريش اختياره -إلى جانب الأونروا ومحكمة العدل الدولية- ضمن 4 مرشحين لجائزة نوبل للسلام للعام 2024، لكن منظمة “نيهون هيدانكيو” اليابانية الخاصة بالناجين من القنبلة الذرية، التي فازت بالجائزة، استلهمت الموقف الأخلاقي ذاته الذي التزمه غوتيريش من حرب غزة وجر عليه غضب المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة. فبعد إعلان فوز منظمة “نيهون هيدانكيو” بنوبل للسلام، قال رئيسها المشارك توشيوكي ميماكي إن “الأطفال في غزة يغرقون في الدماء، وهو نفس ما حدث في اليابان قبل 80 عاما”.