غارديان: لماذا يوهم ناريندرا مودي أنصاره بأنه “مبعوث السماء”؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، يشجع على الإيمان بـ”تألهه”، مما يدفع أتباعه للاعتقاد بأن هدف “الإله” هو إشاعة الخوف والكراهية.

وتساءلت -في افتتاحيتها- عما إذا كان مودي لا يعرف القواعد والأحكام الواجب مراعاتها في الانتخابات الهندية، والتي لا تجيز “لأي حزب أو مرشح أن يشترك في أي نشاط قد يؤدي إلى تفاقم الخلافات القائمة أو يخلق كراهية متبادلة أو يسبب توترا بين الطوائف والمجتمعات المختلفة، الدينية أو اللغوية”.

ولفتت إلى أن رئيس الوزراء الهندي لجأ علنا إلى استخدام خطاب معاد للإسلام خلال حملته الانتخابية التي استمرت شهرين، واصفا مسلمي بلاده البالغ عددهم 200 مليون نسمة بأنهم يشكلون “تهديدا وجوديا” للأغلبية الهندوسية.

فوز مودي

وسخرت هيئة تحرير الصحيفة -في مقالها الافتتاحي- من الهيئة المكلفة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وقالت إن المضحك في الأمر أنها أطلقت دعوة “ضعيفة” طالبت فيها مرشحي الأحزاب في الدوائر الانتخابية بضبط النفس.

وانطلقت المرحلة الأولى من الانتخابات الوطنية الهندية في 19 أبريل/نيسان الماضي، وتختتم في الأول من يونيو/حزيران بعد انتهاء مرحلتها السابعة. وتتوقع تقارير إعلامية على نطاق واسع أن تسفر نتائجها عن فوز مودي وحزبه بولاية ثالثة على التوالي مدتها 5 سنوات.

ووفق افتتاحية الغارديان، فإن خطب رئيس الوزراء الهندي التي يتهم فيها المسلمين، ترمي إلى صرف انتباه الناخبين الذين يعانون من ارتفاع التضخم ونقص الوظائف على الرغم من النمو الاقتصادي السريع.

وأشارت إلى أن الإستراتيجية السياسية لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم تركز على “التهديدات” التي تواجه “الحضارة الهندوسية”، مما يستدعي وحدة الهندوس ضد المسلمين، على حد تعبير الصحيفة البريطانية.

مبعوث السماء

وقد عمل مودي على مزج النزعة القومية الهندوسية مع فكرة أنه “مبعوث السماء”، وهو ما حدا بزعيم حزب المؤتمر المعارض راهول غاندي -خصمه الرئيسي- أن يقول إنه يتعين على كل من يدعي ذلك زيارة طبيب نفسي.

وبحسب الصحيفة، فإن مقولة “الدين أفيون الشعوب” التي أطلقها الفيلسوف الألماني كارل ماركس، ما يزال صداها يتردد في المناطق التي ما انفك للدين تأثير نافذ فيها.

ولهذا السبب -تضيف الغارديان- يدعي دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية،  أنه يقوم بعمل الرب.

وفي الهند، يعتقد الفقراء، في أغلب الأحيان، أن السياسيين آلهة يسعون إلى تخفيف وطأة آلام واقع معاشهم، كما تفيد افتتاحية الصحيفة.

وأضافت أن مودي، بادعائه أنه رسول مقدس من السماء، إنما يجعل من الناخبين مريدين له، ويشجع على الاعتقاد بأن غاية الإله هي استهداف الأقليات، وتحريم المعارضة، وضرب الحق في الحماية الدستورية بعرض الحائط.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *