قالت صحيفة “غارديان” البريطانية إن الملك تشارلز الثالث وعائلته لم يفوا بوعدهم بالكشف عن الهدايا الرسمية التي تلقوها طوال السنوات الأربع الماضية.
وأرجع مسؤولو القصر الملكي السبب في إخفاق العائلة المالكة في الإفصاح عن قائمة الهدايا السنوية التي حصل عليها أفرادها، إلى جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، والتخطيط لمراسم تتويج الملك العام الماضي.
وذكرت الصحيفة، في تقرير لمراسلها لشؤون القصر الملكي ريتشارد بالمر، أن تحفظ العائلة عن النشر جاء عقب الجدل الذي أُثير حول “فضيحة الأموال مقابل الألقاب وأوسمة الشرف”، المرتبطة بإحدى مؤسسات الملك تشارلز الخيرية، والتي أجرت الشرطة تحقيقا بشأنها لم يُكشف عنه دون أن تقدم سكوتلاند يارد أو هيئة الادعاء الملكية البريطانية توضيحا لعدم الكشف هذا.
وأشارت إلى أنه لا يوجد سجل عام للمصالح المالية لأفراد العائلة المالكة، على عكس السجل المخصص لأعضاء البرلمان البريطاني. لكن الصحيفة أفادت بأن العائلة المالكة تأخذ بمشورة أمنائها الخاصين في تحديد ما يجب التصريح به.
نظام الإفصاح
وقد استُحدث نظام الإفصاح عن قوائم الهدايا السنوية -بحسب المراسل بالمر- بعد انتقادات وجهتها وسائل الإعلام للأسرة المالكة لمحاولاتها إخفاء مصادر الهدايا الخاصة وخاصة القيّمة منها.
وقد نُشرت آخر قائمة سنوية، والتي توضح بالتفصيل الهدايا الرسمية التي تلقاها جميع أفراد العائلة المالكة العاملين في عام 2019، في أبريل/نيسان 2020، ولكن منذ ذلك الحين لم يُكشف عن أي شيء من هذا القبيل، باستثناء وصف عرضي لتبادل الهدايا خلال زيارة رسمية أو صور عندما يتم تقديم الهدايا أثناء الخطوبة.
على أن العديد من الهدايا، بما في ذلك الحساسة منها، غالبا ما كانت تُخفى رغم أن الهدايا الرسمية ليست ملكا شخصيا لأفراد العائلة المالكة ويتم قبولها في الواقع نيابة عن الأمة.
ولفتت الصحيفة إلى أن أمير وأميرة ويلز، ويليام وكيت، كانا قد فضلا عدم نشر قائمة بأي هدايا تلقياها في حفل زفافهما في عام 2011. ولم يُفصح إلا عن عدد قليل من الهدايا الرسمية التي تلقتها الملكة إليزابيث الراحلة بمناسبة يوبيلها البلاتيني في عام 2022، ولم يتضح نوع الهدايا التي أُعطيت للملك تشارلز والملكة كاميلا بمناسبة تتويجهما، إن وجدت.
انتقادات
ونقلت عن غراهام سميث، الرئيس التنفيذي لمنظمة “ريبابليك” -وهي جماعة مناهضة للملكية في بريطانيا تنظم حملات من أجل انتخاب رئيس منتخب للدولة ليحل محل الملك- قوله إن “تشارلز وكبار أفراد العائلة المالكة لديهم حق الاطلاع على الأوراق الحكومية، وبإمكانهم عقد اجتماعات سرية مع الوزراء ورئيس الوزراء، ولديهم نفوذ للضغط على الحكومة لتقديم خدمات لهم ولأصدقائهم”.
وأضاف “إذا كنا نطالب السياسيين بمعايير عالية، فعلينا أن نطالب أفراد العائلة المالكة بالمعايير نفسها”، فيما أكد متحدث باسم قصر باكنغهام أن قوائم الهدايا الملكية “ستُنشر في الوقت المناسب”.